وصف مراقبون الزيارة التي يقوم بها وفد ايراني رفيع الى اليمن بأنها لترميم العلاقات بين البلدين وإعادتها إلى طبيعتها، بعد توتر حد القطيعة مؤخرا ارتبط بالملف الشائك في دعم إيران للتمرد الحوثي في دورات قتال لاكثر من ست سنوات وغرز نفوذها بقوة في شمال اليمن وفي خاصرة الجزيرة العربية. واكد المراقبون ان نجاح المبادرة الايرانية في اعادة ترميم العلاقات مع اليمن لن يلمس الا اذا توفرت النية والارادة الصادقة عمليا لذلك. واستقبال رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح أمس في عدن المهندس حميد بقائي نائب الرئيس الايراني الذي سلمه رسالة من نظيره الرئيس محمود أحمدي نجاد تتعلق بالعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل تعزيزها بين البلدين . وعبرت الرسالة عن حرص إيران وعزمها على تطوير العلاقات والدفع بمجالات التعاون وعلى مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والإقتصادية وغيرها، بالإضافة إلى التشاور إزاء مختلف المستجدات التي تهم البلدين والأمة الإسلامية وخدمة الأمن والإستقرار في المنطقة. من جانبه قال عضو مجلس الشورى الاسلامي في ايران ناصر سوداني في تصريح نقلته "قناة العالم" الايرانية: ان حميد بقائي مساعد رئيس الجمهورية ورئيس الوفد الزائر الى اليمن حمل رسالة ود وحب لشعب اليمن والحكومة اليمنية، حيث ان المسلمين جميعا في سفينة واحدة، وهم امة واحدة، وان هذه الزيارة هي من اجل تمتين الاواصر وازالة الشوائب التي كانت في الاذهان التي تسبب بها الاعداء من خلال محاولات ومخططات بث الفرقة والتشتت التي تؤثر على بعض الاوساط. واضاف سوداني ان للبلدين علاقات واواصر ودية ووجوها مشتركة في كافة المجالات السياسية والعقادية والاقتصادية وغيرها، واعرب عن امله في ان تكون هذه الزيارة طليعة وبداية لازالة العقبات من امام تطوير العلاقات الثنائية عل كافة الاصعدة، لمصلحة البلدين وشعبيهما والامة العربية والاسلامية، داعيا اليمن الى مبادرة ايران بالمثل. واشار الى ان الرئيس اليمني رحب بزيارة الوفد الايراني ورحب بالمستثمرين الايرانيين للمشاركة في كافة المجالات التقنية والاقتصادية والصحية والزراعية والسياحية والتنموية والطاقة، معتبرا ان التعاون بين المسلمين في هذه المجالات يصب في صالحهم جميعا. واكد سوداني ان زيادة التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين ستذيب ما تبقى من جمود في علاقاتهما، وصولا الى رفع كل الشوائب عن العلاقات. الى ذلك اعتبر الملحق الثقافي في السفارة اليمنية في طهران عباس المساوي ان هذه الزيارة سترمم العلاقات بين البلدين بعد ما حصل خلال السنوات الماضية، معتبرا ان من المهم ان تتوفر النية والارادة لذلك. واشار الى ان ما شاب العلاقات بين صنعاء وطهران خلال الحرب في صعدة بين الحكومة والحوثيين كان مدعاة لحركة توضيح بين البلدين لتبيين المواقف عن طريق الدبلوماسية. واكد الموساوي ان زيارة الوفد الايراني يمكنها تنقية الاجواء واعادة العلاقات بين البلدين الى صفوها السابق، على اساس المصالح المشتركة، خاصة على الصعيد الاقتصادي.