تكرر المشهد اليمني لأسبوع جديد الجمعة رغم الأجواء الممطرة، إذ احتشدت قوى المعارضة في شارع الستين بمسمى"جمعة وفاء الشعب للجنوب"وتأكيد مطالب التنحي الفوري وإسقاط النظام بكافة اركانه، في حين تجمع أنصار الرئيس علي عبدالله صالح في ميدان السبعين في جمعة مسماه "الأمن والاستقرار" ، حيث ألقى صالح كلمة مقتضبة، اعاد فيها مهاجمة معارضيه وقال إن ما يواجه "الشرعية الدستورية"، هو مشروع "الانتقام التطرف والإرهاب " ووسط هتافات الملايين من أنصاره قال صالح إن الشعب "قال كلمته في 2006 (تاريخ الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي منحت صالح ولاية جديدة) والآن يكررها ويقول نعم للشرعية الدستورية ولا للانتقام والمشروع الانتقامي ومشروع الحقد والكراهية من قبل قطاع الطرق وقتلة النفس المحرمة." وتطرق صالح إلى الحادث الذي وقع أمس الأول ، عندما تعرض الشاعر محمد أحمد الرميثي، للخطف وقطع لسانه من قبل أشخاص اتهمتهم السلطات اليمنية بالانتماء لأحزاب المعارضة، فاعتبر قطع اللسان مجرد "المقبلات" سيأتي بعدها عمليات "قطع الأيدي والأرجل والرؤوس." وأضاف: "هذا هو مشروع القوى المتطرفة قوى الفوضى والتخلف قوى الإرهاب" ،موجهاً وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لملاحقة أولئك الذين قطعوا لسان الأديب الشاعر وتقديمهم للمحاكمة سواء كانوا سياسيين او عسكريين او أمنيين او مخربين أياً كانت صلتهم ، مضيفا "على الأجهزة الأمنية ان تتحمل مسؤولياتها بالقاء القبض على أولئك المجرمين". وكان المشاركون في المسيرات والمهرجان الحاشد بميدان السبعين -عقب صلاة الجمعة - والذين أتوا من مختلف مديريات وقرى اليمن ويمثلون مختلف الشرائح جددوا تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالرئيس صالح ورفض محاولات الانقلاب عليها والتوكيد على التمسك بالأمن والاستقرار ودعما للحوار الوطني الشامل. ورفع المشاركون علم الجمهورية اليمنية وصور الرئيس صالح ورددوا الهتافات المستنكرة لمختلف الدعوات الساعية للسير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن، ورفعت اللافتات التي تحمل الشعارات المختلفة ومنها " نعم للحوار .. نعم للتنمية والأمن والاستقرار ..لا للتخريب.. لا للفوضى .. لا للأزمات المفتعلة ولا للانقلاب على الشرعية الدستورية". وحمل أنصار صالح ،قادة أحزاب اللقاء المشترك المعارضة مسؤولية تصعيد الأزمة والاستمرار في تحريض بعض المواطنين والشباب والتغرير بهم ودفعهم لممارسة العنف والفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة فضلا عن تحميلهم مسؤولية ما يتكبده الاقتصاد الوطني من خسائر جراء هذه الأزمة المفتعلة واستمرار معاناة المواطنين نتيجة أعمال التقطع في طريق مأرب لمنع وصول الغاز و المشتقات النفطية الى جانب القيام بأعمال تخريبية أستهدفت خطوط نقل التيار الكهربائي من محطة مأرب الغازية. ودعوا كافة القوى السياسية على الساحة الوطنية إلى التعاطي البناء والإيجابي مع مبادرة الأشقاء في دول الخليج كمنظومة متكاملة تنفذ كلها بحسب بنودها وأولوياتها. وعلى الساحة المقابلة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء وفي مدن -تعز واب وعدن- شهدت تظاهرات مليونية للمعارضة ومناهضو النظام ، والتي أطلقة عليها جمعة "جمعة وفاء الشعب للجنوب " وتأكيد مطالب التنحي الفوري وإسقاط النظام بكافة اركانه. ففي صنعاء احتشد مئات الآلاف من معارضي النظام في شارع الستين وساحة التغيير حيث أكد خطيب صلاة الجمعة تصميم الشعب اليمني على الانتظار في الساحات حتى إسقاط النظام ومحاكمة رموزه. وقال موجها خطابه لمجلس التعاون الخليجي: "هذه ثورة شعب، وليست أزمة" مطالبا اياهم ب"دعوها تمضي حينما تريد"، قائلا: "أما نحن فلن نبارح الساحات حتى لو صلبنا على الجذوع". كما شهدت ساحة الحرية بمدينة تعز احتشاد مئات الآلاف من المعارضين ، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الرئيس. ووصف خطيب صلاة الجمعة في المدينة الرئيس بأنه "رئيس لا يحترم كلمته"، داعيا مجلس التعاون الخليجي إلى الوقوف مع الشعب اليمني. كما وجه المتظاهرون رسالة وفاء للجنوب. أما في مدينة عدن جنوبي اليمن فقد شهدت مسيرات احتجاجية في كل من مديريتي المنصورة وكريتر عقب صلاة الجمعة رافقها تشييع جنازتي اثنين من ضحايا الاحتجاجات سقطا أثناء مصادمات مسلحة عقب تنفيذ عصيان مدني شهدته المدينة خلال الأيام الماضية. وخلت المسيرة من رفع اعلام الجمهورية اليمنية او اعلام الانفصال والاكتفاء بعد اتفاق قوى المعارضة والحراك على رفع الرايات السوداء تجنبا للتصادم،وردد المشاركون هتافات منها تدعو بالرحيل الفوري لنظام الرئيس صالح ، وأخرى بدولة الجنوب وانفصاله. وشهدت عدد من المدن تشديد الحراسات والتدابير الامنية حول المباني والمقرات الديبلوماسية والشوارع المؤدية اليها. ولوحظت اجراءات امنية مشددة جداً حول مبنى السفارة الاميركية والسفارات الغربية والخليجية بصنعاء ،بالاضافة الى المصالح الاجنبية ببقية المحافظات. وتتحسب السلطات الامنية من عمليات إرهابية إنتقامية ينفذها انصار بن لادن وعناصر «القاعدة» ضد المصالح الاميركية والغربية وغيرها في اليمن.