تتجه أنظار عشاق كرة القدم غدا الأربعاء صوب العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة قمة المهارة والإثارة عندما يلتقي المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني وديا على ملعب خليفة الدولي ضمن استعدادات الفريقين للاستحقاقات الكروية المقبلة. وتأتي المباراة ضمن حملة قطر لاستضافة كأس العالم 2022 والتي يجري التصويت عليها في الثاني من الشهر المقبل، كما أكد رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد آل ثاني في تصريحات سابقة بقوله "إقامة المباراة في هذا التوقيت ستكون بمثابة رسالة قبل التصويت في الفيفا على الدولتين المنظمتين لكأس العالم 2018 و2022، ونتمنى أن تكون إضافة للملف القطري". وقد انهى الاتحاد القطري الاستعدادات الخاصة بالمباراة وقرر في اللحظات الأخيرة تأجيل مباراة منتخبه مع هايتي إلى الخميس المقبل في آخر تجاربه لخوض منافسات خليجي 20 في اليمن، بينما سيدير المباراة طاقم تحكيم قطري دولي بقيادة عبد الله البلوشي. ومن المتوقع أن تمتلئ مدرجات ملعب خليفة الذي يتسع لخمسين ألف شخص بعد الإقبال الكبير على شراء تذاكر المباراة المنقولة تلفزيونيا على القناة الثانية المفتوحة بالجزيرة الرياضية عند السابعة مساء، ويصحبها استديو تحليلي بمشاركة نخبة من محللي كرة القدم العالمية. وكان المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني قد وصلا الدوحة أمس بكامل نجومهما لخوض اللقاء الذي يعتبر الأول بينهما منذ سبتمبر/ أيلول 2009. وحظي تدريب المنتخبين بحضور جماهيري كبير حيث أدى المنتخب الأرجنتيني تدريبه بنادي قطر والبرازيلي بنادي الغرافة، في حين سيعقد مدربا الفريقين الأرجنتيني سيرخيو باتيستا والبرازيلي مانو مانيزيس مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق اليوم. وحظي نجم برشلونة الإسباني ومنتخب الأرجنتين ليونيل ميسي باستقبال رائع من الجماهير، كما نال نجوم البرازيل نصيبهم من الحفاوة أيضا وفي مقدمتهم رونالدينيو لاعب أي سي ميلان الإيطالي والعائد إلى التشكيلة البرازيلية بعد غياب طويل. ورغم كونها مباراة ودية، يتوقع أن تأخذ المباراة طابع الإثارة والندية نظرا للاهتمام البالغ من قبل الفريقين كونها تأتي في إطار استعدادهما لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي ستنطلق العام المقبل بالأرجنتين حيث ستسعى البرازيل للدفاع فيها عن اللقب الذي أحرزته عام 2007 بفنزويلا. كما تتشابه ظروف الفريقين كثيرا قبل لقاء الغد لجهة تغيير مدربيهما حيث جاء باتيستا لتدريب الأرجنتين خلفا للأسطورة دييغو مارادونا، وتولى مانيزيس المهمة خلفا لكارلوس دونغا. فلدى المنتخب البرازيلي، سلك مانيزيس طريقا مختلفا تماما عن سلفه دونغا الذي اعتمد بشكل كبير على اللاعبين أصحاب الخبرة والتركيز الدفاعي مع الهجوم المرتد السريع بينما اعتمد مانيزيس بشكل كبير على العناصر الشابة والوجوه الجديدة لبناء فريق قوي قادر على المنافسة بمونديال 2014 بالبرازيل. وإلى جانب العناصر الشابة، اختار مانيزيس بعض المخضرمين مثل روبينيو ونيلمار وراميرس وداني ألفيش (زميل ميسي في برشلونة) ورونالدينيو. مع الإشارة إلى أن الفريق سيفتقد جهود اللاعب الشاب المحترف لدى أي سي ميلان الإيطالي ألكساندر باتو بسبب الإصابة. أما التشكيلة الأرجنيتية فلم يضطر باتيستا إلى إجراء تغييرات عديدة مما يعني أن معظم لاعبيه تأقلموا معا حيث يعتمد المدرب على عدد كبير من العناصر التي خاض بها سلفه نهائيات كأس العالم 2010. يُضاف إلى ذلك أن الفريقين مطالبان -ولو بدرجة متفاوتة- بضروة تحسين الصورة التي ظهرا عليها بكأس العالم الأخيرة لا سيما الأرجنتين التي تلقت خسارة قاسية من ألمانيا وبأربعة أهداف نظيفة في الدور الربع النهائي. لكن وما يطمئن المدير الفني هو ظهور معظم العناصر الأساسية بمستوى رائع الفترة الماضية وفي مقدمتهم ميسي الذي يواصل تألقه بصفوف برشلونة، وغونزالو هيغوين بهجوم ريال مدريد، بينما سيفتقد جهود بعض النجوم أيضا وفي مقدمتهم دييغو ميليتو مهاجم إنتر ميلان الإيطالي بداعي الإصابة. ( الجزيرة والوكالات )