كشفت صحيفة "الخليج" الإماراتية اليوم الأربعاء عن معلومات حساسة أظهرتها التحقيقات مع شبكة التجسس الإيرانية التي فككتها الكويت، تتعلق باحتمال وجود عمل شبكي منظم وراءها يضم أغلب دول الخليج، مؤكدة انطلاق تنسيق خليجي رفيع المستوى حيال القضية. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة أن "شبكة الكويت" فرع لشبكة تجسس خليجية كبرى تدار من إحدى دول الخليج، ولها بؤر قيادة في معظم دولها، مؤكدة أن من تم القبض عليهم اعترفوا على بعض أعضاء القيادة الموجودين في دول خليجية أخرى، وأشارت إلى أن أول خيط أدى إلى كشف الشبكة الشيك الخاص بالوزير البحريني المقال من منصبه وله علاقة بالكويتية التي أكدت التحقيقات أنها بعيدة تماما عن موضوع الشبكة وأنها تورطت في موضوع الشيك فقط . وأضافت ذات المصادر أن أعضاء الشبكة كثر ومنتشرون في الخليج بشكل واسع، ورفضت الكشف عن عدد المقبوض عليهم، مفرقة بين المتهمين الذين سيحالون إلى أمن الدولة بعد انتهاء التحقيقات، والمشتبه فيهم، حيث وسعت أجهزة الأمن دائرة الاشتباه، مؤكدة أن هناك تعاوناً بين دول الخليج لكشف كامل أعضاء الشبكة ومخططاتهم، وان التنسيق الأمني بلغ مستوى مرتفعاً . من جهته، اعتبر نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان "انه إذا صحت المعلومات المتداولة عن الشبكة فإن هذا الإنجاز يحسب لأجهزة الأمن الكويتية اليقظة"، مؤكداً في تصريحات أدلى بها من مقر السفارة السعودية في الكويت، حيث بدأ زيارة رسمية التقى خلالها وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، أن أمن الكويت من أمن السعودية . وشدد خالد بن سلطان على أن من حق جميع الدول العمل على حماية أجوائها وحدودها بالطريقة المناسبة، إذا لم تحل أزمة الملف النووي الإيراني، مؤكدا فيما يتعلق بالأوضاع على حدود اليمن أن بلاده "دحرت العدوان الحوثي على أرضها، وستتصدى لأية فئة تحاول النيل من أمنها" . وقال «استطيع ان اقول ان المتسللين الذين تسللوا للمملكة دحروا وفي حال ارادوا اعادة تجربتهم مرة اخرى سيفكرون عشر مرات قبل ذلك»، مرجعا ذلك إلى ان الاجابة عليهم ستكون اكبر مما كانت عليه، مطمئنا جميع الدول العربية والصديقة ودول مجلس التعاون بأن حدود المملكة امنة والقدرة الدفاعية لدينا في ازدياد والقدرة لضرب اي متسلل علينا ستكون اعنف واقوى من السابق». من جهة أخرى ، أعلنت طهران أن قواتها البحرية ستبدأ اليوم مناورات عسكرية «استراتيجية» جديدة تستمر 8 أيام في مياه الخليج وبحر عمان ، بعد أقل من أسبوعين على مناورات أجراها «الحرس الثوري» في مياه الخليج ومضيق هرمز. تزامن ذلك مع تأكيد طهران تحليق مقاتلة إيرانية فوق حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس أيزنهاور» وتصويرها في مياه الخليج قبل أسبوعين، «على رغم احتجاج» قائدها. واعتبرت «التعرّف الى السفن التي تجوب المنطقة، حقاً مشروعاً» لها. وقال قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري إن «البحرية ستقوم بتدريبات على مدى 8 أيام في الخليج الفارسي وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، تغطي 250 ألف كلم مربع»، مضيفاً أن «مناورات الولاية 89 ستُظهر قدرة البحرية الإيرانية في مجالي الردع والدفاع». ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن سياري قوله إن «هذه المناورات تتضمن 6 مراحل، بدأت قبل أيام مرحلتها الأولى التي تتضمن عمليات الحرب النفسية»، لافتاً الى أن «المرحلة الرابعة هي الأهم في المناورات، وتشمل العمليات التكتيكية». ووصف المناورات بأنها «استراتيجية، لأن معظمها سيُنفذ في المياه الدولية». وأشار إلى أن المناورات توجّه «رسالة سلام وصداقة إلى دول المنطقة، وأن إيران لا تشكل تهديداً لأي بلد في المنطقة، كما أن هذه الدول لا تشكل تهديداً لإيران». وأضاف أن «الرسالة الأخرى لهذه المناورات إلى الدول الأجنبية، هي أننا لسنا في حاجة إلى وجودها لإرساء الأمن في المنطقة، كما أن إيران ستتصدى في شكل جاد جداً وبقوة لأي تهديد». واعتبر أن إجراء هذه المناورات بعد اقل من أسبوعين على مناورات «الرسول الأعظم-5» التي أجراها «الحرس الثوري» في مياه الخليج ومضيق هرمز، بين 22 و25 نيسان (أبريل) الماضي، «يثبت اقتدار إيران في منطقة البحار جنوب البلاد». ( صحف ووكالات )