وكالات - وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى باكستان للاطلاع على الأوضاع التي خلفتها الفيضانات.وحث كي مون دول العالم على مسارعة جهودها لإغاثة ضحايا الفيضانات. ووصل كي مون الى قاعدة تشاكلالا الجوية قبيل الحادية عشرة والنصف بالتوقيت المحلي قبل إجراء محادثات مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضى جيلاني. وقال كي مون إنه سيقدم تقريرا للجمعية العامة للأمم المتحدة فورعودته وسيحاول تعبئة المجتمع الدولي من أجل متضرري الفيضانات. وأضاف في تصريحات للصحفيين أنه يزور باكستان ليعبر عن "تعاطف وتضامن" الامم المتحدة مع شعب وحكومة باكستان والاطلاع على "ما يجب القيام به" في هذه الظروف. وطلبت الأمم المتحدة 460 مليون دولار لمواجهة النتائج المباشرة للفيضانات بينما حذرت ان هناك حاجة لمليارت الدولارات على المدى البعيد، حيث دمرت قرى ومشاريع ومحاصيل وبنى تحتية بفعل الفيضانات. وكانت وكالات الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية أخرى قد حذرت من أن الاستجابة لنداءات الإغاثة لم تكن بالمستوى المطلوب، وحذرت مكن موجة جديدة من حالات الوفاة بسبب الأمراض الناجمة عن الأوضاع التي خلفتها الفيضانات. وكان رئيس الوزراء جيلاني قد قال إن عدد المتضررين من الفيضانات المدمرة التي تجتاح البلاد ارتفع إلى عشرين مليونا، وهو ما يزيد بستة ملايين عما كان التقديرات السابقة. وجاءت التقديرات الجديدة في خطاب لجيلاني لمناسبة عيد الاستقلال الذي قررت الحكومة الباكستانية تقليص احتفالاتها به مراعاة لمشاعر المتضررين من الفيضانات. لكن من غير المعروف حجم الذين فقدوا منازلهم نهائيا، واولئك الذين اضطروا مؤقتا الى النزوح عنها بسبب الفيضانات والامطار. وكان مسؤولون باكستانيون رفيعو المستوى قد انتقدوا ما رأوه بطئا في رد المجتمع الدولي لكارثة الفيضانات. من جانبها أصدرت بعض هيئات الإغاثة تحذيرا من ظهور مشاكل صحية بسبب نقص مياه الشرب النقية. كوليرا وفي هذه الأثناء، تأكدت حالة إصابة بالكوليرا بين المنكوبين في أسوأ فيضانات تجتاح باكستان منذ عقود، وهو ما يهدد بكارثة جديدة في الوقت الذي مازالت البلاد تعاني لاحتواء آثار الكارثة البيئية المدمرة. ونقل عن موريسيو جوليانو المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة قوله إن هناك إصابة واحدة على الأقل مؤكدة في مينجورا كبرى مدن اقليم سوات بشمال شرق باكستان. وقالت منظمة اغاثة انسانية ألمانية ان هناك أيضا ست حالات يشتبه في اصابتها بالمرض. جهود وأوضح جوليانو أن الأمم المتحدة تعزز الجهود لمواجهة الكوليرا، خاصة في ظل إصابة 36 الف شخص حتى الآن بالاسهال الحاد القاتل في المنطقة. وقال "نظرا للمخاوف من انتشار مرض الكوليرا القاتل، بدأنا علاج الجميع ضده بدلا من القيام بفحصهم". وأضاف "لا نقول ان كل الذين يعانون من اسهال حاد مصابون بالكوليرا لكن الكوليرا مصدر قلق بالتأكيد". ويتزايد قلق الامم المتحدة بشأن الامراض التي تنتقل عن طريق المياه، حيث يمكن أن يشكل أي تفش وبائي كارثة جديدة لباكستان. ومن شأن أي أزمة صحية أن تضع عبئا على وكالات الاغاثة التي تواجه بالفعل تحديات كبيرة مرتبطة بالامدادات والنقل. تذمر من ناحية أخرى، انتقد مسؤولون باكستانيون رفيعو المستوى ما يرونه تباطؤاً في استجابة المجتمع الدولي للفيضانات المدمرة. وقال المندوب الدائم لباكستان في مقر الأمم المتحدة بجنيف زامير أكرم لبي بي سي إنه وفي حين يقر الجميع بجسامة الدمار إلا أنه حتى الآن لم يتم تقديم مساعدة كافية. وتحذر هيئات إغاثية من ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات اذا لم تتم زيادة المساعدات الدولية بصورة كبيرة وسريعة. وفي سياق متصل، رفض المفوض السامي الباكستاني في لندن وجيد حسن ما اعلنته مؤسسة الشفافية الدولية من ضياع جزء كبير من اموال المساعدات التي قدمتها هيئات الاغاثة لباكستان بسبب الفساد، وأكد ان حكومته تقوم بكل ما بوسعها لمواجهة الكارثة.