شهدت عديد من مدن ودول العالم لاسيما اوروبا والولايات المتحدة اليوم السبت تظاهرات احتجاجاً على ضيق الأوضاع نتيجة الأزمة وتنديداً بنفوذ أوساط المال، على أمل إعطاء بعد دولي لهذه الحركة غير المسبوقة بانتفاضتها الشعبية كصرخة غضب في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين، يتهمونهم بتدمير اقتصاديات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم. وخرج المحتجون، متأثرين بحركة "احتلوا وول ستريت" التي نشطت الشهرالماضي، للشوارع من نيوزيلاند الى آلاسكا، ومن لندن وفرانكفورت إلى نيويورك نفسها. وكانت مواقع الانترنت الاجتماعية قد غصت بالدعوات الحاشدة. ايطاليا تشتعل وفي روما اشعل المتظاهرين النار عصر السبت في مبنى تابع لوزارة الدفاع الايطالية على هامش تظاهرة لل"غاضبين". وقالت وكالات الانباء انه حوالى الساعة 17,00 (15,00 تغ) كانت النيران مندلعة في المبنى في حين تجمع امامه نحو مئة شخص ملثمين اشعلوا النار في سيارتين ايضا في المكان نفسه. ولم يتمكن رجال الاطفاء من الوصول الى المكان بسبب تظاهرة "الغاضبين" التي ضمت عشرات الاف الاشخاص والتي كانت تتقدم من دون حوادث. وشهدت روما، واحدة من أكبر تلك التظاهرات، خرج فيها عشرات الآلاف، رافعين شعار "يا شعوب أوربا انتفضوا". ونقل عن شهود قولهم إن متظاهرين في روما أشعلوا النيران في سيارتين وهشموا نوافذ بعض المتاجر. وأضافوا أن أعمال عنف تسبب فيها متشددون ملثمون يعرفون باسم "الكتل السوداء"، والذين كانوا اندسوا وسط مظاهرات سابقة. وعرض التلفزيون لقطات لإحدى السيارتين، بعد ان اندلعت بها النيران، ودخان كثيف أسود يخيم على المظاهرة التي كانت سلمية باستثناء ذلك. نيويورك..اعتقالات وقمع ومنع اعتصامات وفي نيويورك أوقفت الشرطة الأمريكية 3 متظاهرين مناهضين ل "وول ستريت" خلال مواجهات في حي المال. وقال مصدر بالشرطة إن قوات الأمن ضربت مجموعة من المتظاهرين كانوا متوجهين إلى مقر البورصة الأمريكية في وسط الشارع وهو أمر محظور في نيويورك. واعتقل 3 متظاهرين بينما غطت الدماء وجه متظاهر رابع. وكانت بلدية المدينة قد سمحت للمتظاهرين بالتجمع في ساحة زوكوتي التي يحتلونها منذ 17 سبتمبر الماضي، بعدما اضطرت لتأجيل تنظيف الساحة. وقالت البلدية في بيان إنها "أرجأت تنظيف" المكان الذي كان مقرراً أمس، مما أثار أجواءً من الفرح لدى آلاف المتظاهرين ومؤيديهم. واحتفل المتظاهرون ضد بورصة "وول ستريت" بانتصارهم بعد أن أرجأت سلطات نيويورك في آخر لحظة خطط إجلائهم من ساحة تحولت إلى مخيم لاعتصام المحتجين منذ الشهر الماضي. وكان المتظاهرون قد تعهدوا بمقاومة أي محاولات لطردهم من المخيم الذي أقاموه وبات رمزاً لحركة احتجاجية مازالت في مهدها وإن بدأ نطاقها يتسع لتنتشر في أنحاء أخرى من البلاد خلال الأسابيع الأخيرة. غير أن شركة بروكفيلد بروبيرتيز التي تملك الموقع قالت على موقعها إنها "تعتقد بإمكان التوصل إلى ترتيب مع المحتجين يضمن بقاء الساحة نظيفة وآمنة ومتاحة للعامة"، حسبما أضاف هولواي. وكان عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ قد زار المنطقة لطمأنة المحتجين إلى إمكان استمرار احتجاجاتهم بعد القيام بعمليات التنظيف. غير أن رئيس شرطة نيويورك راي كيلي ألمح إلى مواجهة حينما أشار إلى أنه لن يسمح بعد ذلك للمحتجين بمواصلة اعتصامهم. وكانت مجموعة صغيرة من المحتجين قد بدأت اعتصاماً في ساحة زوكوتي في 17 سبتمبر الماضي منددة بالرأسمالية في انتقادات وجدت صدى في أمريكا التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وآثار كساد مؤلم تسعى البلاد جاهدة لتجاوزها. ورافق ذلك مجموعات احتجاجية شبيهة في مدن أمريكية رئيسية أخرى وأصبح ال غور نائب الرئيس الأمريكي السابق الذي تحول لناشط للتغير المناخي آخر اسم بارز يلقي بدعمه خلف الحركة. ووقعت مواجهات عدة على صعيد البلاد بين نشطاء بالحركة الاحتجاجية والسلطات، واعتقل المئات من المشاركين في التظاهرات في نيويورك وواشنطن وبوسطن. وهذه الحركة التي انطلقت في نيويورك وانتشرت خلال 4 أسابيع إلى 30 مدينة أمريكية، لقيت تجاوباً بين الأمريكيين الذين يعانون من مصاعب اقتصادية ومن نسبة بطالة مرتفعة. المانيا ..ايقاع اخر وشهدت مدن ألمانية عدة، اليوم السبت، احتشاد مئات المحتجين ضد المصارف رافعين لافتات تقول: "أنتم تدمرون مستقبلنا" و"أنتم تلعبون بحياتنا". وأكبر هذه المظاهرات كانت في فرانكفورت، أمام البنك المركزي الأوربي، حيث احتشد حوالي 5000 شخص، بحسب تقدير الشرطة المحلية في فرانكفورت، تحت شعار "احتلوا فرانكفورت، أسوة بمبادرة "احتلوا وول ستريت" التي انطلقت في نيويورك. كما كانت برلين مسرحا لتظاهرة شارك فيها أكثر من 1200 شخص، بحسب الشرطة هناك. وشهدت مدن كولونيا وهامبورغ وهانوفر وشتوتغارت وغيرها (حوالي 50 مدينة ألمانية) مظاهرات مشابهة. مظاهرات في أكثر من ألف مدينة وتظاهر المئات في المراكز الرئيسية بنيوزيلندا اليوم السبت في ظل انتشار حركة "احتلوا وول ستريت" في أنحاء العالم. وذكر الموقع الإلكتروني لإذاعة نيوزيلندا أن مركزين اثنين على الأقل بدأت فيهما المسيرات، فيما لوَّح بأنه سيكون احتلالا لأسبوع أو أكثر. ونظم نحو مائتي شخص مسيرة في مدينة ولينغتون، بينما نظم 300 شخص آخرون مسيرة في أوكلاند. وفي سيدني تجمع قرابة ألفي شخص في حي المال، السبت، لإثارة الحماس من أجل حركة احتجاج على غرار "احتلوا وولستريت" في الولايات المتحدة. وخرج مئات الأشخاص، وليس الآلاف كما كان المنظمن يأملون، إلى الشوارع للاحتجاج على ما قالوا إنه جشع الشركات. وانتهت المظاهرة السلمية بتعهد بتنظيم اعتصام أمام المصرف الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي الأسترالي) لعدة أيام. كما شهدت العاصمة اليابانية طوكيو والفيلبينية مانيلا والكورية الجنوبية سيول والبريطانية لندن وغيرها (حوالي 1000 مدينة حول العالم) خروج متظاهرين للمشاركة في هذه الحركة الاحتجاجية العالمية.(وكالات)