اختتم القادة العرب مساء أمس أعمال قمتهم الاستثنائية التي بحثت في موضوعين؛ منظومة العمل العربي المشترك، ورابطة الجوار العربي، ثم أضيف بند ثالث هو ما استجد من أعمال، حيث تمت مناقشة النزاع العربي - الإسرائيلي والتطورات الجارية، وموضوعي السودان والصومال. وقد أصدر مجلس الجامعة على مستوى القمة قرارات بشأن القضايا الثلاث، كما أدانت القمة الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تهدد اليمن، وأكدت دعمه واستقراره والتصدي للإرهاب، وأقر القادة العرب دعم السلام والوحدة في الصومال، والتضامن مع وحدته، ورفض أي محاولات تنتقص من سيادته، والتزام الجامعة بالعمل مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمساعدة السودان في إتمام الاستفتاء بشكل شفاف يعكس إرادة أهل الجنوب، والقبول بنتائج الاستفتاء، وتأكيد دول الجامعة دعم جهود التنمية في السودان. وبالنسبة للصومال، أكدت القمة تفعيل المصالحة مع جميع مكونات الشعب الصومالي، والحوار من أجل حل الخلافات وصولا إلى المصالحة، وتقديم دعم مالي قدره 5 ملايين دولار لدعم السلطة في الصومال. وقد أكد زعماء الدول العربية أمس، ترحيبهم وموافقتهم على مبدأ تطوير منظومة العمل العربي المشترك، مؤكدين أنه محل اهتمام الجميع، بينما تباينت الآراء حول كيفية الوصول إلى تلك البغية. وأقرت القمة سلسلة إجراءات في هذا الخصوص، أوصى بها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري، لكن القادة أرجئوا البحث في بند إقامة رابطة الجوار الإقليمية إلى القمة المقبلة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك أعلن في كلمة ألقاها السبت أمام الجلسة المغلقة للقمة العربية الاستثنائية المنعقدة في سرت تمسكه ب"مسمى جامعة الدول العربية" في إطار الإصلاحات المقترحة للجامعة. وشدد مبارك في كلمته "ضرورة ألا يمثل تطوير عملنا المشترك قطيعة مع هذا الإرث الهام وهذه التجربة الغنية عبر أكثر من ستة عقود". وأضاف الرئيس المصري "لذلك فان مصر تؤكد على ضرورة الإبقاء على مسمى جامعة الدول العربية عنوان هذا الإرث التاريخي وهذه التجربة مع إيلاء الاهتمام الأكبر لاعتماد رؤية جديدة تنفذ لجوهر ما نستهدفه لتطوير أداء الجامعة سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو آليات العمل". وشدد مبارك على "مبدأ التطوير المتدرج الذي يراعي معطيات واقعنا العربي الراهن وظروفه وإمكانياته". وحول سياسة الجوار العربي، اعتبر الرئيس المصري أن هذه "الرؤية يجب أن تجمع بين اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وتحديد أولويات تحركنا تجاهها، وبين ضرورة مراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول الجوار". وكان اليمن اقترح خلال قمة سرت في اذار/مارس الماضي مشروعا لتطوير الجامعة العربية وتحويلها إلى "الاتحاد العربي" على غرار الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. من جهته أكد الرئيس اليمني على عبدالله على أهمية تطوير العمل العربي المشترك بما يواكب تطورات العصر ويخدم الأمن القومي العربي ويعزز من قدرة الأمة على مجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بها. وشدد في الكلمة التي ألقاها أمام القمة العربية الاستثنائية بمدينة سرت الليبية على الأهمية التي تكتسبها هذه القمة الاستثنائية نظرا لأهمية الموضوعات التي تناقشها وفي مقدمتها موضوع تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته. وقال صالح:" لقد قدمت اليمن مبادرة لتفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي من خلال إنشاء إتحاد للدول العربية, وإذا كانت هذه المبادرة ستخلق انشقاقا في الصف العربي فليس لدينا مانع من أن نجمدها أو نؤجلها, فالمهم أن نطور العمل العربي المشترك وما نتفق عليه نسير فيه وما لم نتفق بشأنه نتحاور حوله حتى نتوصل إلى أتفاق عليه في الفترة القادمة". وأضاف: " القضية أن التسمية ليست الأساس وإنما الأساس هو تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير منظومته وآليات عمله حتى وأن تم الإبقاء على الجامعة العربية وتفعيل الكثير من هياكلها وفي مقدمتها مجلس الدفاع العربي المشترك والمجلس الاقتصادي وبما يخدم الأهداف القومية".