خاص - قال مصدر محلي في محافظة ابين ان اتفاقا عقد بين نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري وممثلين لقبائل لودر جنوبي اليمن رفع حالة الطوارئ التي كانت تعيشها المديرية منذ ألجمعه الماضية على خلفية اشتباكات بين قوات الامن وعناصر تنظيم القاعده. وأضاف المصدر ل"الوطن"أن الاتفاق يقضي بسحب التعزيزات العسكرية المرابطة في مداخل المدينة واعادت الوضع الى سابق عهده مقابل تعهد قبائل المديرية بحفظ الامن ومنع عناصر القاعدة ومسلحي الحراك الانفصالي من التمركز في المدينة وضواحيها والتعاون مع أجهزة الأمن في مواجهات هذه العناصر. وأشار المصدر إلى ان التيار الكهربائي أعيد الى مدينة لودر بعد قطعه منذ بدء المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي القاعدة. وأضاف ان سكان مدينة لودر الذين نزحوا منها بطلب سلطات الامن بدؤا العودة الى منازلهم منذ مساء امس الثلاثاء . وكانت اشتباكات دارت بين قوات الأمن والجيش معززة بوحدات من خارج المحافظة أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 35 شخصا من الطرفين اغلبهم جنود . وأعلن اللواء الركن صالح حسين الزوعري نائب وزير الداخلية امس الثلاثاء تطهير مديرية لودر بمحافظة أبين من العناصر الإرهابية بتنظيم القاعدة. وقال الزوعري أن الأجهزة الأمنية بمديرية لودر أدت واجبها بكفاءة ومهنية عالية في ملاحقتها للعناصر الإرهابية بمديرية لودر ومداهمة أوكارها وواجهت العناصر الإرهابية ببسالة وشجاعة وقتلت ما يزيد عن 12 منهم, بالإضافة إلى إصابتها لأعداد كبيرة من الإرهابيين. واضاف الزوعري ان الأجهزة الأمنية لقنت العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة درساً قاسياً ووجهت لها ضربات موجعة أجبرت عناصره الإرهابية على الفرار بعد أن قتلت وأصابت منهم العشرات. واشار الزوعري الى أن الأجهزة الأمنية تسيطر بصورة كاملة على مديرية لودر فيما تقوم بملاحقة العناصر الإرهابية الفارة خارج مديرية لودر. واشاد نائب وزير الداخلية بمواقف المواطنين الشرفاء من أبناء المديرية الذين وقفوا جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية في التصدي للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة. وكان تقرير لصحيفة 'الغارديان' من مديرية جعار محافظة ابين كشف عن تواجد علني للجهاديين الذين يظهرون ببنادق الكلاشينكوف والزي الافغاني ولا يثير وجودهم اية معارضة من المواطنين في هذه البلدة الفقيرة وشوارعها المغبرة. ويزعم التقرير ان الجهاديين يدخلون مدارس الدولة ومراكز تعليم القرآن ويملأون الصفوف الفارغة في القوات الامنية. ويشير التقرير الى ان المجندين لتنظيم القاعدة الجدد يمكنهم تلقي دروسهم الايديولوجية من قادة القاعدة بمن فيهم العولقي، الذي يعتبره نواب امريكيون بانه 'الارهابي رقم واحد' ويعتقد انه قدم ارشادات لعمر فاروق عبدالمطلب الذي يعرف بمفجر 'السروال' ونضال حسن الذي نفذ هجوما على جنود في قاعدة فورت هود تكساس. ويشير كاتب التقرير ان اليمن بطبيعته الجغرافية الوعرة، ودرجة الفقر ومستويات الامية ونظامه القبلي الذي يشبه افغانستان يمثل منطقة مكافحة جديدة للقاعدة لدرجة جعلت خبراء يطلقون عليه اسم 'افغانستان الجديدة'. وجاء تقرير الغارديان نتاج تحقيق استمر لمدة شهرين في محافظتي ابين وشبوة، واللتين كانتا مسرحا لعدد من الغارات التي قتلت مدنيين ومقاتلين تابعين للتنظيم. وترى الصحيفة ان نشاط القاعدة في مناطق الجنوب هو نتاج مجموعة من العوامل المتشابكة من التحالفات مع الحكومة والقبائل والرشاوى والوعود الفارغة والمحاولات الفاشلة لقمع نشاط القاعدة وهي عوامل لعبت بطريقة او باخرى لانتشار جهاديي القاعدة واتساع دائرة تأثيرهم مما جعل اليمن مركزا لنشاطاتها. وبنى التحقيق رؤيته هذه على شهادات الجهاديين اليمنيين ورجال الامن ومشايخ قبائل قابلتهم الصحيفة اثناء اعدادها التقرير. واشار التقرير الى ان مشاكل الجنوب التي تخرج مناطقه عن سيطرة الحكومة ويتقاسم اداراتها عدد من اللاعبين وهم بالاضافة للجهاديين، رجال القبائل والحراك الجنوبي الغاضب على صنعاء وفي بعض الاحيان امراء حرب وفر ارضية ملائمة لنشاط القاعدة. ويبرر نائب محافظ ابين الوضع قائلا ان الدولة تحاول احتواء الجهاديين والقاعدة بنفس الطريقة التي تحاول فيها احتواء رجال القبائل، مشيرا الى ان الحملات العسكرية تكلف الملايين وخسارة في المعدات والارواح ولهذا فمن الافضل دفع مليون دولار لشراء سكوتهم وعدم نشاطهم بدلا من خسارة الملايين. وينقل في نهاية تقريره عن فيصل قائلا لا تصدق الحكومة فهي تدعمهم بالمال وتتفاوض معهم وتستخدمهم لمحاربة اعدائها وبعد ذلك تقول لامريكا اعطنا مالا لقتال القاعدة.