قتل أربعة أشخاص أمس، برصاص الأمن السوري، فيما شنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في مدن عدة، غداة مقتل شخص خلال تظاهرة في دير الزور (شرق) بعيد ساعات من إعلان الجيش انسحابه منها، فيما أعلن الجيش الانسحاب من اللاذقية (غرب) . وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "مواطناً قتل الأربعاء في قرية أبديتا بجبل الزاوية في ريف إدلب (شمال غرب)، حيث كانت القوات السورية تنفذ عمليات عسكرية وأمنية" . وقال إن 3 أشخاص قتلوا في حمص (وسط)، أحدهم برصاص قناص في حي الأرمن، وآخر في حي النازحين، حيث أصيب 3 أشخاص بجروح، وثالث في دير بعلبة . وأضاف أن 100 اعتقلوا في حمص منهم 40 في حي الخالدية وحده . في اللاذقية (غرب)، توفيت في حي القلعة سيدة متأثرة بجروح أصيبت بها الإثنين . ونقل عن ناشط "وجود جثامين لثلاثة شهداء في مستشفى المدينة لم يتسن الحصول على أسمائهم" . وأكد المرصد أن "أكثر من 700 عنصر أمن ينفذون منذ صباح الأربعاء حملة مداهمة للمنازل"، بعدما شهدت أحياء إطلاق نار كثيفاً حتى الرابعة فجراً . وقال إن "المدينة شهدت هدم منازل ومحال تجارية في حي مسبح الشعب والغراف بحجة أنها عشوائية" . وكشف أن قوات الأمن اعتقلت الثلاثاء "أكثر من 400 شخص وزجتهم في المدينة الرياضية ودور سينما" . وأعلنت الداخلية السورية أن وحداتها بدأت الانسحاب من اللاذقية بعدما قضت على "الجماعات الإرهابية المسلحة" . ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن العميد محمد حسن العلي مدير إدارة التوجيه المعنوي بوزارة الداخلية القول "إن قوات حفظ النظام مدعومة بوحدة من الجيش أنهت مهمتها في حي الرمل الجنوبي، بعد أن وضعت حداً للمجموعات الإرهابية المسلحة" . وقال المرصد إن قوى الأمن نفذت مساء الثلاثاء والأربعاء حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين في دمشق، وفي بلدة معضمية الشام والزبداني وحرستا وعربين في ريف دمشق . وأفاد عبد الرحمن أن "قوات الأمن أطلقت الرصاص في دير الزور لتفريق مئات المتظاهرين الذي خرجوا في تظاهرة في شارع التكايا بعد صلاة التراويح ما أدى إلى استشهاد مواطن" . إلى ذلك، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الدبلوماسيين السوريين يمارسون الترهيب ضد المغتربين الذين ينتقدون نظام دمشق، وأنهم يهاجمون أقرباء المنشقين عبر تهديدهم أو توقيفهم عند عودتهم إلى البلاد . وقال أعضاء في إدارة الرئيس باراك أوباما إنهم يملكون أدلة تتمتع بمصداقية، تفيد أن نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم سفاراته في الخارج للعثور على أقرباء لمحتجين شاركوا في تظاهرات سلمية في الولايات المتحدة . وكان محافظ دير الزور سمير الشيخ قال للصحافيين الذين نظمت لهم السلطات جولة في المدينة أول أمس الثلاثاء، إن "العصابات المسلّحة" سيطرت على المواطنين وقامت بتهديدهم، إلى أن جاء الجيش وأعاد الحياة الطبيعية، نافياً أن تكون قوات الجيش استخدمت الدبابات خلال العملية . وأضاف أمام نحو 70 صحافياً عربياً وأجنبياً أنه "عندما عجزت قوات الشرطة في مواجهة الاضطرابات تمت الاستعانة بالجيش، وهذا الجيش هو جيش سوري وهذه المدينة سورية، ونحن لا نحتاج إلى موافقة من الأمم المتحدة أو من قطر أو من غيرها" . وقال ضابط سوري، وهو قائد إحدى التشكيلات العسكرية إن "نزول الجيش إلى المدينة جاء من أجل إعادة الأمن والاستقرار إليها" . ونفى أن يكون "الجيش قصف المدينة بالدبابات" . واقتصرت جولة الصحافيين على المدينة على ثلاثة نقاط هي مدخلا المدينة وزيارة إلى السوق الذي بدأ يستعيد نشاطه مع عودة الأمن والهدوء، بينما أعرب الكثير من المواطنين عن سعادتهم بعودة الأمن والاستقرار إلى مدينتهم . (وكالات)