منيت اليمن بخيبة امل كبيرة بعد رفض الرئيس المصري حسني مبارك مبادرة الرئيس علي عبد الله صالح لاصلاح الجامعه العربية وذلك خلال قمة سرت الاستثنائية التي انتهت في ليبيا امس السبت. وقال الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته التي القاها بالقمة ان اليمن قدمت مبادرة لتفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي من خلال إنشاء إتحاد للدول العربية, وإذا كانت هذه المبادرة ستخلق انشقاقا في الصف العربي فليس لدينا مانع من أن نجمدها أو نؤجلها, فالمهم أن نطور العمل العربي المشترك وما نتفق عليه نسير فيه وما لم نتفق بشأنه نتحاور حوله حتى نتوصل إلى أتفاق عليه في الفترة القادمة". وأضاف: " القضية أن التسمية ليست الأساس وإنما الأساس هو تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير منظومته وآليات عمله حتى وأن تم الإبقاء على الجامعة العربية وتفعيل الكثير من هياكلها وفي مقدمتها مجلس الدفاع العربي المشترك والمجلس الاقتصادي وبما يخدم الأهداف القومية. الرئيس المصري حسني مبارك رفض في كلمته تغيير اسم الجامعة العربية الى اتحاد عربي حسب المقترح اليمني وقال أمام القمة أمس: أن مصر تؤكد ضرورة الإبقاء على مسمى «جامعة الدول العربية» عنوانا للإرث التاريخي، مع إيلاء الاهتمام الأكبر لاعتماد رؤية جديدة تنفذ لجوهر ما يستهدف لتطوير أدائها، سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو آليات العمل. واكد مبارك على مبدأ التطوير المتدرج وفق ما اتفق عليه منذ قمة تونس عام 2004 والقمم اللاحقة وصولا إلى مقررات وتوصيات قمة سرت في مارس (آذار) الماضي وقمة اللجنة الخماسية اللاحقة في طرابلس». وتقضي المبادرة اليمنية بتحويل الجامعة العربية الى اتحاد عربي يكون الامين العام فيها مفوضا على غرار الاتحاد الاوروبي. ونصت المبادرة على إنشاء كيان جديد يسمى «اتحاد الدول العربية» يقوم على عدد من المبادئ التي من بينها احترام السيادة والحدود الإقليمية ووحدة التراب الوطني لكل دولة عربية وحق الدول في اختيار أنظمة حكمها..إضافة إلي عدم الاعتراف بالوصول إلى السلطة بالقوة وإقامة نظام أمن عربي إقليمي يحمي الدول الأعضاء ويعزز من إسهامها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وحددت المبادرة جملة من الأطر والهياكل التنظيمية للاتحاد من ضمنها مجلس أعلى لاتحاد الدول العربية يتألف من الملوك والرؤساء والأمراء كأعلى سلطة في الاتحاد يختص برسم وإقرار السياسات العامة وإصدار القرارات والتصديق على التوصيات والقرارات المرفوعة من المجالس الأدنى ،وتكون رئاسة المجلس سنوية بالتناوب.. إلى جانب تشكيل خمسة مجالس وزارية منها مجلس الدفاع والأمن يتشكل من وزراء الدفاع والداخلية ورؤساء الأركان بالدول الأعضاء ومهمته اقتراح سياسات وخطط الدفاع المشترك وتشكيل قوات حفظ سلام عربية وتوحيد النظم التدريبية والتسليحية والتنسيق الأمني بين الدول الأعضاء. واقترحت المبادرة تشكيل محكمة عدل عربية تمارس مهامها وفقاً لنظام أساسي يقره مجلس الاتحاد وهيئة قضائية خاصة بتسوية المنازعات التجارية عن طريق التحكيم والتوفيق .. وتكوين بنك مركزي اتحادي عربي وآخر للتنمية يتولى تمويل المشاريع التكاملية والاستثمارية المشتركة لغرض تحقيق السوق العربية المشتركة والتكامل الاقتصادي. ومن بين الأهداف الأخرى والهياكل التنظيمية والتكوينات الرئيسية لاتحاد الدول العربية وفقاً لمبادرة الجمهورية اليمنية أن تكون هناك أمانة عامة للاتحاد كجهاز فني وإداري ومالي تتألف من أمين عام وثلاثة من المساعدين إلى جانب عدد كافٍ من الموظفين. وتنص المبادرة على أن يحل اتحاد الدول العربية محل جامعة الدول العربية بمجرد إقرار دستور الاتحاد.. إضافة إلى قيام الأمانة العامة للجامعة العربية بتسيير أعمال الاتحاد لفترة انتقالية مدتها عام يتم خلالها انتهاء مجلس وزراء الخارجية من تشكيل مكونات الاتحاد طبقاً لأحكام دستور الاتحاد.