انتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد قصف التحالف الدولي للمدنيين في ليبيا، مؤكدا ان "ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين اضافيين". واوضح موسى انه "تجري حاليا مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة العربية وخاصة فى ليبيا". واضاف في تصريحات للصحافيين ان "وقاية المدنيين قد لا يحتاج الى عمليات عسكرية". وقال "طلبنا منذ البداية بفرض منطقة حظر لحماية المدنيين الليبيين ولتجنب اية تطورات او اجراءات اضافية". واكد انه "طلب تقارير رسمية حول ما حدث في ليبيا من قصف جوي وبحري ادى لسقوط واصابة العديد من المدنيين الليبيين"، مشددا على انه "طلب البيانات الكاملة لنعرف ما حدث بالفعل، وارجو ان تصلنا سريعا". ولم يوضح موسى الجهة التي طلب منها هذه البيانات. من جانبها جددت روسيا في بيان اليوم رفضها العمل العسكري ضد ليبيا ، منتقدة قصف التحالف الدولي للمدنيين مؤكدة ان القصف الذي تعرضت له عدد من المدن الليبية ادى الى مقتل 48 شخصا واصابة 150 اخرين بجروح وتدمير عدد من المنشآت المدنية بما في ذلك مركز للامراض القلبية. وشكك البيان لوزارة الخارجية الروسية في التفويض الذي منحه مجلس الامن الدولي لاستخدام القوة ضد ليبيا واصفا القرار الدولي رقم 1973 بانه "مثير للجدل بشكل كبير". واكد البيان رفض استخدام التفويض الدولي النابع من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 لتحقيق اهداف بعيدة كل البعد عن حماية السكان المدنيين في ليبيا. وكانت روسيا قد امتنعت عن التصويت على القرار الدولي المذكور الذي سمح باتخاذ كافة الاجراء الهادفة الى "حماية السكان المدنيين". يأتي ذلك فيما واصلت قوات التحالف تدخلها العسكرية لليوم الثاني على التوالي في ليبيا بهجمات جوية وصارويخية واسعة بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا، ودولة قطر . وأكدت القوات المسلحة الفرنسية اليوم أن عملياتها في ليبيا مستمرة وأن مقاتلاتها باقية في أمكانها، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قواتها استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الليبية المشتركة في منطقة طرابلس. ودشنت 19 طائرة حربية أمريكية، من بينها "القاذفة الشبح" طائرات مقاتلة أخرى،الاحد، المرحلة الثانية من عملية "فجر أوديسا" التي أطلقتها قوات التحالف، أمس، ، فيما قالت طرابلس إن العملية العسكرية أوقعت 48 قتيلاً و150 جريحاً من المدنيين. وفي الأثناء، قصفت الدبابات والمدفعية التابعة لكتائب القذافي "مصراته" في هجوم، الأحد، تصدى له "الثوار الذين يسيطرون على البلدة، ولم تشر التقارير إلى سقوط ضحايا في الهجوم.بينما بدأت قوات الثوار التحرك اليوم إلى أجدابيا، التي استعادتها قوات القذافي قبل أيام. وقال الجنرال جيمس ستوكمان، قائد قيادة أفريقيا التابعة للجيش الأمريكي، إن سرب الطائرات المشارك في اليوم الثاني للهجمات شمل أيضاً طائرات "هارير" التابعة لقوات المارينز، والقاذفة "ستيلث B-2، وطائرات هجومية من طراز F-15 و F-16. وأنطلقت المرحلة الأولى من عملية "فجر أوديسا" في وقت متأخر السبت، بإطلاق أكثر من 110 صواريخ من طراز "توماهوك" من سفن وغواصات بريطانية وأمريكية. كما شاركت أربعة طائرات حربية بريطانية من طراز "تورنيدو" في العمليات الجوية السبت، وفق وزارة الدفاع البريطانية. وكانت أصوات الدفاعات الجوية وانفجارات قد دوت في أنحاء طرابلس، فجر الأحد.وأشار شهود عيان في طرابلس، رفضوا كشف هوياتهم، إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق نار متواصل من جهة مطار "ميتغا" ولم يتضح إذا ما كان المطار يستخدم كمنشأة عسكرية. وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن سلاح الطيران الملكي نشر مقاتلات "تورنادو GR4 السريعة، التي نفذت رحلتي ذهاب وإياب من أمريكا للمملكة المتحدة قطعت خلالها 3 آلاف ميل في أطور مهمة قصف ينفذها سلاح الجو البريطاني منذ حرب الفولكلاند (1982)." ويتوقع مسؤولون عسكريون أمريكيون تسليم قيادة عملية "فجر أوديسا" التي تشارك فيها قوات غربية بجانب دولتين عربيتين هي قطر والإمارات، إلى "قوات التحالف" خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي طرابلس، ندد متحدث باسم الحكومة الليبية بالقصف الجوي الغربي لبلاده، واصفاً إياه ب"العمل البربري"، وقال إنه بدلاً من إرسال مراقبين دوليين للتأكد من وقف إطلاق النار، فقد اختار التحالف الدولي العمل العسكري، وتابع أن القصف الجوي الذي استهدف عدة مواقع في طرابلس ومصراتة، قد سبب "ألماً حقيقياً" للمدنيين، دون أن يكشف ما إذا كان القصف قد أدى إلى سقوط ضحايا. وتابع المتحدث في تصريحات بثها التلفزيون الليبي الرسمي، بقوله: "إنني حزين ومستاء جداً، لأن بلادي تواجه هجوماً مسلحاً بربرياً"، إلا أنه أضاف قائلاً: "هذه الأعمال العسكرية لن تضعف من عزيمتنا." من جانبه اكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن بلاده مساهمة في العمل العسكري الجاري حاليا في ليبيا. وأضاف حمد بن جاسم، في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية نقلتها وكالة الأنباء القطرية، أن "الهدف من وراء القرار القطري هو وقف قتل واستهداف المدنيين في ليبيا".. موضحا أن قطر تساهم في العمل العسكري ايمانا منها بضرورة ان تكون هناك دول عربية تقوم بهذا العمل لان الوضع هناك لا يحتمل. ( وكالات )