اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ان منفذي اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لم يتمكنوا من ترهيب بلاده وهم الان ضعفاء، وذلك في مقال صدر قبل ثلاثة ايام من الذكرى العاشرة لتلك الاعتداءات. بينما قالت مجموعة اوكسفورد البريطانية للابحاث ان الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك تشكل مناسبة لاعادة النظر في مجموعة الاخطاء الكارثية التي ارتكبت خلال ما يسمى ب"الحرب على الارهاب" مؤكدا أنها ساهمت في زيادة تقوية النفوذ الاقليمي لايران. اوباما اكد في المقال الذي نشر على موقع صحيفة "يو.اس.ايه توداي" على شبكة الانترنت، ان "منفذي تلك الاعتداءات كانوا يريدون ترهيبنا، لكنهم لم يصمدوا امام قوتنا. وتنعم بلادنا اليوم بمزيد من الامان، اما اعداؤنا فقد باتوا اضعف" من اي وقت مضى. الا ان اوباما لاحظ، بعد اربعة اشهر من القضاء على زعيم القاعدة اسامة بن لادن في باكستان، انه "اذا كانت العدالة قد تحققت بالنسبة الى اسامة بن لادن، واذا كانت القاعدة في طريقها الى الزوال، فانه يجب الا نضعف ابدا في مهمة حماية بلادنا". ودعا اوباما مواطنيه الى "تكريم ضحايا وابطال 11 ايلول/سبتمبر". وقال "يجب الا ننسى الدرس الذي تعلمناه قبل عشر سنوات: خلافاتنا ليست كبيرة امام ما يجمعنا، وعندما نختار ان نتقدم سوية، كعائلة واحدة ... فان الولايات المتحدة لا تفعل سوى المقاومة، وهي تستطيع ان تخرج من المحنة اقوى من السابق". وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية رفع حالة التأهب في القواعد العسكرية داخل الولايات المتحدة بما فيها مبنى البنتاجون نفسه، عشية الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي نفذتها القاعدة، وهو تنظيم أكد وزير الدفاع ليون بانيتا أنه أُضعف كثيراً في السنوات العشر الماضية، لكنه ما زال يخطط لهجمات. وقال المتحدثان باسم البنتاغون جورج ليتل وجون كيربي إن التأهب ليس ناتجاً عن تهديد محدد، بل هو إجراء احترازي صدر بطلب من قيادة الجيش الشمالية. كما قال البنتاغون إن القواعد الموجودة خارج الولايات المتحدة تعمل بمستوى عال من التأهب. وذكّر مسؤول عسكري بأن إجراءات مماثلة اتخذت لأيام بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بباكستان في أيار الماضي. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما التقى الأربعاء كبار مستشاريه للتأكد من اتخاذ كل التدابير الأمنية لمواجهة أي هجمات محتملة من القاعدة. ومن جانبه، شدد وزير العدل الأمريكي إريك هولدر على أنه لا توجد مزاعم ذات مصداقية تشير إلى احتمال شن هجوم عشية الذكرى العاشرة. وقال وزير الدفاع ليون بانيتا من جهته إن عناصر القاعدة "يواصلون التخطيط لهجمات وعلينا ألا نستخف بذلك". وكان بانيتا حتى تموز الماضي مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث أشرف على برنامج مكثف من الهجمات التي شنتها طائرات أمريكية بلا طيار السنوات الأخيرة في باكستان وقتل فيها مئات الأشخاص. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً من السفر في أنحاء العالم قائلة انه ينبغي على الأمريكيين المسافرين إلى الخارج أو الذين يعيشون بالخارج إن يكونوا حذرين من التهديد المستمر الذي يمثله تنظيم القاعدة وحلفاؤه. على مسار متصل قالت مجموعة اوكسفورد البريطانية للابحاث ان الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك تشكل مناسبة لاعادة النظر في مجموعة الاخطاء الكارثية التي ارتكبت خلال ما يسمى ب"الحرب على الارهاب". وقالت المجموعة في تقرير عنها صادر اليوم ان عشر سنوات من "الحرب على الارهاب" لم تنتج الا استمرار الحرب في افغانستان وعدم استقرار الاوضاع تماما في العراق وعدم الاستقرار في باكستان واستمرار خطر المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن والنيجر والجزائر والقرن الافريقي. واشار التقرير الى النتائج الجانبية التي ستلقي بظلاها ايضا على الاوضاع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب ووسط اسيا خلال العقود المقبلة. وطرح التقرير اسئلة تتعلق بمدى صواب او صحة السياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها خلال السنوات العشر الماضية واذا ما كانت هذه السياسات قد جاءت بنتائج عكسية وهو ما يستدعي من الولايات المتحدة وحلفائها اجراءات وسياسات امنية مختلفة وجديدة. واشار التقريرالى ان سياسات "الحرب على الارهاب" ساهمت في زيادة نفوذ ايران فبدلا من ان يتقلص النفوذ الايراني بسبب التدخل الامريكي في الجارتين افغانستان وباكستان الملاحظ ان المشاكل التي نشات عن هذا التدخل العسكري ساهمت في تقوية النفوذ الاقليمي لايران. وقال التقرير أن السنوات العشر الماضية شكلت فرصة للسياسيين والعسكريين لاجراء تقييم صادق وعميق ومراجعة الاخطاء التي وقعت غير ان هؤلاء لا يزالوا يكررون هذه الاخطاء. وشدد التقرير على اهمية اجراء مراجعة شاملة وعميقة للحروب في افغانستان والعراق لاخذ العبر وتفادي الوقوع في اخطاء مماثلة عند الاستجابة لاوضاع دولية جديدة قد تستدعي تدخل القوة العسكرية.( وكالات )