بين انطلاقة كأس الخليج في اليمن رغم المعارضين والمشككين، والتحدي الذي رفعته قطر لاحتضان مونديال 2022 وسط الحاسدين والغيورين، قواسم مشتركة عن بلدين عربيين لم يجدا الكثير من السند والدعم الفعليين عند إخوانهم العرب رغم المزاعم التي يظهرها البعض والتصريحات التي يطلقها البعض الآخر في الأوساط السياسية والإعلامية والرياضية في الكثير من البلدان العربية التي تترقب فشل وإخفاق اليمن وقطر في تنظيم كأس الخليج وكأس العالم، وأتحدى من يقول غير ذلك ومن يثبت وقوفه إلى جانبهما مقنعا ومقتنعا ومتمنيا النجاح لهما بكل إخلاص ومودة.. وإذا كانت معارضة بعض الخليجيين لاحتضان اليمن لكأس الخليج علنية صريحة تحمل الصبغة الأمنية بألوان رياضية ويمكن اعتبارها عادية لأن النفس البشرية العربية بطبعها تخاف المغامرة والمخاطرة ، فان الكثير من العرب من المحيط إلى الخليج سياسيا وإعلاميا بعيدا عن الأوساط الشعبية طبعا يتوقعون، حتى لا أقول يتمنون، إخفاق قطر لأن نجاحها هو إخفاق لهم، ولأن الحسد والغيرة والأنانية قتلت نفوسا كانت مريضة لا تحب الخير لغيرها وتتمنى للجيل الحالي أن يبقى رهينة حسابات ضيقة يتفرج على العالم وهو يصنع الأحداث والمعجزات ولا يقدر على إثبات وجوده وقدراته. صمود اليمن ونجاحه في احتضان العرس الخليجي دون إشكال سيكون ضربة قاسية لدعاة التأجيل ونقل الدورة إلى بلد خليجي أخر لأسباب أمنية وعامل مهم في وحدة اليمن وكان يمكن أن يكون وسيلة لدعم البلد الشقيق والوقوف إلى جانبه في محنته حتى ولو بالمشاركة في الدورة وبالابتعاد عن التشكيك والتقليل من قيمة إخوان لنا بذلوا كل ما يملكون من أجل إرضاء جيرانهم . نجاح اليمن سيمثل صفعة قوية للمغرورين الذين يعتقدون بأنهم لوحدهم قادرون على التنظيم والتتويج و صناعة الحدث بأقوال وأفعال وادعاءات عانوا منها عندما لم يكن بمقدورهم حماية أنفسهم وممتلكاتهم بسبب الإرهاب ولم يكن باستطاعتهم تنظيم اجتماع يحضره بضعة أشخاص ، وعندما لم تكن تتوفر بلدانهم سوى على فندق واحد وملعب واحد ومطار واحد وكانت منتخباتهم أضعف ما يكون وتنهزم بأثقل النتائج. أما التحدي الذي رفعته (علبة الكبريت) قطر لاحتضان المونديال ومهما كانت نتيجة التصويت في الثاني من شهر ديسمبر إلا أن النجاح المرجو تحقق قبل الأوان رغم كيد الكائدين وصارت قطر محط أنظار العالم وملفها يضرب به المثل في الإبهار والإبداع والقدرة على الإقناع، ووصل الأمر بالمنافسين إلى التشكيك في نزاهة وصدق نوايا القطريين قبل أن تبرأهم لجنة أخلاقيات الفيفا. شخصيا لا أتوقع فوز قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 لأسباب يطول شرحها ولكنها لن تخرج صفر اليدين ولن تخرج في الدور الأول من عملية التصويت ولن تتأثر بتعثر سيتبعه تألق وتفوق ومزيد من التحديات في كل المجالات، والقادم أفضل وأحسن من كل الذي تحقق لحد الآن. أعرف بأن الحديث عن هذا الموضوع بهذه الكيفية يحرج بعض الأطراف التي لا تحبذ المصارحة والمكاشفة في المشرق والمغرب ولا تحب الخير لغيرها من العرب خاصة، وستكون مع أول المهنئين على نجاح كأس الخليج في اليمن، وأول المهنئين لقطر في حال نيلها شرفا نالته قبل الأوان وهو منافسة الكبار بملف أبهر الأعداء قبل الأصدقاء ولكن هذا هو حالنا وتفكيرنا التعيس وهذا هو حال من يتجرأ ليتميز ويتفوق ويسعى نحو التألق ، ومع ذالك أقول هنيئا لليمن وقطر مهما حصل! *اعلامي ومعلق رياضي جزائري