تواجه اليابان الثلاثاء كارثة محتملة بعد انفجار محطة للطاقة النووية بسبب زلزال قوي ضرب البلاد يوم الجمعة، مما أسفر عن تسرب مستويات منخفضة من الإشعاع باتجاه العاصمة طوكيو ففر بعض السكان من العاصمة وخزن آخرون الإمدادات الضرورية. وذكرت وكالة كيودو اليابانية فى نبأ عاجل صباح اليوم الثلاثاء أن انفجارا هيدروجينيا وقع في المفاعل الرابع بمحطة فوكوشيما النووية، وذلك فى أعقاب الزلزال المدمر وموجات المد العاتية المعروفة باسم تسونامى الذي شهدته البلاد يوم الجمعة الماضي وبلغت شدته 8.9 درجات على مقياس ريختر. وبعد نحو ثماني ساعات من الانفجار قالت وكالة الطقس التابعة للأمم المتحدة إن رياحا تحمل مواد إشعاعية فوق المحيط الهادي بعيدا عن اليابان ودول آسيوية أخرى. وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن أحوال الطقس قد تتغير. ودعا رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان السكان القاطنين على بعد ثلاثين كيلومترا عن المنشأة النووية الواقعة شمال طوكيو وعددهم 140 ألف شخص، للبقاء في منازلهم بينما تتأهب البلاد لأخطر حادث نووي في العالم منذ كارثة تشرنوبل في أوكرانيا عام 1986. وبلغت الحصيلة الرسمية للقتلى والمفقودين جراء الكارثة الطبيعية عشرة آلاف شخص بعد أن تأكدت وفاة ثلاثة آلاف و373 شخصا بحسب تقديرات الشرطة اليابانية اليوم. وكان عدد المفقودين بلغ يوم الجمعة الماضي ستة آلاف و746 شخصا وفقا لإحصائيات الشرطة، وهو أكثر من ضعف تقديراتها في وقت سابق اليوم. ودفع الخطر المتعاظم من عواقب تلك الكارثة دولا أوروبية عديدة إلى مراجعة ضوابط السلامة في منشآتها النووية. فقد أغلقت ألمانيا بشكل مؤقت سبعة مفاعلات لحين الانتهاء من مراجعة إجراءات السلامة فيها. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع للوزراء ومسؤولي السلامة الوطنية وقيادات قطاع الصناعة النووية اليوم الثلاثاء لتدارس ضوابط السلامة النووية في كل أنحاء القارة في مسعى منها لاستقاء الدروس والعبر من كارثة اليابان. وباتت الصين أول دولة تنظم عملية إجلاء جماعية لرعاياها من شمالي شرقي اليابان اليوم، بينما غادر أجانب آخرون البلاد بعد التسرب الإشعاعي من محطة الطاقة النووية المعطوبة. وأوصت فرنسا رعاياها بمغادرة العاصمة اليابانية طوكيو، فيما نصحت الولايات المتحدة الأميركيين بتجنب السفر إلى اليابان. وكان الانفجار الذي وقع اليوم هو الثالث من نوعه خلال أربعة أيام في محطة فوكوشيما النووية شمالي شرقي اليابان وسط احتمالات بحدوث تسرب إشعاعي يفاقم الوضع الذي تشهده اليابان عقب الكارثة الطبيعية.