شهدت العاصمة صنعاء تجددا لاشتباكات وقصف عنيف منذ فجر يوم الأربعاء تباطأت حدتها حتى الظهيرة في الأجزاء الشمالية للعاصمة ومناطق ما يسمى التماس بين مسلحي المعارضة التي يتزعمها أولاد الأحمر والقائد المنشق على محسن من جهة، والقوات الحكومية من جهة ثانية في خرق جديد للتهدئة مع ترقب إعلان حكومة الوفاق الوطني على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية الموقعة بين أطراف الأزمة اليمنية بالرياض في 24 فبراير الماضي لإنهاء الصراع في اليمن. وتركزت عملية الاشتباكات والقصف التي استخدم فيه ، أسلحة رشاشة وقذائف هاون وثقيل وصواريخ " لو ", في أحياء الحصبة وشارع مازدا وصوفان وبالقرب من وزارة الداخلية وشرطة النجدة والمدينة الليبية ومناطق التماس باتجاه الستين وامتدت لأول مرة لحي رئاسة الوزراء والإذاعة على مقربة من التحرير. وبدأت القذائف والأسلحة الثقيلة تهز العاصمة بعد منتصف ليل أمس الثلاثاء,وسمع دوي الانفجارات يستمر حتى وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء. وقالت مصادر محلية وشهود عيان أن قذائف سقطت على مبان حكومية بما في ذلك مقر الإذاعة ومقر رئاسة الوزراء ومنازل مواطنين هناك للمرة الأولى في دوامة المواجهات بالعاصمة..غير انه لم يتم رسط وقوع ضحايا حتى الان على الرغم من حالة الذعر المرافقة وسط السكان. وترافقت الاشتباكات مع تصعيد مسلحي ومليشيا المعارضة للمزيد من المتارس وحفر الخنادق واستحداث مزيد من الحواجز في عدد من الأحياء وتعزيزات بالمسلحين والأسلحة المختلفة بجانب فتح معسكرات تدريب مقاتلين في حى النهضة حيث يسمع دوي انفجارات لأعمال تدريب تستهدف أهداف وهمية على تلال بالجزء الشمالي والشرقي من مقر الفرقة المنشقة وجامعة الإيمان التابعة لرجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني. وأفاد مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية في بيان يوم الأربعاء "أن عصابات أولاد الأحمر واصلت منذ مساء أمس وحتى اللحظة اعتداءاتها وقصفها المكثف بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة, مستخدمة قذائف الهاون وصواريخ " لو " وقذائف " آ ر بي جي " و" بي 10 " والأسلحة الرشاشة والمعدلات على منشآت حكومية في حي الجراف والحصبة ومدينة صوفان وحي الإذاعة ومنازل عدد من المواطنين في تلك الأحياء المكتظة بالسكان بأمانة العاصمة. وقال المصدر أن تلك العصابات" قصفت مبنى مجلس الوزراء بعدة قذائف أربع منها سقطت في فناء المبنى, كما استهدفت مقر إذاعة صنعاء ومبنى الهلال الأحمر اليمني بقصف مماثل وأصابت بعدة قذائف هاون منازل عدد من المواطنين في حي الإذاعة وألحقت بها أضرارا وأثارت الخوف والهلع في نفوس ساكنيها, فيما قامت عناصر تخريبية من تلك العصابات بإطلاق نار كثيف من مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة على مبنى وزارة الداخلية ومعسكر شرطة النجدة ومصلحة الدفاع المدني ومقر مجلس الشورى ووزارة الصناعة والتجارة والسنترال التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ملحقة بها أضرارا". وأضاف " أن أولاد الأحمر وعصاباتهم لم يتوقفوا عن خروقاتهم واعتداءاتهم على المواطنين ومنازلهم والإضرار بممتلكاتهم واستهداف المنشآت العامة والخاصة في العاصمة صنعاء واقاموا المزيد من المتارس وحفر الخنادق في الحصبة واستفزاز المواطنين من خلال استحداث نقاط والقيام بتفتيشهم ومنعهم من الوصول إلى مقار أعمالهم". وحمل بيان الداخلية اليمنية، المعارضة ومسلحيها مسئولية تلك الاعتداءات والخروقات المستمرة التي تهدف إلى إجهاض الخطوات الجارية لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وإقلاق الأمن والسكينة العامة للمجتمع وتعطيل مصالح المواطنين. وكان مراقبين للأوضاع القائمة في اليمن طالبوا سرعة إعلان حكومة الوفاق الوطني وبدء مهام اللجنة العسكرية لضبط الأمن ووقف المواجهات التي تحصد يومياً مزيداً من الضحايا، وكشفت مصادر دبلوماسية غربية عن تحذيرات وجهها ممثلو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للأطراف الرئيسة في الأزمة بتجنب افتعال أي عراقيل أمام تنفيذ المبادرة الخليجية لتجنب إجراءات عقابية دولية . ويأتي ذلك فيما دخلت مدينة تعز النازفة بأعمال العنف منذ أكثر من أسبوع ، مرحلة استتباب الأمن مع بدء انسحاب القوات الحكومية ومسلحي المعارضة من المدينة أمس الثلاثاء وفقا لاشراف لجنة التهدئة ومراقبين أجانب بعد قتال سقط فيه العشرات من الجنود والمواطنين بجانب قوات المعارضة بين قتيل وجريح . وكان مصدر أمني قد أكد أن "اللجنة المعنية بإنهاء مظاهر التسلح بعدد من أحياء مدينة تعز، اطلعت على حجم الدمار الذي وقع بالمنازل جراء المواجهات"، قائلاً إنه من المقرر أن يشارك اللجنة العسكرية عدد من المراقبين الأجانب للإشراف على مراقبة انسحاب القوات العسكرية الموالية والمعارضة من أحياء المدينة .