في رواية مجهولة من كثير من المسلمين، أن "العرب الأفغان" اختاروا من بينهم "خليفة للمسلمين" قبل حوالي 20 سنة! وحسب علمنا، من مصادرنا اللندنية، أن "الخليفة" العربي الأفغاني ما يزال حيّاً يُرزَق، ولو أن "خلافته" سقطت ب"الإهمال"! وهذا فقط للتذكير بأن الخلافة التي أعلنها السيد حامدي الجبالي، أمين عام حزب "النهضة" التونسي، ليست "السادسة"، بل "السابعة"! والخلفاء الراشدون عند "السنّة" التقليديين أربعة انتهت خلافة ثلاثة منها قتلاً. وقد تضاف إليهم خلافة عمر بن عبد العزيز الذي قُتِلَ مسموما على أيدى بعض أمراء بنى أمية بعد أن أوقف عطاياهم وصادر ممتلاكتهم وأعطاها لبيت مال المسلمين. استمرت خلافته فترة قصيرة جداً، فلم تطل مدة خلافته سوى عامين وخمسه أشهر. أي أن مدة حكم الخلفاء الراشدين الخمسة في حدود الثلاثين سنة، و"القتل" هو السمة الغالبة لانتقال السلطة في عهدهم. أما الشيعة، فالأغلب أنهم يحصرون الخلافة بالإمام علي بن أبي طالب. وقد انتهت خلافته بالإغتيال! وهذه كله تاريخ قديم يعود إلى أكثر من 1500 سنة. وقد نفض الغبار عنه السيد حمادي الجبالي، الأمين العام. لحزب "النهضة" التونسي، الذي أعلن في خطاب مسجّل بالفيديو أن تونس افتتحت عصر الخلافة الراشدة السادسة. وقد اعتبر السيد الجبالي أن وجود فتاة فلسطينية بين الحضور "اشارة ربانية، من هنا ينطلق بعون الله فتح القدس ان شاء الله، من هنا بدات الثورة العربية ومن هنا انتصر الشعب التونسي ومن هنا الفتح بعون الله، تاكدوا اخواني"! والغريب أن "الخلافة السادسة" و"فتح القدس" لم ترد على الإطلاق ضمن البرنامج الإنتخابي الذي حصلت "النهضة" بموجبه، مدعومة! بالمال القطري و"الإخواني"، 40 بالمئة من أصوات التونسيين! كما لم يرد في البرنامج الإنتخابي ل"النهضة" أي حديث عن الجواري والرق، وهي أمور لا يحرّمها الشرع الإسلامي، وإن كان المسلمون تخلّوا عنها بالممارسة التاريخية. ولا نعرف إذا كان السيد الجبالي يريد العودة إليها! هل هو "المنتَظَر"؟ والحقيقة أن خطاب السيد حامدي الجبالي أسعدنا! فلم لم نقتنع يوماً بأن حزب "النهضة" سيعتنق الديمقراطية وحقوق المرأة، كما يزعم السيد الغنوشي. ولأننا لا نعاني من مرض "ألزهايمر"، فما زلنا نذكر حديث السيد الغنوشي مع سيف الإسلام القذافي، مباشرةً بعد سقوط بن علي، وفيه قال الغنوشي: "أننا نعرف حقيقة موقف القائد معمر القذافي من طبيعة التغيير الذي شهدته تونس، فهي ليست ثورة أحزاب أو نخبة, ونحن على دراية بموقف القائد المساند دائما للشعوب، فقد دأب طوال مسيرته على دعم الثورة الشعبية وحرض عليها."! وأضاف: "سنلتقي المرة القادمة في تونس بعد أن تعودنا أن نلتقي دائما في المنفى"! (للأسف،، سيف الإسلام بات شريداً مع "الطوارق" في النيجر، ولا نحسب أن السيد الغنوشي سيركب "الإبل" بحثاً عن موعدٍ معه). ثم اشار الغنوشي الى أن اللجان الشعبية التي تشكلت في مبادرات شعبية عقب اندلاع الثورة الشعبية في تونس لتساهم ميدانيا في حفظ الأمن وإزالة مخلفات بعض أعمال الشغب التي صاحبت الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها كبريات المدن التونسية تقترب كثيرا مما تطبقه ليبيا في عملية التسيير الشعبي"!! بكلام آخر، السيد الغنوشي كان ""يراهن" على القذافي للقفز على السلطة في تونس، ولكن شعب ليبيا "خذله" وأسقط الطاغية! فنقل "رهانه" إلى قطر، وربما إلى "أقطار" أخرى غداً. إن خطاب السيد حامد الجبالي يعني أن "النهضة" لم تتغيّر، والأهم أن النجاح الإنتخابي الذي حقّقته، بتمويل قطري وإخواني، سيكون أقصر أجلاً مما كنا نخشى. ونتمنّى للسيدين الغنوشي والجبالي (ولا نعرف أيا منهما "الخليفة السادس") أن لا تكون نهايته على غرار نهاية الخليفة الثاني والثالث والرابع والخامس! إلا إذا كان السيد الجبالي "باع" الخلافة للشيخ حمد، الذي نتمنى له طول العمر! في ما يلي مقطع الفيديو التاريخي لإعلان الخلافة السادسة على الأمة الإسلامية، ولبدء التعيئة العسكرية لتحرير القدس، وبعده تقارير وكالة الصحافة الفرنسية ورويترز حول "الحدث التاريخي". * موقع شفاف الشرق الاوسط