أثارت تصريحات مسئولين سعوديين حول إرجاع ظهور مرض حمى الوادي المتصدع في بعض مناطقها الى دخول الفيروس عبر اليمن انتقادات حادة لمسئولين يمنيين عبر توضيحات متتابعة خلال الثلاثة الايام الماضية تؤكد أن الثروة الحيوانية في اليمن خالية من مرض حمى الوادي المتصدع وأنها لم تسجل حالة إصابة حيوانية بهذا المرض منذ أكثر من ثلاث سنوات. وكانت تصريحات مسئولين سعوديين اثر رصد إصابات جديدة بحمى الوادي المتصدع في مناطق جازان ونجران أعادة الأسباب إلى ظهورها في المواشي المهربة عبر الحدود السعودية مع اليمن، التي ضبطتها دوريات حرس الحدود، وقالت ان الزراعة السعودية عملت منذ العام الماضي على اتخاذ الإجراءات الاحترازية بعدما تأكدت عودة مرض حمى الوادي المتصدع في الدول المصابة كل 10 سنوات،ومنها اليمن. وتلاحقت اثر ذلك ردود المسئولين اليمنيين كان اخرها موجه من وزارة الزراعة اليمنية اليوم السبت على لسان مدير عام الصحة الحيوانية والحجر البيطري في الوزارة الدكتور منصور القدسي داعياً الأخصائيين والفنيين في مجال الصحة الحيوانية بالمملكة العربية السعودية إلى زيارة اليمن والإطلاع على النظام الصحي المتبع في مجال صحة الحيوان وشبكة الترصد وكذا الإمكانيات المخبرية والتشخيصية للأمراض الحيوانية إضافة إلى التأكد من أن اليمن ومنذ أكثر من ثلاث سنوات لم تظهر فيها أية حالة مرضية مخبرية بمرض حمى الوادي المتصدع. الدكتور القدسي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أوضح أن اليمن لديها شبكة ترصد واسعة تم تأسيسها منذ عام 2000 م وتشمل كافة محافظات الجمهورية وتقوم بالترصد الدائم والمستمر للأوبئة والأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية في كافة مناطق المحافظات والمنافذ الحدودية ومنافذ الحجر البيطرية المختلفة. وأشار إلى أهمية شبكة الترصد في التفاعل مع أية حالة إجهاض للحيوان من خلال أخذ العينة وفحصها وتشخيص المرض. وقال " إن شبكة الترصد أثبتت خلال الثلاث السنوات الماضية فعاليات كبيرة ونجاحات مثمرة من خلال الإسهام في الاكتشاف المبكر للأمراض التي تهدد الصحة الحيوانية وبما يساعد الجهود المبذولة في مكافحة المرض والسيطرة عليه قبل انتشاره، وخلال تلك الفترة لم يتم اكتشاف أية حالة تشتبه أنها مصابة بمرض حمى الوادي المتصدع". وأضاف " كما تم تنفيذ مشروع صحة حيوانية ومحجر بيطري حول حمى الوادي المتصدع خلال الفترة من 2005-2009م بتمويل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يهدف إلى الاكتشاف المبكر لمرض حمى الوادي المتصدع في الحيوانات والذي ربما يأتي من الحيوانات المستوردة من دول القرن الإفريقي، وكانت النتائج إيجابية ولم تسجل أية حالة إصابة للثروة الحيوانية في اليمن بهذا المرض". وأكد الدكتور القدسي أن اليمن تمنع دائماً دخول أي ماشية من القرن الأفريقي إلا عبر المحجرين البيطريين في المخاء والمكلا للتأكد من صحة الحيوانات والحفاظ على الثروة الحيوانية. لافتا إلى أن هناك تعاون قائم بين وزارة الزراعة والري وقوات خفر السواحل فيما يتعلق بمنع دخول أية أغنام ومواشي بصورة غير قانونية ومخالفة للشروط والمواصفات المحجرية والصحة البيطرية المعتمدة. وقال " لدينا آلية رقابة وتتبع دقيق لهذا المرض حرصا منا على سلامة ثروتنا الحيوانية وحتى الآن لم تسجل أية حالة إصابة بهذا المرض، ونحن دائما نحرص على سلامة حيواناتنا من الأمراض كونها تشكل مصدر دخل أساسي لمعظم الأسر الريفية، فضلا عن أهميتها كرافد أساسيا من روافد التنمية الاقتصادية للبلد". وأشار القدسي إلى أنه وفي إطار شبكة الترصد لأمراض الأوبئة الحيوانية في اليمن خلال العام 2009م تم تنفيذ أكثر 12 ألف و597 نزول وزيارة ميدانية إلى كافة مناطق ومديريات محافظات الجمهورية منها 3 آلاف و316 نزول ميداني وترصد في مناطق ومديريات محافظتي الحديدة وحجة. وبين أن الزيارات الحقلية استهدفت الحيوانات في القرى والأسواق والمزارع، حيث تم مواجهة كافة البلاغات الواردة من المناطق والتعامل معها، كما يتم التركيز على استهداف المناطق وفقا لمؤشرات هطول الأمطار وتوفر الظروف المناخية المناسبة من الغطاء النباتي التي قد تساعد على انتشار بعض الأمراض. وأكد مدير عام الصحة الحيوانية والحجر البيطري على أهمية التعاون الإقليمي بين دول المنطقة لا سيما مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وتكاتف الجهود في مجال مواجهة الأمراض التي تهدد قطاع الثروة الحيوانية. وتشهد كثير من الصادرات اليمنية الزراعية والحيوانية والسمكية بين الفينة والأخرى قيود كبيرة من قبل السلطات السعودية ، فيما يندرج بعضها في قائمة الحضر حتى من التسهيل للمصرين المرور عبر أراضيها لتسويقها في بلدان مجاورة للمملكة .