هدّدت الولايات المتحدة، أمس، باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكومة السورية إذا لم تكف عن قتل وإرهاق شعبها . وقال غاي كارني السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، في بيان، إن "الولايات المتحدة تعتقد أن تحركات سوريا المؤسفة تجاه شعبها تبرر رداً دولياً قوياً" . وأضاف "في ظل عدم وجود تغيير ملموس في الأسلوب الحالي للحكومة السورية بما في ذلك وقف قتل الحكومة للمحتجين، ستقوم الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون باتخاذ خطوات إضافية لتوضيح اعتراضنا القوي على أسلوب معاملة الحكومة السورية لشعبها" . واقتحم الجيش السوري مدينة بانياس الساحلية، أحد معاقل حركة الاحتجاج على النظام صباح أمس بالدبابات. فيما شكّل السكان دروعا بشرية للتصدي لها، في وقت أعلنت منظمة حقوقية أن حصيلة قتلى الاحتجاجات بلغت 800 قتيل، وسط تقارير عن مقتل ثلاث متظاهرات برصاص الأمن. وقال ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن قوات الجيش السوري دخلت المدينة من ثلاثة محاور هي: منطقة المحطة وحي القصور ومنطقة القوز، وتوجهت الى الاحياء الجنوبية في المدينة، سبقه قطع الاتصالات والكهرباء عن المدينة. وشكّل السكان «دروعا بشرية لحماية المدينة» ومنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء، بينما جابت زوارق الجيش قبالة سواحل الاحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها. وذكر شاهد عيان ان «سكان بلدة المرقب، الواقعة غربي مدينة بانياس شمال سوريا اقاموا درعا بشرياً لمنع قوات الجيش من دخول البلدة». ونقلت شبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الاميركية عن شاهد العيان، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن حشداً من قوات الجيش وعناصر أمنية أطلقوا اعيرة نارية باتجاه البلدة الواقعة غربي بانياس. في خضم ذلك، افاد ناشط حقوقي ان ثلاث متظاهرات قتلن وجرحت 5 اخريات عندما اطلق رجال الامن النار عليهن اثناء تفريق مظاهرة قمن بها بالقرب من بانياس. وقال ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن هويته، ان «قوات الأمن اطلقت النار على 150 متظاهرة تجمعن بالقرب من بانياس على الطريق العام الواصل بين دمشق واللاذقية، ما اسفر عن مقتل ثلاث منهن وجرح خمس اخريات تم نقلهن الى مشفى الجمعية في بانياس». واشار الناشط الى ان «المتظاهرات المنحدرات من قرية المرقب وبانياس خرجن للمطالبة بالافراج عن الاشخاص الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من امس». واضاف الناشط ان قوات الامن اعتقلت ايضا اشخاصا من قريتي البيضا والباصية (قرب بانياس)، لافتا الى ان القوات كانت تحمل لائحة بأسماء 300 شخص. من جهة اخرى، أكد شهود عيان ان دبابات سورية تطوق قرية البيضا. وقال شهود عيان أن عدد من دبابات الجيش السوري حاصرت القرية، ومنعت الدخول إليها والخروج منها.ويأتي ذلك غداة مقتل 40 متظاهرا واصابة العشرات بجروح بأيدي قوات الامن السورية، بحسب ناشطين ومصادر حقوقية، اثناء مشاركتهم بالتظاهر في «جمعة التحدي» التي عمت العديد من المدن السورية. وفي درعا، قال شهود عيان إن عناصر أمنية عادت ودخلت إلى المدينة بعد ساعات من إعلان انسحاب دبابات الجيش منها بعد حصار دام 10 أيام. وأكدوا «دخول 30 باصاً أمنياً يحملون مئات العناصر الأمنية إلى درعا ظهر أمس». وفي حمص، شيع الأهالي بعد ظهر أمس بعض القتلى الذين سقطوا الجمعة وسط هتافات تطالب بالحرية وإسقاط النظام. وقال شهود عيان إن «قوات الأمن تمنع الأهالي من التجمع بأعداد كبيرة وتحاصر المشيعين بقوات أمنية كبيرة». من جانبها، اعلنت السلطات السورية مقتل 11 عنصرا من الجيش والشرطة على أيدي «إرهابيين». وذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» انه تم تشييع «جثامين 11 شهيدا من الجيش والشرطة استهدفتهم مجموعات إرهابية متطرفة في مناطق متفرقة من المحافظة اول من امس ». فيما قالت وزارة الداخلية السورية ان «العديد من المتورطين بأعمال شغب مازالوا يتوافدون إلى مراكز الشرطة والأمن لتسليم أنفسهم للسلطات المختصة، حيث قام 166 شخصاً جديداً بتسليم انفسهم ليصل العدد الإجمالي حتى صباح اليوم السبت إلى 719 شخصا في مختلف المحافظات». في موازاة ذلك، أعلنت منظمة «سواسية» لحقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل سبعة أسابيع الى 800 مدني. وكانت «لجنة شهداء ثورة 15 مارس» أعلنت على موقعها الالكتروني في وقت سابق أمس أن حصيلة قتلى الاحتجاجات بلغت 708 أشخاص . ( وكالات )