تبادل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة الاتهامات بشأن مخطط لإشعال فتنة في العاصمة صنعاء بعد يومين من التصعيد بين قوات الأمن والمعتصمين في ساحة جامعة صنعاء في ظل اشتباكات مع الاهالي في محيط الساحة والذين يمنعون توسع خيام المعتصمين. اتهامات السلطة والمعارضة تأتي في وقت ارتفعت أصوات المنظمات الدولية والمحلية المنادية بوقف التصعيد في اليمن والتحقيق في أعمال العنف التي طالت المطالبين بالتغيير. الحزب الحاكم حذر ليل الاحد -الاثنين من فتنة قال ان القيادي الإصلاحي الشيخ حميد الأحمر يعد لتفجيرها في أمانة العاصمة من خلال جلب مجاميع قبلية من محافظات شمالية إلى ساحة جامعة صنعاء بعد ان تم إدخال أسلحة إلى خيام المعتصمين- حسب مصدر في فرع المؤتمر بأمانة العاصمة. ونبه المصدر المؤتمري إلى خطورة هذا المخطط الذي سيكون الشباب وسكان الأحياء المجاورة هم الضحية لهذا العمل الإجرامي . في المقابل كررت قناة سهيل التابعة للاحمر بث اخبار عاجلة تتحدث عن مخطط كبير لاقتحام ساحة اعتصام جامعة صنعاء بإشراف قيادات امنية بارزة واعضاء مجلس نواب ومحافظ صنعاء دويد. منظمة هود التي يديرها محامون ينتمون لحزب الاصلاح المعارض قالت في بيان لها وزعته ليل الاحد- الاثنين أن قيادات في الحزب الحاكم تجمع أنصارها في كل دوائر العاصمة، وعددا كبيرا ممن تصفهم ب"البلاطجة والمجرمين وأرباب السوابق وآخرين من المغرر بهم والمرتزقة "وتعدهم لتنفيذ هجوم على ميدان التغيير بصنعاء، حيث يتم توزيعهم على كل مداخل ساحة التغيير بصنعاء وبمساعدة قوات الأمن التي تتواجد الآن في المحيط، وبالضبط في شوارع (الحرية، الميثاق، القاهرة ، الرباط، العدل، داخل جامعة صنعاء، القادسية، الايراني، الزراعة). وتشمل الخطة -حسب هود- مهاجمة المخيم بالسلاح والعصي والهراوات و حرق خيام المعتصمين من خلال زجاجات حارقة ينوون استخدامها في هجوم الليلة. ودعت منظمة هود العقلاء في المؤتمر الشعبي العام والأجهزة الأمنية إلى العمل الجاد لحقن دماء اليمنيين وإيقاف أنصارها عند حدهم حيث يعلم الجميع أن العنف لا يؤدي إلى خير أبدا وفي ليبيا أقرب شاهد. وكان اركان حرب الأمن المركزي يحي محمد عبد الله صالح قال لقناة الجزيرة مساء أمس ان سكان الأحياء المجاورة لساحة الجامعة شكلوا لجان شعبية للدفاع عن مساكنهم وحاراتهم بمحيط مخيمات المعتصمين المتمدده بعد تعالي شكاويهم من مضايقات وتقييد حرياتهم وارعاب اطفالهم وقطع ارزاق اصحاب المحلات . وتسبب التوسع الذي شهدته مخيمات اعتصام المطالبين بإسقاط النظام في ساحة التغيير بصنعاء منذ الجمعة ، باندلاع اشتباكات بين عدد من المحتجين وبعض سكان الأحياء التي توسع إليها الاعتصام ودخول الامن بقوات مكافحة الشغب كطرف ثالث لفض الاشتباك ولدفع المعتصمين للتراجع ما حولها لخصم ، واسفر ذلك عن إصابة المئات من المعتصمين واكثر من 160 من رجال الامن وسط اتهامات متبادلة. وكان بعض سكان الاحياء المحيطة يصفهم المعتصمين والمعارضة ب"البلاطجة" اعترضوا على توسيع ساحة الاعتصام إلى مناطق جديدة ، وقال شهود عيان بأن السكان يخشون تعرض أحيائهم لبعض المشاكل فيما إذا حدثت أي مواجهات بين المعتصمين وقوات الأمن، كما يشكون من تقييد حرية حركتهم واطفالهم ونسائهم وإدخال الأشياء إلى منازلهم، بسبب التفتيش الذي يفرضه منضمو الاعتصام بتمددهم لشوارعهم، بالإضافة إلى عدم تمكنهم من النوم والرحة وحالة الرعب المستمره لاهاليهم ما دفعهم لتشكيل لجان حماية تمنع حتى مرور اي فرد من شوارعهم. وعبر مراقبون عن قلقهم من التصعيد المتبادل من المعارضة والحزب الحاكم والذي ينذر بفتنة قد تكون شرارة اعمال عنف وفوضى تعم كل المحافظات اليمنية خصوصا وان الطرفين وصلا الى طريق مسدود واغلقا كل الابواب امام جهود نزع فتيل التوتر الذي يتمدد كل يوم ليقسم الشارع الى فريقين يتمترس كل فريق خلف رؤيته لحل الازمة. شباب الثورة المعتصمين في "ساحة التغيير" امام جامعة صنعاء وتقاطع شوارعها حذروا في بيان لهم وزع في وقت متأخر من مساء امس من تنفيذ مخطط تم الكشف عن الإعداد له لمهاجمة مخيمات اعتصامهم من كل المنافذ من قبل قوات أمنية وعسكرية بزي مدني وإحراق الخيم المنصوبة فيها- حد قولهم. ودعا الشباب المعتصمون الجميع أحزاباً وقبائل ومنظمات مدنية ووسائل إعلام محلية وخارجية للوقوف إلى جانبهم لمنع تنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يستهدف معتصمين عزل من السلاح ويحتجون سلمياً لأجل مطالب مشروعة وعادلة. وطالبوا المنظمات وسفارات الدول العاملة في صنعاء لممارسة واجبهم عبر حكومات بلادهم او القنوات الدبلوماسية والضغط لمنع تنفيذ هذا المخطط الإجرامي والتوقف عن إرتكاب الجرائم التي لم تتوقف ضد المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء والمحافظات الأخرى والتي وصلت حد مهاجمتهم بقنابل تحتوي غازات سامة وخطرة لم يعرف نوعها حتى الآن ليتمكن الأطباء من معالجة قرابة 1400مصاب جراءها- وهو ما تنفيه الاجهزة الامنية . وكان وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم يحيى راصع سلم امس إلى ممثل منظمة الصحة العالمية بصنعاء الدكتور غلام بوبال رباني, رسالة موجهة إلى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية تتضمن طلب الحكومة اليمنية إيفاد خبراء من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى اليمن من أجل الفحص والتحري حول القنابل الدخانية التي استخدمت لفض اشتباكات وأعمال شغب بمحيط جامعة صنعاء ومزاعم انها سامة وحرمة دوليا-حسبما بثته وكالة الانباء اليمنية سبأ.