قامت قوات الأمن السورية السبت بحملة اعتقالات واسعة غداة التظاهرات التي اندلعت في مدن سورية عدة شارك فيها الآلاف، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بحسب ناشطين حقوقيين. وأشارت مصادر حقوقية إلى أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 60 شخصا في دوما وحمص ودرعا. يأتي هذا فيما بث موقع "يوتيوب" السبت شريط فيديو يظهر فيه عضو مجلس الشعب السوري النائب يوسف أبو رومية السعدي يتهم قوات الأمن بإطلاق النار بدون هوادة على المتظاهرين في درعا، خلال مداخلة في المجلس أواخر الشهر الماضي. ووجه النائب السوري اللوم إلى الرئيس بشار الأسد لعدم زيارته المدينة وتقديم العزاء لأهالي الضحايا حقنا للدماء. وكانت المستشارة الرئاسية في سوريا بثينة شعبان قد اعتبرت أن الأحداث التي تجري في سوريا جزء من مشروع طائفي يحاك ضد سوريا ولا علاقة لها بالتظاهر السلمي والمطالب المحقة والمشروعة للشعب السوري. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية على موقعها الالكتروني ان نحو الفي درزي من هضبة الجولان المحتلة تظاهروا السبت تاييدا للرئيس السوري بشار الاسد. ويعيش نحو 20 الف سوري تحت الاحتلال الاسرائيلي في الجولان ويرفضون جميعهم تقريبا الحصول على الجنسية الاسرائيلية. إدانة أميركية من جانبه، أدان البيت الأبيض الإجراءات العنيفة التي اتخذتها سوريا ضدّ المحتجين المناوئين للحكومة وحث الرئيس السوري بشار الأسد على اتخاذ خطوات ملموسة بصورة فورية تجاه الإصلاح. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان له، إن لدى الحكومة السورية فرصة مهمة لتتجاوب مع الطموحات المشروعة للشعب السوري. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض، أن العنف لا يشكل الردّ على شكاوى الشعب السوري، مُطالباً جميع الأطراف، بالحفاظ على الهدوء وتجنب العنف. كما دعا كارني الحكومة السورية إلى احترام حقوق الإنسان والسماح للمظاهرات السلمية، وأضاف أن لدى الرئيس بشار الأسد مسؤولية اتخاذ خطوات ملموسة على وجه السرعة والقيام بإجراءات للوفاء بوعوده ووضع جدول بإصلاح ذي مغزى، وقال إن ما نحتاج إليه الآن هو مسار ذو مصداقية لمستقبل يتمتع بقدر أكبر من الحرية والديمقراطية والفرص، والعدالة.