ارتفع أعداد المتضررين من كارثة السيول التي اجتاحت باكستان الى اكثر من 20 مليون شخص، وهو ما يزيد بستة ملايين عما كان التقديرات السابقة، بحسب تقديرات رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال الذي قررت الحكومة الباكستانية إلغاء احتفالاتها به مراعاة لمشاعر المتضررين من الفيضانات. من جانبها اكدت الاممالمتحدة وجود اصابة واحدة على الاقل بالكوليرا في مناطق الفيضانات. ووصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى باكستان للقيام بجولة اطلاعية في البلاد، فيما حذرت وكالات المساعدة من «موجة وفيات جديدة» نتيجة الامراض. واكد موريسيو جوليانو الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة، امس، ان «هناك اصابة واحدة على الاقل مؤكدة في مينغورا» كبرى مدن اقليم سوات شمال شرقباكستان. واضاف: «نظرا للمخاوف من انتشار مرض الكوليرا القاتل، بدأنا نعالج الجميع ضده بدلا من القيام بفحصهم». واوضح ان 36 الف شخص على الاقل يعانون من اسهالات حادة. واكدت منظمات للعمل الانساني ان المساعدات للمتضررين بأسوأ كارثة طبيعية تشهدها باكستان اقل بكثير من الاحتياجات. وقال جاك دي مايو رئيس العمليات في جنوب آسيا في اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان «ملايين الاشخاص يحتاجون الى غذاء ومياه نظيفة ورعاية صحية ويحتاجون الى ذلك الآن». وتابع انه لا يمكن قياس حجم الكارثة التي تقول الحكومة في تقديراتها انها اثرت على 20 مليون شخص. واعلن الناطق باسم الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري ان الرئيس الغى الاحتفالات المقررة، امس، بذكرى استقلال باكستان عن بريطانيا في العام 1947. وذكرت صحيفة «دون» أن الحكومة الباكستانية تدرس عرض مساعدة هندية في جهود إغاثة ضحايا الفيضانات. من ناحيتها، اكدت صحيفة «ديلي تلغراف»، امس، ان اكثر من 300 مليون يورو من المساعدات كانت منحت الى باكستان بعد الزلزال الذي اودى بحياة 74 الف شخص في العام 2005 تم تحويلها الى قضايا اخرى. من جانب ثان، قتل 10 أشخاص عندما فتح مسلحون مجهولون النار، امس، على حافلة ركاب في إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان. من ناحية أخرى، انتقد مسؤولون باكستانيون رفيعو المستوى ما يرونه تباطؤاً في استجابة المجتمع الدولي للفيضانات المدمرة. وقال المندوب الدائم لباكستان في مقر الأممالمتحدة بجنيف زامير أكرم لبي بي سي إنه وفي حين يقر الجميع بجسامة الدمار إلا أنه حتى الآن لم يتم تقديم مساعدة كافية. وتحذر هيئات إغاثية من ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات اذا لم تتم زيادة المساعدات الدولية بصورة كبيرة وسريعة. وفي سياق متصل، رفض المفوض السامي الباكستاني في لندن وجيد حسن ما اعلنته مؤسسة الشفافية الدولية من ضياع جزء كبير من اموال المساعدات التي قدمتها هيئات الاغاثة لباكستان بسبب الفساد، وأكد ان حكومته تقوم بكل ما بوسعها لمواجهة الكارثة.