الرئيس صالح يسير على خطى العقيد القذافي.. ببساطة شديدة يمكن القول إن ثمة من يروج لهكذا زعم، لا بوصفه أمرا تسنده الدلائل بقدر ما هو نوع من إملاءات الخصومة، التي تقتضي تصوير الخصم بما ينفر غيره عنه، ويجعله وحيدا. صحيفة اليقين اللصيقة بحزب الإصلاح أسمت الرئيس صالح ب "قذافي اليمن" معتبرة أنه "يلوح بمجزرة 13 يناير، ويهدد بحرب أهلية في ظل قانون الطوارئ". وفي الوقت الذي أشار فيه رئيس تحريرها في معرض الاحتفاء بتأييد اللواء على محسن للثورة الشعبية إلى أنه تم الزج بقوات الأخير من قبل الرئيس صالح في ست حروب عاتية في صعدة بغية التخلص من تشكيلاته العسكرية ومن ثم تعبيد الطريق أمام الوريث "الذي كان" فإنه لم يخف امتنانه للواء علي محسن قائلا "حمدا للناصر أن نصر بعلي الثورة على علي". وتساءل عبدالله مصلح بعد أن أورد عن رويترز حديثا لعلي محسن قال فيه إنه في السبعين من العمر ولم يبق له من طموح سوى قضاء ما تبقى من عمره في سكينة واطمئنان وبعيدا عن مشاكل السياسة ومتطلبات الوظيفة.. تساءل مصلح على سبيل التأكيد قائلا "أليس هذا ما يريده الثوار، و أليس موقف محسن دليل على نقائه من أمراض العنصرية والمناطقية والطائفية المقيتة؟!". وفي تغطيتها للمستقيلين عن الحزب الحاكم تساءلت صحيفة العاصمة الصادرة عن التجمع اليمني للإصلاح في أمانة العاصمة بخصوص الرئيس صالح قائلة "ماذا بقي معه غير الرحيل؟!".. وأردفت "لم يعد يوجد نظام يبذل الشباب جهدا لإسقاطه، لأنه انتهى بمجرد أن انفض أنصاره من حوله معلنين تأييدهم للثورة وانحيازهم إلى جانب الشعب..".. والطريف أن محرر الصحيفة من خلال سرده لأسماء المستقيلين وصفاتهم ومواطن عملهم ليس على علم كبير بذلك، وعلى سبيل المثال وصفه سمير اليوسفي ب" رئيس مجلس الإدارة صحيفة 26 سبتمبر".. مع أن الأخير استقال من مؤسسة الجمهورية ورئاسة تحرير صحيفة الجمهورية الصادرة عنها. وحرصت صحيفة الشموع ذات الصلة باللواء علي محسن الأحمر على تسمية جمعة التسامح بميدان السبعين التي خطب فيها الرئيس صالح ب "المؤتمرية".. واختزلت موقفها من ذلك الخطاب بالقول "اتهامات رئاسية جديدة للمعارضة وخطاب رئاسي ينقصه التسامح". وكتب أحدهم في الصحيفة "أهلا بك أيها الجنرال القادم" مرحبا باللواء علي محسن الأحمر، وساق فيه مختلف الأوصاف والنعوت التي تمجد من شأن محسن وتعلي مقامه، وتعظم من أمر تأييده للثورة، باعتبار انضمامه حسب الكاتب متنفس الحرية استطاع من خلاله المئات من قيادات القوات المسلحة أن يجدوا طريقهم الذي يبحثون عنه دائما. وحفلت صحيفة القضية في صفحتها الأولى وبالمانشيت العريض بما قالت إنها أدلة تدين الرئيس صالح باغتيال الرئيس الحمدي.. جاء ذلك في معرض الربط مع الاتهامات الموجهة للرئيس المصري السابق حسني مبارك باغتيال سابقه الرئيس السادات. وقالت الصحيفة إن الأمور في اليمن تتجه إلى ذات المآل المصري، وأضافت "عادت قضية اغتيال الرئيس الحمدي بالظهور مرة أخرى إلى السطح بخروج احد واهم ابرز القيادات المقربة منه من صمتها الطويل وهو المشير عبدالله عبدالعالم".. مذكرة بما تضمنته رسالته إلى شباب التغيير التي صدرها بالقول "يد الغدر والخيانة التي امتدت إلى أبنائنا المعتصمين في جميع المحافظات وسفكت دماءهم هي نفس اليد التي اغتالت الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه..".. وأفردت صحيفة الشارع المستقلة" صدر صفحتها الأولى لتقرير استقرأ مأزق الرحيل وترتيباته، وقالت إن مسئولين أمريكيين وسعوديين اجروا مفاوضات مع الرئيس صالح لنقل السلطة إلى مجلس انتقالي، ووصفوه بالعنيد لأنه ما زال يرفض ذلك. وتحدثت الصحيفة عن مأزق حقيقي يعيشه الرئيس صالح جراء انشقاق اللواء علي محسن وآخرين عنه، إذ لم يتمكن الرئيس حتى اليوم حسب الصحيفة من تغيير القادة العسكريين المنشقين، ولجأ عوضا عن ذلك إلى خيار التهدئة، وعرض العفو عنهم كمناورة لامتصاص صدمة الانشقاق بشكل كامل، تمهيدا لإعادة ترتيب وضعه الداخلي.