توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في اختتام أعمال قمة سرت الاستثنائية..الرئيس يؤكد ضرورة تعزيز قدرة الأمة العربية على مجابهة مختلف التحديات
نشر في الجمهورية يوم 10 - 10 - 2010

أقر مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في جلسته التي اختتمت الليلة الماضية، اعتماد التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة الخماسية العليا، والخاصة بتفعيل العمل العربي المشترك في اجتماعها المنعقد يوم 28 يونيو بمدينة طرابلس بليبيا.
وأشاد البيان الختامي للقمة والذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أشاد بالجهد الذي بذل في إعداد مشروع البروتوكول المعروض والخاص بتطوير منظومة العمل العربي المشترك وأخذ العلم بالمقترحات والملاحظات التي أبداها القادة العرب أثناء مناقشته.
وكلف المجلس في ختام أعماله بمدينة سرت الليبية، الأمانة العامة ودولة الرئاسة ولجنة وزارية مصغرة، بإعادة صياغة مشروع البروتوكول ودراسة وعرض التبعات المالية المترتبة على عملية التطوير، وعرض الموضوع في دورة خاصة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية خلال ثلاثة أشهر، تمهيداً لعرضه على القمة القادمة في مارس 2011م لإقراره.
وأقر تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تقديم تقرير عن الإجراءات المتخذة لوضع القرار موضع التنفيذ إلى القمة العربية في دورتها ال 23 المقررة في مارس 2011م.
وحول طرح الأمين العام للجامعة الخاص بسياسة الجوار العربية وإقامة رابطة الجوار، أقر المجلس تشكيل لجنة وزارية مفتوحة العضوية برئاسة رئيس القمة، لمواصلة دراسة المقترح من كافة جوانبه واختيار التوقيت الملائم لإقامته، والاستعانة بفريق من الخبراء السياسيين والقانونيين والاقتصاديين.
وطلب من الدول الأعضاء سرعة تزويد الأمانة العامة باقتراحاتها في هذا الشأن، وتكليف لجنة وزارية معنية بتقديم تقرير عن مدى التقدم الحاصل في أعمالها، إلى الاجتماع القادم لمجلس الجامعة على مستوى القمة في مارس القادم.
وعن دعم الوحدة والسلام في السودان، أقر مجلس الجامعة على مستوى القمة في ختام أعماله الليلة الماضية بمدينة سرت بليبيا، أقر ثلاثة بنود.
أولها : التأكيد على التضامن مع السودان، واحترام سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله، ودعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في ربوعه، والرفض التام لأي محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره.
وأكد البند الثاني التزام الجامعة العربية بالعمل والتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لمساعدة السودان في وضع الترتيبات اللازمة لإجراء الاستفتاء بما يضمن إجراؤه في مناخ سلمي وحر ونزيه وذي مصداقية وشفافية.
وطالب البيان الصادر عن الجامعة في بنده الثالث الخاص بالسودان، بتكثيف الاتصالات العربية والأفريقية مع القيادات السودانية لتشجيع السلام على القبول بنتائج الاستفتاء في إطار تكاملي يضمن الاستقرار والسلام في ربوع السودان كافة وفي المنطقة برمتها.
ورحّب البيان الصادر عن مجلس الجامعة على مستوى القمة بتوجيهات رئيس الصومال شيخ شريف بتفعيل المصالحة الوطنية مع جميع مكونات المجتمع الصومالي انطلاقاً من اتفاق جيبوتي للمصالحة.
وأقرّ بهذا الخصوص تقديم دعم مالي شهري قيمته عشرة ملايين دولار إلى جمهورية الصومال، لتمكين الحكومة الصومالية بالقيام بتشغيل مؤسسات الدولة وتنفيذ برامجها في الأمن والاستقرار والمصالحة وتقديم الخدمات العامة للشعب الصومالي.
هذا وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، كلمة هامة في القمة العربية الاستثنائية التي بدأت أعمالها بعد ظهر أمس في مدينة سرت الليبية.
وأكد فخامة الأخ الرئيس في الكلمة على الأهمية التي تكتسبها هذه القمة الاستثنائية؛ نظراً لأهمية الموضوعات التي تناقشها، وفي مقدمتها موضوع تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته, ما جعل آمال جماهير الأمة العربية معقودة عليها للخروج بنتائج وقرارات تترجم التطلعات المنشودة، وبما يكفل الانتقال بالعمل العربي المشترك إلى آفاق أكثر تقدماً تواكب تطورات العصر والتكتلات والاتحادات الإقليمية والدولية، وتخدم الأمن القومي العربي، وتعزز من قدرة الأمة على مجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بها على أكثر من صعيد.
وقال :«لقد قدمت اليمن مبادرة لتفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي من خلال إنشاء اتحاد للدول العربية, وإذا كانت هذه المبادرة ستخلق انشقاقاً في الصف العربي فليس لدينا مانع من أن نجمدها أو نؤجلها, فالمهم أننا نطور العمل العربي المشترك، وما نتفق عليه نسير فيه، وما لم نتفق بشأنه نتحاور حوله حتى نتوصل إلى اتفاق عليه في الفترة القادمة».
وأضاف : «أرجو ألاّ يُساء الفهم حول هذه المبادرة وألاّ ينظر إليها بأنها مشروع عاطفي مقدم من ملك أو من أمير أو من رئيس جمهورية، وإنما كمبادرة قومية حرصت الجمهورية اليمنية على طرحها للنقاش أمام القادة العرب في ضوء متابعتها للأحداث والتطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه الأمة، والتي تقتضي جميعها تفعيل العمل العربي المشترك».
وأردف فخامته قائلاً : الجامعة العربية أدت واجباً عظيماً وممتازاً ورائعاً منذ تأسيسها, ومع مرور الوقت والتطورات المحيطة بنا أصبح لابد من أن نطور من منظومة العمل العربي وألاّ نهتم بالشكليات أو المسميات، بل نركز على كيفية تطوير منظومة العمل العربي المشترك سواء عبر الجامعة أو بالانتقال إلى الاتحاد.. سموها كما شئتم.
وتابع : القضية ليست في التسمية، وإنما الهدف الأساس هو كيفية تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير منظومته وآليات عمله حتى وإن تم الإبقاء على الجامعة العربية وتفعيل الكثير من هياكلها.
واستطرد قائلاً : وإذا كان هذا الحديث حول تطوير منظومة العمل العربي سيحدث سوء فهم داخل المجموعة العربية, فأنا أقترح تجميد نقاش الموضوع، ودعونا نحافظ على ما تبقى من التضامن العربي في إطار ما يسمى بالجامعة العربية, وبالإمكان أن نناقش سبل تطوير العمل العربي المشترك من خلال ميثاق جامعة الدول العربية نفسها، وبحيث نأخذ الميثاق كمنظومة متكاملة كوثيقة قومية ونفعلها بكل نصوصها منها اتفاقية الدفاع العربي المشترك وفي نفس الوقت المجلس الاقتصادي الأعلى وإنشاء محكمة فض المنازعات، فهذه موجودة أيضاً في ميثاق جامعة الدول العربية, هذا إذا بعض الإخوان منزعجين من كلمة اتحاد الدول العربية فلنجمد هذه المبادرة ونفعل ما جاء في ميثاق الجامعة العربية، طالما وهذه المبادرة ستخلق سوء فهم وتحدث تصدعاً في العلاقات الأخوية العربية.
وتوجه فخامة الأخ الرئيس بالشكر والتقدير لأخيه العقيد معمر القذافي - قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية - رئيس القمة العربية الحالية على مواقفه القومية ودعمه لمسيرة الوحدة العربية، وكذا على الجهود التي بذلها خلال الفترة الماضية سواء في إنجاح أعمال القمة العربية الاعتيادية في دورتها ال (الثانية والعشرين) أو اجتماع القمة العربية الخماسية التي احتضنتها مدينة طرابلس ومتابعة القرارات الصادرة عن القمتين, فضلاً عن التحضيرات الخاصة بانعقاد هذه القمة الاستثنائية.. واصفاً العقيد القذافي بأنه قائد وحدوي ومخلص لأمته.
وتطرق فخامته إلى تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والعقبات التي تضعها الحكومة الإسرائيلية لعرقلة مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة.
وقال : إن حكومة نتنياهو لا ترغب بالسلام ولن يتحقق سلام في ظل حكومة يرأسها نتنياهو, وليس أمام الفلسطينيين سوى طريق النضال وتصعيد المقاومة المشروعة للاحتلال لاسترداد حقوقهم المغتصبة, فالحق المغتصب لا يمكن أن يستعاد إلا بما أخذ به.
وشدد فخامة الأخ الرئيس على أهمية تعزيز الدعم العربي للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة وكذا دعم السلطة الوطنية الفلسطينية بما يمكنها من مواجهة الصلف الصهيوني ومخططاته الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. مطالباً في ذات الوقت الدول العربية بالإيفاء بالتزاماتها تجاه الأشقاء الفلسطينيين عبر صندوق القدس.
ومضى قائلاً : نطالب بدعم السلطة الفلسطينية أولاً ودعم الحوار الفلسطيني - الفلسطيني ثانياً، وكذا الوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية كسلطة شرعية، وأن نعزز من موقفها، ونعزز من الوقوف إلى جانبها بما يسندها ويعزز من مواقفها التفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية وليس مع نتنياهو, كون تاريخه معروفاً للجميع، وهو ليس برجل سلام ولا يريد أمناً ولا استقراراً، ومصر على عدم إيقاف الاستيطان.
ولفت إلى أهمية أن يركز العرب على استغلال التوجهات الإيجابية التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي وجهه إلى الأمة الإسلامية عندما جاء إلى مصر وكذلك برنامجه الانتخابي الواضح, أما نتنياهو فهو متنفذ، وهناك قوة يمينية وقوى صهيونية تدعمه.
وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً : ولهذا ينبغي ألاّ نظل نغرد ببيانات الشجب والتنديد التي ليس لها أي صدى، وأن ندرك أن الحل هو في فوهات البندقية وتصعيد المقاومة المشروعة بكل الوسائل, أما استمرار التفاوض في ظل هذا الصلف الصهيوني فهي إهانة للجميع وليس منه أي جدوى.
ودعا فخامته جميع الدول العربية إلى دعم السودان الشقيق وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه بوضوح وبشفافية خصوصاً في ظل التدخل الخارجي السافر في شؤونه الداخلية والأجندة الخارجية الساعية لتجزئة السودان والأطماع الخارجية في ثروة هذا البلد الشقيق.
وقال : يجب علينا أن نرفض أية محاولات تؤدي إلى انفصال جنوب السودان، ونطالب بتأجيل إجراء الاستفتاء إلى أن تستقر الأوضاع داخل السودان الشقيق بدلاً من إجرائه في ظل الزوبعة الحالية وفي ظل ما هو حادث الآن من تآمر على السودان وثروته ووحدته فهذا صراحة يجعل أيدينا على قلوبنا.
وأضاف: ولهذا نطالب بالوقوف إلى جانب السودان من أجل تأجيل الاستفتاء حتى تتوفر الظروف المواتية لإجراء الاستفتاء بطريقة سليمة وديمقراطية ودون تأثيرات خارجية، وبما يجنب السودان أية صراعات قد تحدث نتيجة إجراء هذا الاستفتاء في الوقت الراهن.
وبشأن الصومال .. شدد فخامة الأخ الرئيس على ضرورة دعم الصومال وحكومته الانتقالية، بما يمكنها من السيطرة على الأوضاع الأمنية ومكافحة الإرهاب والقرصنة ومواصلة جهودها لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد الشقيق وإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية.. منبهاً في ذات الوقت من أن بقاء هذا البلد منفرد يواجه التحديات والمخاطر المحدقة به دون دعم عربي ودولي سيجعله فريسة لقوى التطرف والإرهاب ويشكل بؤرة خطيرة لتنامي الإرهاب والقرصنة، الأمر الذي سينعكس بآثار سلبية ومخاطر جسيمة تهدد الأمن والاستقرار ليس في منطقة القرن الأفريقي فحسب وإنما في المنطقة العربية والعالم بشكل عام.
وطالب فخامة الأخ الرئيس القمة بإقرار تخصيص دعم شهري للصومال بما لا يقل عن عشرة ملايين دولار شهرياً, لما من شأنه تعزيز قدرة الحكومة الصومالية على مواجهة التحديات الراهنة وفرض سيطرتها الأمنية على كافة الأراضي الصومالية ومكافحة الإرهاب والقرصنة.
واستعرض فخامته الأعباء الاقتصادية والأمنية الكبيرة التي تتحملها اليمن جراء انعكاسات استمرار حالة الاختلالات الأمنية والأوضاع غير المستقرة في الصومال .. موضحاً أن استمرار هذه الاختلالات يؤدي إلى زيادة أعداد النازحين من الأراضي الصومالية نحو اليمن.
واستطرد فخامته قائلاً : الصومال دولة شقيقة مجاورة لليمن ونحن نحتضن في الوقت الراهن ما يتراوح بين سبعمائة ألف إلى مليون لاجئ صومالي، ويشكلون عبئاً اقتصادياً وثقافياً وصحياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً على اليمن.
وكشف فخامته أن التحقيقات الأولية التي أجريت حول العمل الإرهابي الذي استهدف دبلوماسيين بريطانيين في صنعاء قبل يومين تشير إلى أن السلاح المستخدم هو «صاروخ لو» المضاد للدروع، وهو من النوع المحمول على الكتف، وأن هذا السلاح جاء للعناصر الإرهابية في اليمن عبر البحر من الصومال.
وتساءل قائلاً : ولهذا لماذا لا نبادر لدعم الصومال وندعم الحكومة الانتقالية لكي تسيطر على الأوضاع، ونكون شركاء معها لإيقاف هذا النشاط الإرهابي لتنظيم القاعدة، وكذلك نشاط القراصنة وغيرها من النشاطات الإجرامية والإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار الصومال واليمن؛ كون ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على دول المنطقة جميعاً، وعلينا أن نأخذ حذرنا من وقت مبكر وأن نبادر في دعم الحكومة الانتقالية الصومالية، كما نحن في اليمن بادرنا في تقديم دعم لها رغم إمكانياتنا المتواضعة.
وأردف فخامته : ولهذا أطلب من الجامعة العربية ومن أشقائي الملوك والرؤساء والأمراء تقديم الدعم للحكومة الصومالية لكي تقف على أقدامها وتقوم بإنشاء شرطة وتستعيد بناء الجيش الذي انهار مع انهيار نظام الرئيس الأسبق محمد زياد بري, والجيش والشرطة الصومالية ستتصدى لتلك العناصر الإرهابية المتواجدة على الأراضي الصومالية وتقضي على شرهم.
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى المشروع المطروح على جدول أعمال القمة بشأن سياسة الجوار العربي وإقامة رابطة الجوار الإقليمي للدول العربية.
وقال : علينا أن ندرك بأنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات مع دول جوار تحتل أراضي عربية أو تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية.
وأردف قائلاً : لا بأس أن تنشأ رابطة مع دول الجوار، ولكن كيف ننشئ هذه الرابطة مع دول الجوار, في حين أن بعض دول الجوار تتدخل في الشأن الداخلي للأمة العربية وبعضها تحتل أراضي من الأراضي العربية، فالجماهير في الوطن العربي ستتساءل كيف تقيمون رابطة مع دول جوار تؤذيكم وتتدخل في شأنكم الداخلي وتحتل أراضيكم سواء في الخليج أو في أي مكان آخر؟.
وفي حين أشاد فخامته بالجهود التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن هذه المبادرة الإيجابية لإنشاء الرابطة .. شدد في ذات الوقت على أهمية أن يراعي في مشروع إنشاء الرابطة بأنه يحظر انضمام أية دولة إليها من الدول التي ماتزال تحتل أراضي عربية أو تتدخل سلبياً في شؤون أي من الدول العربية, وأن العضوية فيها مقتصرة على دول الجوار التي تحترم الدول العربية لنكون شركاء معها؛ كون الدول العربية لا يمكنها أن تقبل بالهيمنة أو تقيم شراكة مع أية دولة تحتل جزءاً من أراضيها أو تتدخل في شأنها الداخلي.
وتمنى فخامة الأخ الرئيس في ختام كلمته لهذه القمة العربية الاستثنائية النجاح والتوفيق لما فيه خير الأمة وتلبية تطلعات جماهير الأمة المعقودة عليها.
هذا وكانت قد بدأت بعد ظهر أمس السبت في مدينة سرت الليبية أعمال القمة العربية الاستثنائية برئاسة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ومشاركة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية و15 من القادة العرب، فيما مثل بقية الدول على مستوى نائب رئيس ووزير بحضور أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى جان بينج.
وقد افتتح الزعيم الليبي معمر القذافي، رئيس القمة العربية أعمال مؤتمر القمة العربي الاستثنائي بكلمة أعرب في مستهلها عن ترحيبه بالقادة العرب.. متمنياً لهم إقامة طيبة في بلدهم الجماهيرية الليبية.
وقال القذافي إن هذه القمة الاستثنائية تأتي تطبيقاً لقرار قمة سرت العربية الأخيرة في مارس الماضي لبحث مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك.. مضيفاً: “إن قمة سرت العربية الماضية قررت إنشاء لجنة خماسية برئاستي، وقد اجتمعنا بطرابلس في يونيو الماضي وتباحثنا في موضوع الهيكلية حسب مقررات القمة وتوصلنا إلى صيغة معروضة علينا الآن لمناقشتها وهذا هو موضوع اجتماعنا الآن”.
من حهته أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن العمل العربي المشترك بدأ يستعيد نشاطه ويلعب دوره على المستويات المختلفة على اتساع العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك في كثير من المحافل الدولية.
وأشار موسى إلى أنه تم خلال السنوات العشر الماضية وحتى الآن عملية تطوير ضخمة ضخت دماء جديدة فى الجسد الخامل “العمل العربي المشترك” ليستعيد نشاطه غير أن التطوير حتى الآن بات موضوعياً أكثر منه هيكلياً.
وأوضح موسى أن الجامعة العربية ترفض كل ما كان ولايزال يطرح من محاولات تهميش أومنع للرأى الجماعي العربي ليأخذ طريقه إلى النفاذ بشأن قضايا العالم العربي والمنطقة، ومنها الصراع العربي الاسرائيلي والعراق ولبنان والسودان وموريتانيا.
ولفت موسى إلى أن حقيقة تطوير جامعة الدول العربية بدأت استناداً إلى قرار القمة التي عقدت فى الأردن عام 2001 التي جرى فيها انتخاب الأمين العام الحالي، حيث وجهت القمة بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من النشاط والأداء تتماشى والظروف الدولية المتطورة بسرعة والتغيرات الكبيرة التي تتعرض لها المنطقة.
وأضاف موسى إن الجامعة العربية تبنت مختلف الملفات الجديدة وقامت بدور فاعل ورائد مثلما تم في صراع حوار الحضارات الذي استهدف العرب والاسلام، وبدأت الجامعة تعد نفسها للتعامل مع بنود خطيرة من المخاطر الضخمة التي تمثلها مثل تغيير المناخ وأزمات الغذاء.. مشدداً على أن الدورة العادية القادمة للقمة هي المناسبة الأفضل لتقديم كشف حساب طويل خاص بنشاط العمل.
وقال موسى فى ختام كلمته إن هناك موضوعين مهمين؛ الأول خاص بالنزاع العربي الاسرائيلي، والثاني خاص بالوضع فى السودان.. مشدداً على أنه تقرر تخصيص وقت للموضوعين والاستماع إلى تقرير بشأنهما من الرئيسين المعنيين.
من جانبه استعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية الاستثنائية الموقف الفلسطيني من المفاوضات مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان.
وأوضح الرئيس عباس أنه أطلع لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها أمس على سير المفاوضات مع اسرائيل وما واجهته من عثرات جراء المماطلة والتعنت من الجانب الاسرائيلي.. مبيناً أنه طرح ما جرى بين الفلسطينيين والجانبين الاسرائيلي والأميركي بشأن استعادة المفاوضات المباشرة للوصول إلى حلول حول مختلف قضايا المرحلة النهائية.
وأضاف عباس أنه طرح أمام لجنة المتابعة العربية أمس المراحل التي مرت بها القضية منذ عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت والمفاوضات التي جرت في ذلك الوقت حتى عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنقاشات التي تمت بشأن هذه المفاوضات.
بعد ذلك ألقى الرئيس المصري حسنى مبارك كلمة دعا فيها العرب إلى التكاتف وتوحيد صفهم في مواجهة التحديات المتشابكة على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
وعرض على القادة العرب المشاركين في القمة الاستثنائية رؤية بلاده لدفع وتطوير العمل العربي المشترك.. مشيراً إلى أنها ترتكز على ثلاث دعائم أساسية، وقال إن الركيزة الأولى تتعلق بتأكيد بلاده على ضرورة الإبقاء على مسمى جامعة الدول العربية مع تطويرها سواء من حيث المضمون أم الاختصاصات أو آليات العمل.
وأوضح الرئيس المصرى أن الدعامة الثانية تركز على مبدأ التطوير المتدرج لمنظومة العمل العربي الذي يجمع بين الواقعية والطموح ويراعي معطيات الواقع العربي الراهن وظروفه وإمكانياته.
وأضاف الرئيس المصرى إن الركيزة الثالثة تتعلق بموقف بلاده من سياسة الجوار العربي.. داعياً إلى بلورة رؤية موحدة تجاه دول الجوار بما يحقق المصلحة العربية.
وبيّن الرئيس المصري أن هذه الرؤية يجب أن تجمع بين اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وبيّن ضرورة مراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول الجوار.
بعد ذلك تحولت الجلسة العلنية إلى جلسة مغلقة.
وتبحث القمة العربية الاستثنائية في ملفين على درجة عالية من الأهمية تم إرجاؤهما من قمة سرت العادية في مارس الماضي وهما تطوير منظومة العمل العربي المشترك ومبادرة الأمين العام للجامعة العربية والتي عرفت باسم (رابطة الجوار العربية).
وتأتي المبادرة اليمنية لإنشاء اتحاد الدول العربية على رأس الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القادة العرب.
وقد شكلت قمة سرت في مارس الماضي لجنة خماسية عليا تضم اليمن ومصر وليبيا والعراق وقطر لإعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك وعرضها على القمة العربية الاستثنائية.
ومن أبرز القادة الحاضرين في هذه القمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و15 رئيس دولة وأمير وهي السودان وموريتانيا والعراق وجيبوتي والكويت وسوريا والجزائر وفلسطين ومصر والصومال وجزر القمر وتونس وقطر بالإضافة إلى ليبيا واليمن، فيما مثل بقية الدول على مستوى نائب رئيس ووزير بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج.
ومن أبرز الغائبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وملك الأردن عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وملك المغرب محمد السادس وسلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس اللبناني ميشال سليمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.