حذرت استشارية في علم النفس وأخصائية علاج الإدمان في الرياض من انتشار ظاهرة الجنس الإلكتروني وتفاقمها في السنوات القليلة الماضية، مشيرة إلى أنها بدأت تتوغل في أوساط الشباب العاجزين عن الزواج. ونسبت " الوطن " السعودية في عددها اليوم الاربعاء لاستشارية علم النفس وأخصائية علاج الإدمان الدكتورة شيماء محمد الهادي الدويري قولها إن "الكثير من النساء والرجال يمارسون العلاقات غير المشروعة على الشبكة العنكبوتية عبر المحادثات الصريحة عن طريق غرف ومحادثات الشات والمشاهدات عن طريق الكاميرا، مبينة أن المسألة باتت ظاهرة وموضوعا خطيرا للغاية". وأشارت إلى أن هذه الظاهرة تشمل نسبة كبيرة من المتزوجين "نساء ورجالا"، في ظل تطور وسائل وتقنيات الاتصال وتنوعها وتواضع تكلفتها، مما أنتج كما هائلا من المشاكل الاجتماعية والنفسية التي أثرت سلبيا على حياتهم، مشيرة إلى أنها أعدت دراسة على 17 موقعا إلكترونيا، وتوصلت إلى أن 65% ممن يدخلون إلى غرف الدردشة مدمنو الجنس الإلكتروني، و45% منهم متزوجون من الجنسين. وبيّنت الدكتورة الدويري أن "تزايد هذه الظاهرة بشكل كبير يرجع إلى عدة أسباب منها اعتقاد البعض أن هذا النوع من العلاقات يشكل متنفسا لمن عجز عن الزواج لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، إضافة إلى تعاظم مصادر الإغراء الجنسي، إذ أصبح الجنس الإلكتروني متنفسا سهلا ومتاحا لتفريغ الرغبات حتى وصل إلى درجة الإدمان الذي لا يستطيع الشخص الممارس الاستغناء والتخلي عنه، بالإضافة إلى ظهور علامات بصورة مزمنة منها الاكتئاب الناجم عن صراع نفسي، وضعف العزيمة وانخفاض في المستوى الدراسي أو المهني". وأشارت استشارية علم النفس وأخصائية علاج الإدمان إلى أن "تزايد حالة الإدمان بهذا الأسلوب يؤدي إلى صراع نفسي لتحويل الخيالات الجنسية إلى واقع وظهور مرض عضوي يصل إلى العجز الجنسي، وحتى بعد الزواج الذي قد يفشل". ودعت في سياق تصريحها لذات الصحيفة من أسمتهم "مدمني الجنس الإلكتروني" إلى الوعي والتفكير بأن تلك الممارسات ستؤثر سلباً عليهم، وأنها ستقود إلى مستنقع الانحلال في الخلق والانهيار في السلوك. وطالبت الدكتورة الدويري بإشغال أوقات الفراغ في الأعمال المفيدة لإشباعها، ولو من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية، ومحاولة التفكير بجدية في الزواج المبكر للشاب والفتاة.