-الإصلاحيون والحوثيون يتقاتلان بشراسة إيمانية منقطعة النظير ثم يتهمان السلطة ب "إثارة الفتنة"بينهما..! -علي محسن حارب الحوثيين في صعدة, والإصلاحيون يحاربونهم في الجوف, وثلاثتهم يؤثمون السلطة..! يتقاتل الحوثيون والإصلاحيون الألداء في الجوف –اليمنية بالتأكيد- للسيطرة على المديريات والمواقع الاستراتيجية في المحافظة اليمنية الثالثة خروجا عن سيطرة الدولة المركزية والسلطة المحلية, منذ اندلاع الفوضى العارمة أو "الثورة الشعبية" قبل أكثر من خمسة أشهر, وتخلف الحرب هناك المئات من القتلى وأضعاف هذا العدد من الجرحى جلهم من المواطنين ومن البدو الرحل. وبرغم كل شيء, وفي حالة غياب كامل عن الحياء والخجل, يواصل الطرفان المتناحران ممارسة الكذب والخداع واتهام السلطة ب"اختلاق الحرب", بين حمائم الإخوان وعصافير الحوثي في محافظة الجوف, هكذا, ويواصلان الحرب وسفك الأرواح والدماء دون توقف!! خيِّبوا أملها!! لن يعرف أحد, ولا أحد يجرب أن يسأل, لماذا لا يفعلها الحوثيون والإصلاحيون بكل بسالة ودهاء طالما وهما مغتاظان من السلطة الى هذه الدرجة, فيتفقان على إغاظتها وإفشال خططها لاختلاق الحرب, وبدلا من أن ينجرا الى الحرب والقتال فيما بينهما يتفقان على إيقاف الحرب وشلال الدم ويجنحان للسلم والسلام؟!! كان مواطن عامي بسيط من البدو الرحل ليقترح عليهما شيئا كهذا, عمليا ومفيدا جدا ولا يكلف شيئا, لا ضحايا ولا مشردين ولا مجاهدين ولا يحزنون! وفي الجملة يرد سهام السلطة ويبطل سحرها, وتعيش الحمائم والعصافير في سلام وأمان, إخوة في الدين وأبناء عمومة في المذهب أو المذهبين!! خرافة التبرير!! حاجة غريبة وتطير العقل, حرب طاحنة تستمر أشهرا وسباق محموم بين المعسكرين الحوثي والإخواني للسيطرة على المعسكرات والألوية الحربية المهجورة وعتادها الحربي الثقيل والمتروك لله الواحد القهار بعد إخلائها ورحيل الجند عنها تحت ضغط المسلحين والمقاتلين القبليين والمجاهدين التابعين للمعارضة أو لبعض المعارضة على الأقل, كما ذكرت ذلك المعارضة نفسها, في صحفها ومواقعها عند سقوط كامل المحافظة في أيدي المسلحين وخروجها عن سيطرة السلطة والنظام المركزي, قبل حوالي ثلاثة أشهر باعتبارها المحافظة رقم (3), بعد صعدة ومأرب التي تسقط بيد "الثوار" أو "المعارضة السلمية" كما قيل يومها. ومع هذا وذاك, نشبت الحرب سريعا بين العدوين الحليفين اللدودين الشريكين في "الثورة الشعبية الشبابية العسكرية السلمية المسلحة" وهي مستمرة الى اليوم –(اعني الحرب)- وبتصاعد خطير في الوتيرة والعنف ولا يجد المتذابحون المتناحرون حرجا في إنكار حالة العداوة والبغضاء المتأصلة بينهما, وتبرير الحرب وسفك الدماء والأرواح بطريقة مستحيلة وهزلية تماما, حيث شجب السلطة جاهز للاستخدام.وهل هناك ما هو أسهل وأفضل وأرخص من تحميل السلطة –الراحلة عن المحافظة منذ أشهر- المسؤولية؟ واتهامها بإفساد الود والعلاقات الأخوية الحارة, بين الدولتين الجارتين الشقيقتين المؤمنتين, المملكة الحوثية والإمارة الإصلاحية!! لو صح ذلك, فإن السلطة, أو لنقل "بقايا السلطة والنظام" بلغة الإخوان وأنصار الله, أقوى وأدهى وأذكى من الجميع ويصعب جدا تصديق ما يقوله عنها المعارضون إنها ضعيفة ومنهارة, وإن النظام قد سقط, إلا بقية منه في جزء ضيق من العاصمة صنعاء. أو أن المعارضة باتت تسيطر على الأوضاع وتتأهب لتسلم السلطة وإقامة الدولة المدنية الفاضلة الموعودة في الزبور والإنجيل وبيانات المنسقية العليا والتنظيمية العليا والإعلامية العليا والعليا العليا!؟! اختبار بسيط حسنا إذا, أيهما تختار المعارضة فتلزم نفسها به: أن النظام قد سقط والسلطة انهارت وسيطرت المعارضة على الجوف وصعدة ومأرب وبالتالي فإنها حرب الإصلاحيين والحوثيين عن جدارة واستحقاق في الجوف؟ أم أن المعارضة ساعدت النظام القوي, وابتلعت الطعم وتسلمت المحافظات المذكورة, معفية النظام والسلطة والجيش والقوات الحكومية من مهام ومسؤوليات ومتاعب السيطرة وبسط السيادة في مواجهة المسلحين والمتمردين والمجاهدين والمقرحين والنهابة وقطاع الطرق الثائرين هناك ضد الدولة والمؤسسات الحكومية؟ وبالتالي فإن هذا سوف يعني شيئا واحدا, وهو أن المعارضين تسلموا المحافظة وراحوا يتنازعونها ويقتتلون على الخراج والسيطرة والسلطة المحلية وبسط النفوذ والسيادة على مساحات ومديريات وأقضية الجوف وغير الجوف؟! في هذه أو تلك, كما هو واضح, فإن المعارضة وليست السلطة هي من تدير السلطة على الأرض وتدير الحرب فيما بينها وتهلك الحرث والنسل ومجرد بيان هزيل أو تصريح سخيف وغبي, لا يغني من الحق شيئا, سواء من جانب الحوثي أو الإصلاح, بأن السلطة –التي كانت هنا قبل الثورة المظفرة- توغر صدور الحليفين اللدودين الودودين الولودين ضد بعضهما فلا يجدان نفسيهما إلا وهما يتحاربان ويتقاتلان بعنف دموي وشراسة إيمانية منقطعة النظير؟!! أوغروا صدر السلطة, إن استطعتم, وتبادلوا القُبل والتحايا العطرة وتهادوا وتحابوا, بدلا من تبادل القذائف والقصف وجثث القتلى! أكبر من "شر البلية"!! لماذا أنتم أغبياء ومزيفون إلى هذا الحد, تكرهون السلطة وتطيعونها إلى الحرب والاقتتال فيما بينكم, بزعمكم؟! مئات القتلى سقطوا في حرب الجوف بين مؤمني الإصلاح والحوثي ويصرح أخيرا أمراء الحرب في المعسكرين بأن الحرب بينهما ليست حربا, وإنما فقط "حرب" لا غير, والمسؤولية تقع على كاهل السلطة المنزوية في جزء من صنعاء العاصمة وعلى وشك أن تودع وتلفظ آخر أنفاسها وتسلم الروح لباريها والسلطة للمعارضين الأشداء؟!! -هل هذا شيء يصلح لمخاطبة العقلاء من الإنس والجن والمعارضين حتى؟! -وهل شر البلية وحدها كافية للتسلي ومواساة النفس, بإزاء حالة فوضوية عدمية دموية انتهازية إصلاحية حوثية كهذه لم يخلق الجبار مثلها في البلاد؟! -لماذا القتل هيِّن عليهما, والتفسير صعب ومستحيل وخرافي؟! -لماذا الشجاعة في القتل وسفك الدم, لا توازيها أو تعضدها شجاعة في الاعتراف وقول الحق وليكن ما يكون؟! -وهل تعدنا الأيام بمعارضة, يقتل بعضها بعضا وتقتلنا وتقتل النظام والرئيس والمرؤوس, ثم تتهم النظام القتيل المقتول, بالسعي بينها وبين نفسها بالدس والوقيعة, وحملها على أن تتناحر وتتذابح وتتسابق الى سرقة الدبابات والمدرعات والأسلحة والمعسكرات التي خلفت وراءها القوات النظامية المنسحبة, نهبا للثوار والنهابة والمتمردين والقتلة.. أنصار الدولة المدنية والتغيير السلمي-بكل تأكيد!!؟ ضحك كالبكاء!! على ماذا, ولماذا, يحترب المعارضون ويتنابذ الإخوان المسلمون والإخوان الحوثيون الحرب في محافظة الجوف؟! القول إن عناصر أمنية قليلة من الموظفين في أجهزة الأمن الحكومية المندثرة في المحافظة النائية, استطاعت بمفردها, أن تخدع قوتين كبيرتين وداهيتين, بحجم الإخوان والإخوان "التانيين" –بتعبير الزعيم عادل إمام- وتوقع بينهما العداوة وتستزل العقول وتستدرج المعسكرين الى حرب طاحنة ملعونة ومستمرة, كما تزعم وتعزف آلة الإعلام والهرجلة في الجهتين, هو قول خرافي وبليد. ويمثل دعوة مفتوحة, لعباد الله المفكرين والعقلاء, الى الضحك من البكاء أو البكاء من الضحك والتقرب الى الله بلعن كل كذاب أشر!! ما أشبه هذه بتلك!! خاضت قوات اللواء علي محسن الأحمر ستة حروب كارثية في صعدة ضد الحوثيين وليس سرا أن المقاتلين العقديين وبعض الإخوان الجهاديين أو المجاهدين اشتركوا في بعض الجولات والحروب, وغنموا وأثروا وفعلوا ما شاء الله أن يفعلوا. بعد كل ذلك الذي حدث والدم الذي سُفك والخراب الذي أقيم, عادت المعارضة, مثلما فعلت دائما, الى اتهام السلطة والنظام بخلق واختلاق حروب صعدة والمشكلة من الأساس, تماما كما يقول الإصلاح اليوم عن حربهم مع الحوثيين في الجوف!! فمع أن الإصلاح هو من يحارب -وليست السلطة- الحوثيين في الجوف, إلا أن هذا لم يمنع الإصلاحيين من استخدام نفس الاسطوانة واتهام السلطة بالمسؤولية؟! الأفظع والأغرب من ذلك هو أن قائد الحرب والفرقة والمنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر, انشق عن النظام والتحق بالمعارضين والثوار, ثم صار يتحدث لغة المعارضة والإصلاح ويعترف بأن حروب صعدة الستة, التي أدارها وقواته, كانت بلا معنى وبدون سبب يذكر, ولأنه أصبح معارضا طارئا اتهم "السلطة" بأثر رجعي باختلاق مشكلة صعدة والحوثيين والحروب ولو استطاع لقال إن السلطة هي من اختلقت صعدة نفسها من العدم!! يصفق المعارضون والثوار والمحللون العباقرة للواء الأحمر, ولا يملكون الشجاعة الأدبية الكافية لتذكيره بأنه كان هو "السلطة" ذاتها التي حاربت في صعدة ست جولات وأن قائد الفرقة والمنطقة الشمالية الغربية لا يزال هو..هو القائد والمعارض في سوق واحدة؟!! فما أشبه الليلة بالبارحة, الإصلاحيون على خطى اللواء الأحمر, يحاربون والإثم على السلطة, الغائبة عن منطقة اللواء ومحافظات المنطقة الشمالية الغربية, تماما ومن وقت مبكر خلال العام الجاري. ويحارب الحوثيون في الجوف ثم يفعلون مع الإصلاحيين كما فعلوا مع اللواء الأحمر من قبل, قاتلوه في ست حروب ثم أسقطوا عنه التهمة بانضمامهم معا إلى ساحة الاعتصام في الجامعة. وهم وهو توحدوا في اتهام السلطة والنظام. وها هو الحوثي يقاتل الإصلاحيين ويتهم, مثلهم,النظام!! -كل هذا, ويقال لك: إن زمن المهازل قد ولى (؟!) شكرا لأنكم تبتسمون,,