تعز - أشادت منظمات المجتمع المدنى بمحافظة "تعز" جنوب غربي اليمن بالجهود التى تبذلها لجنة التهدئة المكلفة من نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادى، برئاسة محافظ "تعز" حمود خالد الصوفى وعضوية قيادات بالمعارضة فى إعادة الهدوء والاستقرار إلى مدينة "تعز" وسحب الآليات العسكرية ورفع المظاهر المسلحة منها. وفى بيان لمجلس تنسيق منظمات المجتمع المدنى بتعز، طالب المجلس باستكمال عمليات سحب المسلحين من بعض الشوارع الرئيسية والأحياء بمدينة تعز، خاصة من المدارس حتى يتمكن الطلاب من العودة إلى مدارسهم، كما طالب منظمات المجتمع المدنى والإعلام بالمساهمة الفاعلة بخلق أجواء مناسبة تساعد اللجان على إنهاء المظاهر المسلحة، والترفع عن إثارة البلبلة والفوضى. وقالت مصادر محلية في تعز ل"الوطن" أن لجنة التهدئة بالمدينة واصلت يوم الخميس ولليوم الرابع على التوالي رفع المظاهر المسلحة وإعادة الاستقرار إلى شوارعها وأحيائها. وأضافت "قامت تحت إشراف اللجنة جرارات كبيرة بجمع وإزالة المتاريس والأكياس والحواجز الرملية التابعة للمسلحين في عدد من الشوارع والأحياء ، كما قامت اللجنة بالإشراف على إنسحاب بقية الآليات العسكرية والأفراد بالمدينة". وقال مصدر مسئول في لجنة التهدئة في وقت لاحق مساء الخميس أن اللجنة تواصل أعمالها الميدانية بتعاون كبير من جميع الأطراف . وأكد المصدر في بيان يثته وكالة الانباء الرسمية أن اللجنة قامت بالإشراف على إزالة المتاريس وانسحاب المسلحين من شارع جمال وقبة المعصور وجولة العواضي والشوارع الفرعية وفتح الطرق أمام المواطنين وإعادة الحياة إلى طبيعتها الاعتيادية . واضاف "كما قامت اللجنة بإخلاء المسلحين من مكتب التربية والتعليم ومكتب الخدمة المدنية، بالإضافة إلى تسليم جبل جرة للشرطة العسكرية". وثمن المصدر جهود الجميع وتعاون المواطنين في توفير الأجواء الآمنة والملائمة لانجاز المهام الموكلة للجنة.ولفت الى أن اللجنة ستواصل اللجنة أعمالها غداً لاستكمال ماتبقى من المهام المناطة بها. وشهدت مدينة تعز هدوءا ملحوظا خلال ال48 ساعات الماضية، وذلك استجابة للجهود المكثفة لرفع المظاهر المسلحة وإعادة الاستقرار بعد مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية ممثلة فى قوات الجيش والأمن ، وبين فصائل مسلحة موالية للمعارضة، ومنها مليشيات قبلية وجهادية تابعة لحزب الإصلاح "الإخوان" بتعزيزات استقدمت من بعض المحافظات ، وبعض أفراد الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش بقيادة اللواء على محسن الأحمر، والتى ألقت السلطات الأمنية مؤخرا القبض على 110 أفراد منها بعد دفعهم الى هناك ضمن مخطط قالت السلطات انه"كان يعتزم من تم ضبطهم تنفيذه في مدينة تعز ومدن أخرى بتوجيهات من المنشق علي محسن والخارج عن النظام والقانون القيادي الإصلاحي حميد الأحمر لإسقاط المدن الواحدة تلو الأخرى وتنفيذ عمليات اغتيال تطال مسئولين بمحافظة تعز وعددا من قيادات المؤتمر الشعبي العام والمواطنين من أبناء المحافظة". وكانت مصادر دبلوماسية غربية كشفت عن تحذيرات وجهها ممثلو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للأطراف الرئيسة في الأزمة بتجنب افتعال أي عراقيل أمام تنفيذ المبادرة الخليجية لتجنب إجراءات عقابية دولية عقب مواجهات تعز التي وقعت الأسبوع الماضي وأوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجنود والمدنيين والمليشيا المسلحة التابعة للمعارضة وقوى التطرف في معسكرها. وأشارت المصادر إلى أن ممثلي هذه الدول طالبوا بتطبيع الأوضاع في مدينة تعز وسحب المجاميع العسكرية التابعة للجانبين من شوارع وأحياء المدينة خلال سقف زمني محدد . وأكدت المصادر أن سفراء الدول الكبرى أقروا بالتنسيق مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي، تشكيل غرفة عمليات موحدة لمراقبة تنفيذ المبادرة الخليجية وسير أداء اللجنة العسكرية المشكلة برئاسة هادي التي أعلنها قبل أيام لإنهاء المظاهر المسلحة وإعادة تطبيع الأوضاع في كافة المدن الرئيسة، بخاصة العاصمة صنعاء وتعز . وفي وقت لاحق يوم الخميس وصل الى صنعاء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن ومنهدس مفاوضات التسوية جمال بن عمر في زيارة وصفها بأنها فرصة لإجراء لقاءات مع جميع الأطراف اليمنية لتقييم الأوضاع في اليمن ومستوى تنفيذ مبادرة الخليج واليتها التنفيذية الموقعة بين أطراف الأزمة اليمنية بالرياض في 24 نوفمبر الماضي وتقديم تقرير لمجلس الأمن بذلك والذي سيجتمع في الرابع عشر من ديسمبر الجاري. واعرب بن عمر في تصريحات لدى وصوله "عن ارتياحه بتقدم العملية السياسية في اليمن وتطبيق آلية المبادرة الخليجية بتشكيل الحكومة الجديدة التي أعلنت أمس الأربعاء". وقال :" أتمنى للحكومة الجديدة كل النجاح وهي حكومة وفاق وطني ناتجة عن المفاوضات التي تمت بين الأطراف اليمنية نتيجة تسوية سياسية مبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ". وأضاف:" إن تشكيل الحكومة يعد نقطة مهمة للاتفاق الذي تم بين جميع الأطراف " .. مشددا على ضرورة أن يكون للحكومة برنامج ودور في استتباب الأمن والاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد والاعمار لليمن ولعب دور مهم خلال المرحلة الحساسة المقبلة ".