طلب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من وزارة الدفاع الجمعة، تدخل القوات المسلحة لمكافحة الحرائق التي تجتاح عدداً من المناطق السكنية القريبة من الغابات في وسط وغرب روسيا، والتي أسفرت عن سقوط ما يزيد على 25 قتيلاً، وتدمير أكثر من ألف منزل. وتجتاح حرائق عارمة، وصفت بأنها الأسوأ التي تضرب الجزء الأوروبي من روسيا، خمس مناطق على الأقل، في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعاً غير مسبوقاً في درجات الحرارة، بلغت الخميس 102 درجة فهرناهايت، أي ما يقرب من 39 درجة مئوية، وهي أعلى درجة مسجلة في العاصمة الروسية منذ عام 1879. كما أمر الرئيس الروسي بتكليف أعضاء الحكومة بتقييم الوضع في المناطق التي تضررت جراء الحرائق، وتخصيص الموارد لدفع التعويضات للمواطنين، وشراء معدات إضافية لإطفاء الحريق، من بينها طائرات من طراز "بي 200" المخصصة لإطفاء الحرائق الهائلة. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن السكرتيرة الصحفية للرئيس، ناتاليا تيماكوفا، قولها إن أعضاء الحكومة وبطلب من الرئيس ميدفيديف، سيتوجهون إلى المناطق الأكثر تضرراً بسبب الحرائق، لتقييم الوضع على الأرض وإعداد اقتراحات لإزالة أثار الكارثة هناك. وقالت متحدثة باسم وزارة الأوضاع الطارئة، لCNN الجمعة، أن الحرائق المشتعلة في روسيا منذ أيام، أسفرت عن سقوط 25 قتيلاً على الأقل، حتى اللحظة، بينهم اثنان من فرق الإطفاء. من جانبه، طلب رئيس الحكومة الروسية، فلاديمير بوتين، من المسؤولين المحليين بالمناطق التي تجتاحها الحرائق، تقديم استقالاتهم، قائلاً إنهم "فقدوا ثقة المواطنين فيهم"، بسبب فشلهم في التصدي للحرائق التي اجتاحت كثيراً من الغابات وانتقلت إلى المناطق السكنية القريبة منها. وقال بوتين، الذي توجه الجمعة إلى مقاطعة "نيجني نوفغورد"، أكثر المناطق تضرراً بسبب الحرائق، إن سكان المناطق المتضررة سيمنحون تعويضات بمقدار 100 ألف روبل (ما يعادل 3300 دولار) لكل شخص، من الميزانية الفدرالية، بالإضافة إلى 100 ألف روبل أخرى من ميزانية الإقليم. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية بأن أكثر المناطق تضرراً بسبب الحرائق، كانت في مقاطعتي "نيجني نوفغورود"، و"فورونيج"، الواقعتين في وسط وجنوب الشطر الأوروبي من روسيا، حيث احترق هناك أكثر من 700 منزل، وتم إجلاء ما يزيد على 200 شخص. وأكدت المصادر احتراق ما يزيد على 44 منزلاً في مقاطعة "موسكو" أيضاً، وقال أحد المصادر الأمنية أن الوضع المتعلق بالحرائق المشتعلة في الأقاليم الوسطى والجنوبية من روسيا "مقلق للغاية"، مشيراً إلى أن "السيطرة على ألسنة النار لم تتحقق بعد." وعلى النقيض من الحرائق المشتعلة في غرب ووسط روسيا، أدت موجة من الطقس السيئ تجتاح منطقة "ليننغراد" الشمالية، إلى مصرع سبعة أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى جرح 14 آخرين، نتيجة عاصفة قوية تشهدها المنطقة. وتسببت العاصفة، بحسب وكالة نوفوستي للأنباء، في حدوث مشاكل مرورية وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، ويتوقع خبراء الأرصاد استمرار موجة الطقس السيئ لعدة ساعات، قبل أن تبدأ بالتحرك نحو الجزء الغربي من المنطقة نفسها، في وقت لاحق من مساء الجمعة
