منذ خمس سنوات ويدّخر خالد سالم جزءا من مرتبه كي يجمع ما يكفيه لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة في السعودية هذا العام. ويقول سالم، وهو يمني يبلغ من العمر 40 عاما، "لقد رتبت نفسي لأكون من حجاج بيت الله الحرام لهذا العام، ومنذ سنوات وأنا أوفر جزءا من مرتباتي لكي أؤدي الركن الخامس من الإسلام رغم الظروف الاقتصادية التي نعاني منها". ويضيف "فريضة الحج هي مناسبة لأن ندعو لبلادنا بالفرج من الأزمة التي أثرت سلبا على كل شيء". ومع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بدأ الآلاف من اليمنيين بالسفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وقد بدأت شركة الخطوط الجوية اليمنية ابتداء من 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري تسيير أفواج الحج من مطارات عدن وصنعاء والمكلا. وقال عبد الله الكبسي، مدير التسويق في الخطوط الجوية اليمنية، "إن الشركة حرصت على التنسيق منذ وقت مبكر مع وزارة الأوقاف والإرشاد وكذلك مع وكالات السفر والسياحة لإنجاح عملية تفويج الحجاج اليمنيين لهذا العام"، مشيرا إلى أن لا زيادة في أسعار التذاكر عن العام الماضي. من جانبها، تلقّت وكالات تفويج الحجاج طلبات كثيرة من مواطنين يمنيين راغبين بالذهاب إلى الحج.وقال وائل الشميري، من مجموعة دار السلام للسفريات والسياحة وخدمات الحج والعمرة، إن الإقبال هذا العام أكبر من العام الماضي رغم توقعاتهم بالعكس بسبب الظروف الاقتصادية. وأضاف "مستويات الحجاج تقسمت إلى أربعة مستويات بحسب نوع الخدمة المقدمة، ولكن المستوى الأخير أو الدرجة الاقتصادية هي الأكثر إقبالا باعتبارها الأرخص". ولفت الشميري إلى أن حصة الوكالة من العدد الإجمالي للحجاج اليمنيين هذا العام، قد قلّت عن العام الماضي، موضحا "حصة الشركة قلت ليس بسبب عدم الإقبال ولكن بسبب دخول وكالات جديدة هذا العام لتفويج الحجاج". بدوره، أكد وليد الأغبري، المدير المالي لشركة العيسائي للنقل وخدمات الحج والعمرة، أن الشركة شهدت إقبالا كبيرا من الحجاج بعكس التوقعات. ولفت إلى أن "المستوى الثالث من مستويات الخدمة، والذي يقدم خدمات أرقى من الدرجة الاقتصادية، هو الأكثر طلباً لهذا العام في الشركة، نظرا لأن حجاجنا أغلبهم من محافظات اقتصادية مثل عدن وحضرموت وتعز وصنعاء". وقال الأغبري إن وزارة الأوقاف كانت شديدة في وضع الشروط على وكالات الحج والعمرة، وخاصة فيما يتعلق بنقل وسكن الحجاج في مكة المكرمة، مضيفا "لقد التزمنا بتطبيق الشروط والمعايير تفاديا لأي عقوبات قد تحرمنا من خدمة تفويج الحجاج في العام القادم". وكان مجلس الوزراء قد أقر في وقت سابق شطب عدد من وكالات الحج والعمرة لإخلالها بشروط تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام. وشملت العقوبات التوقيف عن العمل من سنتين إلى ثلاث سنوات إضافة إلى فرض غرامات مالية، كما أكده للشرفة الشيخ حسن الشيخ، وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد. وأضاف الشيخ أن وزارة الأوقاف والإرشاد نظمت لقاء تشاوريا مع الوكالات المفوجة لحجاج بيت الله الحرام في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، خصص لمناقشة مهام الوكالات والمشاكل التي تعترضها وإزالة كافة الصعوبات التي تواجه الحجاج اليمنيين. وتابع "كما أن الوزارة نظمت دورات تأهيلية لموظفي الوزارة الذين يقومون بتسجيل الحجاج، ودورتين تدريبيتين في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر للذين سيقومون بالتفويج والإشراف على الخدمات لتجنب العشوائية، إضافة إلى تزويد الوزارة لحجاج هذا العام ببطاقات تشمل المعلومات الكافية المفيدة عن الحج". وبيّن الشيخ أن حصة اليمن من الحجاج لهذا العام بلغت 24 ألفا و255 حاج وحاجة، مقارنة مع 23 ألف العام الماضي، وأن 79 وكالة سفر قد تولت مسؤولية توفير المخيمات الخاصة بالحجاج، مشددا على ضرورة التزام وكالات الحج والعمرة بالضوابط والمعايير التي حددتها وزارة الأوقاف والإرشاد في تقديم الخدمات للحجاج. *الشرفة