صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في اختتام أعمال قمة سرت الاستثنائية..الرئيس يؤكد ضرورة تعزيز قدرة الأمة العربية على مجابهة مختلف التحديات
نشر في الجمهورية يوم 10 - 10 - 2010

أقر مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في جلسته التي اختتمت الليلة الماضية، اعتماد التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة الخماسية العليا، والخاصة بتفعيل العمل العربي المشترك في اجتماعها المنعقد يوم 28 يونيو بمدينة طرابلس بليبيا.
وأشاد البيان الختامي للقمة والذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أشاد بالجهد الذي بذل في إعداد مشروع البروتوكول المعروض والخاص بتطوير منظومة العمل العربي المشترك وأخذ العلم بالمقترحات والملاحظات التي أبداها القادة العرب أثناء مناقشته.
وكلف المجلس في ختام أعماله بمدينة سرت الليبية، الأمانة العامة ودولة الرئاسة ولجنة وزارية مصغرة، بإعادة صياغة مشروع البروتوكول ودراسة وعرض التبعات المالية المترتبة على عملية التطوير، وعرض الموضوع في دورة خاصة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية خلال ثلاثة أشهر، تمهيداً لعرضه على القمة القادمة في مارس 2011م لإقراره.
وأقر تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تقديم تقرير عن الإجراءات المتخذة لوضع القرار موضع التنفيذ إلى القمة العربية في دورتها ال 23 المقررة في مارس 2011م.
وحول طرح الأمين العام للجامعة الخاص بسياسة الجوار العربية وإقامة رابطة الجوار، أقر المجلس تشكيل لجنة وزارية مفتوحة العضوية برئاسة رئيس القمة، لمواصلة دراسة المقترح من كافة جوانبه واختيار التوقيت الملائم لإقامته، والاستعانة بفريق من الخبراء السياسيين والقانونيين والاقتصاديين.
وطلب من الدول الأعضاء سرعة تزويد الأمانة العامة باقتراحاتها في هذا الشأن، وتكليف لجنة وزارية معنية بتقديم تقرير عن مدى التقدم الحاصل في أعمالها، إلى الاجتماع القادم لمجلس الجامعة على مستوى القمة في مارس القادم.
وعن دعم الوحدة والسلام في السودان، أقر مجلس الجامعة على مستوى القمة في ختام أعماله الليلة الماضية بمدينة سرت بليبيا، أقر ثلاثة بنود.
أولها : التأكيد على التضامن مع السودان، واحترام سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله، ودعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في ربوعه، والرفض التام لأي محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره.
وأكد البند الثاني التزام الجامعة العربية بالعمل والتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لمساعدة السودان في وضع الترتيبات اللازمة لإجراء الاستفتاء بما يضمن إجراؤه في مناخ سلمي وحر ونزيه وذي مصداقية وشفافية.
وطالب البيان الصادر عن الجامعة في بنده الثالث الخاص بالسودان، بتكثيف الاتصالات العربية والأفريقية مع القيادات السودانية لتشجيع السلام على القبول بنتائج الاستفتاء في إطار تكاملي يضمن الاستقرار والسلام في ربوع السودان كافة وفي المنطقة برمتها.
ورحّب البيان الصادر عن مجلس الجامعة على مستوى القمة بتوجيهات رئيس الصومال شيخ شريف بتفعيل المصالحة الوطنية مع جميع مكونات المجتمع الصومالي انطلاقاً من اتفاق جيبوتي للمصالحة.
وأقرّ بهذا الخصوص تقديم دعم مالي شهري قيمته عشرة ملايين دولار إلى جمهورية الصومال، لتمكين الحكومة الصومالية بالقيام بتشغيل مؤسسات الدولة وتنفيذ برامجها في الأمن والاستقرار والمصالحة وتقديم الخدمات العامة للشعب الصومالي.
هذا وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، كلمة هامة في القمة العربية الاستثنائية التي بدأت أعمالها بعد ظهر أمس في مدينة سرت الليبية.
وأكد فخامة الأخ الرئيس في الكلمة على الأهمية التي تكتسبها هذه القمة الاستثنائية؛ نظراً لأهمية الموضوعات التي تناقشها، وفي مقدمتها موضوع تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته, ما جعل آمال جماهير الأمة العربية معقودة عليها للخروج بنتائج وقرارات تترجم التطلعات المنشودة، وبما يكفل الانتقال بالعمل العربي المشترك إلى آفاق أكثر تقدماً تواكب تطورات العصر والتكتلات والاتحادات الإقليمية والدولية، وتخدم الأمن القومي العربي، وتعزز من قدرة الأمة على مجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بها على أكثر من صعيد.
وقال :«لقد قدمت اليمن مبادرة لتفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي من خلال إنشاء اتحاد للدول العربية, وإذا كانت هذه المبادرة ستخلق انشقاقاً في الصف العربي فليس لدينا مانع من أن نجمدها أو نؤجلها, فالمهم أننا نطور العمل العربي المشترك، وما نتفق عليه نسير فيه، وما لم نتفق بشأنه نتحاور حوله حتى نتوصل إلى اتفاق عليه في الفترة القادمة».
وأضاف : «أرجو ألاّ يُساء الفهم حول هذه المبادرة وألاّ ينظر إليها بأنها مشروع عاطفي مقدم من ملك أو من أمير أو من رئيس جمهورية، وإنما كمبادرة قومية حرصت الجمهورية اليمنية على طرحها للنقاش أمام القادة العرب في ضوء متابعتها للأحداث والتطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه الأمة، والتي تقتضي جميعها تفعيل العمل العربي المشترك».
وأردف فخامته قائلاً : الجامعة العربية أدت واجباً عظيماً وممتازاً ورائعاً منذ تأسيسها, ومع مرور الوقت والتطورات المحيطة بنا أصبح لابد من أن نطور من منظومة العمل العربي وألاّ نهتم بالشكليات أو المسميات، بل نركز على كيفية تطوير منظومة العمل العربي المشترك سواء عبر الجامعة أو بالانتقال إلى الاتحاد.. سموها كما شئتم.
وتابع : القضية ليست في التسمية، وإنما الهدف الأساس هو كيفية تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير منظومته وآليات عمله حتى وإن تم الإبقاء على الجامعة العربية وتفعيل الكثير من هياكلها.
واستطرد قائلاً : وإذا كان هذا الحديث حول تطوير منظومة العمل العربي سيحدث سوء فهم داخل المجموعة العربية, فأنا أقترح تجميد نقاش الموضوع، ودعونا نحافظ على ما تبقى من التضامن العربي في إطار ما يسمى بالجامعة العربية, وبالإمكان أن نناقش سبل تطوير العمل العربي المشترك من خلال ميثاق جامعة الدول العربية نفسها، وبحيث نأخذ الميثاق كمنظومة متكاملة كوثيقة قومية ونفعلها بكل نصوصها منها اتفاقية الدفاع العربي المشترك وفي نفس الوقت المجلس الاقتصادي الأعلى وإنشاء محكمة فض المنازعات، فهذه موجودة أيضاً في ميثاق جامعة الدول العربية, هذا إذا بعض الإخوان منزعجين من كلمة اتحاد الدول العربية فلنجمد هذه المبادرة ونفعل ما جاء في ميثاق الجامعة العربية، طالما وهذه المبادرة ستخلق سوء فهم وتحدث تصدعاً في العلاقات الأخوية العربية.
وتوجه فخامة الأخ الرئيس بالشكر والتقدير لأخيه العقيد معمر القذافي - قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية - رئيس القمة العربية الحالية على مواقفه القومية ودعمه لمسيرة الوحدة العربية، وكذا على الجهود التي بذلها خلال الفترة الماضية سواء في إنجاح أعمال القمة العربية الاعتيادية في دورتها ال (الثانية والعشرين) أو اجتماع القمة العربية الخماسية التي احتضنتها مدينة طرابلس ومتابعة القرارات الصادرة عن القمتين, فضلاً عن التحضيرات الخاصة بانعقاد هذه القمة الاستثنائية.. واصفاً العقيد القذافي بأنه قائد وحدوي ومخلص لأمته.
وتطرق فخامته إلى تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والعقبات التي تضعها الحكومة الإسرائيلية لعرقلة مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة.
وقال : إن حكومة نتنياهو لا ترغب بالسلام ولن يتحقق سلام في ظل حكومة يرأسها نتنياهو, وليس أمام الفلسطينيين سوى طريق النضال وتصعيد المقاومة المشروعة للاحتلال لاسترداد حقوقهم المغتصبة, فالحق المغتصب لا يمكن أن يستعاد إلا بما أخذ به.
وشدد فخامة الأخ الرئيس على أهمية تعزيز الدعم العربي للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة وكذا دعم السلطة الوطنية الفلسطينية بما يمكنها من مواجهة الصلف الصهيوني ومخططاته الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. مطالباً في ذات الوقت الدول العربية بالإيفاء بالتزاماتها تجاه الأشقاء الفلسطينيين عبر صندوق القدس.
ومضى قائلاً : نطالب بدعم السلطة الفلسطينية أولاً ودعم الحوار الفلسطيني - الفلسطيني ثانياً، وكذا الوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية كسلطة شرعية، وأن نعزز من موقفها، ونعزز من الوقوف إلى جانبها بما يسندها ويعزز من مواقفها التفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية وليس مع نتنياهو, كون تاريخه معروفاً للجميع، وهو ليس برجل سلام ولا يريد أمناً ولا استقراراً، ومصر على عدم إيقاف الاستيطان.
ولفت إلى أهمية أن يركز العرب على استغلال التوجهات الإيجابية التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي وجهه إلى الأمة الإسلامية عندما جاء إلى مصر وكذلك برنامجه الانتخابي الواضح, أما نتنياهو فهو متنفذ، وهناك قوة يمينية وقوى صهيونية تدعمه.
وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً : ولهذا ينبغي ألاّ نظل نغرد ببيانات الشجب والتنديد التي ليس لها أي صدى، وأن ندرك أن الحل هو في فوهات البندقية وتصعيد المقاومة المشروعة بكل الوسائل, أما استمرار التفاوض في ظل هذا الصلف الصهيوني فهي إهانة للجميع وليس منه أي جدوى.
ودعا فخامته جميع الدول العربية إلى دعم السودان الشقيق وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه بوضوح وبشفافية خصوصاً في ظل التدخل الخارجي السافر في شؤونه الداخلية والأجندة الخارجية الساعية لتجزئة السودان والأطماع الخارجية في ثروة هذا البلد الشقيق.
وقال : يجب علينا أن نرفض أية محاولات تؤدي إلى انفصال جنوب السودان، ونطالب بتأجيل إجراء الاستفتاء إلى أن تستقر الأوضاع داخل السودان الشقيق بدلاً من إجرائه في ظل الزوبعة الحالية وفي ظل ما هو حادث الآن من تآمر على السودان وثروته ووحدته فهذا صراحة يجعل أيدينا على قلوبنا.
وأضاف: ولهذا نطالب بالوقوف إلى جانب السودان من أجل تأجيل الاستفتاء حتى تتوفر الظروف المواتية لإجراء الاستفتاء بطريقة سليمة وديمقراطية ودون تأثيرات خارجية، وبما يجنب السودان أية صراعات قد تحدث نتيجة إجراء هذا الاستفتاء في الوقت الراهن.
وبشأن الصومال .. شدد فخامة الأخ الرئيس على ضرورة دعم الصومال وحكومته الانتقالية، بما يمكنها من السيطرة على الأوضاع الأمنية ومكافحة الإرهاب والقرصنة ومواصلة جهودها لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد الشقيق وإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية.. منبهاً في ذات الوقت من أن بقاء هذا البلد منفرد يواجه التحديات والمخاطر المحدقة به دون دعم عربي ودولي سيجعله فريسة لقوى التطرف والإرهاب ويشكل بؤرة خطيرة لتنامي الإرهاب والقرصنة، الأمر الذي سينعكس بآثار سلبية ومخاطر جسيمة تهدد الأمن والاستقرار ليس في منطقة القرن الأفريقي فحسب وإنما في المنطقة العربية والعالم بشكل عام.
وطالب فخامة الأخ الرئيس القمة بإقرار تخصيص دعم شهري للصومال بما لا يقل عن عشرة ملايين دولار شهرياً, لما من شأنه تعزيز قدرة الحكومة الصومالية على مواجهة التحديات الراهنة وفرض سيطرتها الأمنية على كافة الأراضي الصومالية ومكافحة الإرهاب والقرصنة.
واستعرض فخامته الأعباء الاقتصادية والأمنية الكبيرة التي تتحملها اليمن جراء انعكاسات استمرار حالة الاختلالات الأمنية والأوضاع غير المستقرة في الصومال .. موضحاً أن استمرار هذه الاختلالات يؤدي إلى زيادة أعداد النازحين من الأراضي الصومالية نحو اليمن.
واستطرد فخامته قائلاً : الصومال دولة شقيقة مجاورة لليمن ونحن نحتضن في الوقت الراهن ما يتراوح بين سبعمائة ألف إلى مليون لاجئ صومالي، ويشكلون عبئاً اقتصادياً وثقافياً وصحياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً على اليمن.
وكشف فخامته أن التحقيقات الأولية التي أجريت حول العمل الإرهابي الذي استهدف دبلوماسيين بريطانيين في صنعاء قبل يومين تشير إلى أن السلاح المستخدم هو «صاروخ لو» المضاد للدروع، وهو من النوع المحمول على الكتف، وأن هذا السلاح جاء للعناصر الإرهابية في اليمن عبر البحر من الصومال.
وتساءل قائلاً : ولهذا لماذا لا نبادر لدعم الصومال وندعم الحكومة الانتقالية لكي تسيطر على الأوضاع، ونكون شركاء معها لإيقاف هذا النشاط الإرهابي لتنظيم القاعدة، وكذلك نشاط القراصنة وغيرها من النشاطات الإجرامية والإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار الصومال واليمن؛ كون ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على دول المنطقة جميعاً، وعلينا أن نأخذ حذرنا من وقت مبكر وأن نبادر في دعم الحكومة الانتقالية الصومالية، كما نحن في اليمن بادرنا في تقديم دعم لها رغم إمكانياتنا المتواضعة.
وأردف فخامته : ولهذا أطلب من الجامعة العربية ومن أشقائي الملوك والرؤساء والأمراء تقديم الدعم للحكومة الصومالية لكي تقف على أقدامها وتقوم بإنشاء شرطة وتستعيد بناء الجيش الذي انهار مع انهيار نظام الرئيس الأسبق محمد زياد بري, والجيش والشرطة الصومالية ستتصدى لتلك العناصر الإرهابية المتواجدة على الأراضي الصومالية وتقضي على شرهم.
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى المشروع المطروح على جدول أعمال القمة بشأن سياسة الجوار العربي وإقامة رابطة الجوار الإقليمي للدول العربية.
وقال : علينا أن ندرك بأنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات مع دول جوار تحتل أراضي عربية أو تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية.
وأردف قائلاً : لا بأس أن تنشأ رابطة مع دول الجوار، ولكن كيف ننشئ هذه الرابطة مع دول الجوار, في حين أن بعض دول الجوار تتدخل في الشأن الداخلي للأمة العربية وبعضها تحتل أراضي من الأراضي العربية، فالجماهير في الوطن العربي ستتساءل كيف تقيمون رابطة مع دول جوار تؤذيكم وتتدخل في شأنكم الداخلي وتحتل أراضيكم سواء في الخليج أو في أي مكان آخر؟.
وفي حين أشاد فخامته بالجهود التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن هذه المبادرة الإيجابية لإنشاء الرابطة .. شدد في ذات الوقت على أهمية أن يراعي في مشروع إنشاء الرابطة بأنه يحظر انضمام أية دولة إليها من الدول التي ماتزال تحتل أراضي عربية أو تتدخل سلبياً في شؤون أي من الدول العربية, وأن العضوية فيها مقتصرة على دول الجوار التي تحترم الدول العربية لنكون شركاء معها؛ كون الدول العربية لا يمكنها أن تقبل بالهيمنة أو تقيم شراكة مع أية دولة تحتل جزءاً من أراضيها أو تتدخل في شأنها الداخلي.
وتمنى فخامة الأخ الرئيس في ختام كلمته لهذه القمة العربية الاستثنائية النجاح والتوفيق لما فيه خير الأمة وتلبية تطلعات جماهير الأمة المعقودة عليها.
هذا وكانت قد بدأت بعد ظهر أمس السبت في مدينة سرت الليبية أعمال القمة العربية الاستثنائية برئاسة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ومشاركة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية و15 من القادة العرب، فيما مثل بقية الدول على مستوى نائب رئيس ووزير بحضور أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى جان بينج.
وقد افتتح الزعيم الليبي معمر القذافي، رئيس القمة العربية أعمال مؤتمر القمة العربي الاستثنائي بكلمة أعرب في مستهلها عن ترحيبه بالقادة العرب.. متمنياً لهم إقامة طيبة في بلدهم الجماهيرية الليبية.
وقال القذافي إن هذه القمة الاستثنائية تأتي تطبيقاً لقرار قمة سرت العربية الأخيرة في مارس الماضي لبحث مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك.. مضيفاً: “إن قمة سرت العربية الماضية قررت إنشاء لجنة خماسية برئاستي، وقد اجتمعنا بطرابلس في يونيو الماضي وتباحثنا في موضوع الهيكلية حسب مقررات القمة وتوصلنا إلى صيغة معروضة علينا الآن لمناقشتها وهذا هو موضوع اجتماعنا الآن”.
من حهته أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن العمل العربي المشترك بدأ يستعيد نشاطه ويلعب دوره على المستويات المختلفة على اتساع العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك في كثير من المحافل الدولية.
وأشار موسى إلى أنه تم خلال السنوات العشر الماضية وحتى الآن عملية تطوير ضخمة ضخت دماء جديدة فى الجسد الخامل “العمل العربي المشترك” ليستعيد نشاطه غير أن التطوير حتى الآن بات موضوعياً أكثر منه هيكلياً.
وأوضح موسى أن الجامعة العربية ترفض كل ما كان ولايزال يطرح من محاولات تهميش أومنع للرأى الجماعي العربي ليأخذ طريقه إلى النفاذ بشأن قضايا العالم العربي والمنطقة، ومنها الصراع العربي الاسرائيلي والعراق ولبنان والسودان وموريتانيا.
ولفت موسى إلى أن حقيقة تطوير جامعة الدول العربية بدأت استناداً إلى قرار القمة التي عقدت فى الأردن عام 2001 التي جرى فيها انتخاب الأمين العام الحالي، حيث وجهت القمة بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من النشاط والأداء تتماشى والظروف الدولية المتطورة بسرعة والتغيرات الكبيرة التي تتعرض لها المنطقة.
وأضاف موسى إن الجامعة العربية تبنت مختلف الملفات الجديدة وقامت بدور فاعل ورائد مثلما تم في صراع حوار الحضارات الذي استهدف العرب والاسلام، وبدأت الجامعة تعد نفسها للتعامل مع بنود خطيرة من المخاطر الضخمة التي تمثلها مثل تغيير المناخ وأزمات الغذاء.. مشدداً على أن الدورة العادية القادمة للقمة هي المناسبة الأفضل لتقديم كشف حساب طويل خاص بنشاط العمل.
وقال موسى فى ختام كلمته إن هناك موضوعين مهمين؛ الأول خاص بالنزاع العربي الاسرائيلي، والثاني خاص بالوضع فى السودان.. مشدداً على أنه تقرر تخصيص وقت للموضوعين والاستماع إلى تقرير بشأنهما من الرئيسين المعنيين.
من جانبه استعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية الاستثنائية الموقف الفلسطيني من المفاوضات مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان.
وأوضح الرئيس عباس أنه أطلع لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها أمس على سير المفاوضات مع اسرائيل وما واجهته من عثرات جراء المماطلة والتعنت من الجانب الاسرائيلي.. مبيناً أنه طرح ما جرى بين الفلسطينيين والجانبين الاسرائيلي والأميركي بشأن استعادة المفاوضات المباشرة للوصول إلى حلول حول مختلف قضايا المرحلة النهائية.
وأضاف عباس أنه طرح أمام لجنة المتابعة العربية أمس المراحل التي مرت بها القضية منذ عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت والمفاوضات التي جرت في ذلك الوقت حتى عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنقاشات التي تمت بشأن هذه المفاوضات.
بعد ذلك ألقى الرئيس المصري حسنى مبارك كلمة دعا فيها العرب إلى التكاتف وتوحيد صفهم في مواجهة التحديات المتشابكة على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
وعرض على القادة العرب المشاركين في القمة الاستثنائية رؤية بلاده لدفع وتطوير العمل العربي المشترك.. مشيراً إلى أنها ترتكز على ثلاث دعائم أساسية، وقال إن الركيزة الأولى تتعلق بتأكيد بلاده على ضرورة الإبقاء على مسمى جامعة الدول العربية مع تطويرها سواء من حيث المضمون أم الاختصاصات أو آليات العمل.
وأوضح الرئيس المصرى أن الدعامة الثانية تركز على مبدأ التطوير المتدرج لمنظومة العمل العربي الذي يجمع بين الواقعية والطموح ويراعي معطيات الواقع العربي الراهن وظروفه وإمكانياته.
وأضاف الرئيس المصرى إن الركيزة الثالثة تتعلق بموقف بلاده من سياسة الجوار العربي.. داعياً إلى بلورة رؤية موحدة تجاه دول الجوار بما يحقق المصلحة العربية.
وبيّن الرئيس المصري أن هذه الرؤية يجب أن تجمع بين اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وبيّن ضرورة مراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول الجوار.
بعد ذلك تحولت الجلسة العلنية إلى جلسة مغلقة.
وتبحث القمة العربية الاستثنائية في ملفين على درجة عالية من الأهمية تم إرجاؤهما من قمة سرت العادية في مارس الماضي وهما تطوير منظومة العمل العربي المشترك ومبادرة الأمين العام للجامعة العربية والتي عرفت باسم (رابطة الجوار العربية).
وتأتي المبادرة اليمنية لإنشاء اتحاد الدول العربية على رأس الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القادة العرب.
وقد شكلت قمة سرت في مارس الماضي لجنة خماسية عليا تضم اليمن ومصر وليبيا والعراق وقطر لإعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك وعرضها على القمة العربية الاستثنائية.
ومن أبرز القادة الحاضرين في هذه القمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و15 رئيس دولة وأمير وهي السودان وموريتانيا والعراق وجيبوتي والكويت وسوريا والجزائر وفلسطين ومصر والصومال وجزر القمر وتونس وقطر بالإضافة إلى ليبيا واليمن، فيما مثل بقية الدول على مستوى نائب رئيس ووزير بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج.
ومن أبرز الغائبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وملك الأردن عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وملك المغرب محمد السادس وسلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس اللبناني ميشال سليمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.