أعلن فصيل من التيار السلفي في اليمن مساعيه لاستنساخ التجربة المصرية في حصد مقاعد الانتخابات القادمة في اليمن بجانب الإخوان المسلمين عبر إنشاء حزب سياسي موازي للأخير في الساحة. وقال الدكتور عقيل المقطري عضو جمعية علماء اليمن وعضو جمعية الحكمة اليمانية ذات التوجه السلفي ، أن السلفيين في اليمن ينوون تشكيل حزب أو تكتل سياسي جديد سيشارك في الحياة السياسية في البلاد. وذكر المقطري في تصريحات نقلتها "جريدة الشرق الاوسط " أن التيار السلفي في اليمن يجري حوارات ومشاورات بين فصائله المختلفة من أجل التأسيس لحزب أو تكتل سياسي للمشاركة الفاعلة في العملية السياسية في اليمن. وقال أنه "كانت هناك أفكار غير دقيقة سائدة في أوساط التيار السلفي حول العمل السياسي تدور في إطار التقليد الأعمى، حيث ساد أن الانتخابات والبرلمانات تتصادم مع عقيدة الولاء والبراء وتكثر من سواد العلمانيين، وهذا كلام غير دقيق". وأوضح أنه مع مرور الزمن وجدت دراسات داخل التيار السلفي أحدثت نقلة في طريقة التفكير، ومع ثورات "الربيع العربي" وجدت هذه الأفكار طريقها للخروج مع سقوط الأنظمة التي كانت تعمل على تشويه الإسلاميين عموما والسلفيين بشكل خاص". وحول قول السلفيين بعدم الخروج على الحاكم الظالم بما يعني ولاءهم له، قال المقطري: "لا أنكر أن هناك فصيلا داخل التيار السلفي يرى هذه الأفكار، غير أن جمهور السلفيين ضد الطغاة، وهذا سبب من أسباب عدم دخولهم في العمل السياسي، حتى لا يكونوا شركاء للطغاة في أفعالهم". وفيما يخص قضية المرأة قال المقطري: "لو أنشئ حزب سياسي سلفي فسيكون للمرأة الحق في الانتساب لهذا الحزب والحق في التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وسيكون لها الحق في عضوية البرلمان، على أن يكون لهذا البرلمان سلطة إصدار القوانين الإدارية والإجرائية دون أن يفهم على أنه سلطة تشريع تدخل في حيز التحليل والتحريم، أو تشرع ما يتعارض مع النصوص". وحول العلاقة مع التيار الإسلامي الأبرز في الساحة اليمنية المتمثل في التجمع اليمني للإصلاح-الذراع السياسي للاخوان المسلمين، قال الدكتور عقيل المقطري: "ستكون علاقتنا مع (الإصلاح) علاقة تعاون وتكامل في ما لا يتعارض مع الشرع والمصلحة.. سنستفيد من خبرتهم السياسية بحكم أنهم الأقدم، وسيستفيدون من توسع السلفيين في الأمور الشرعية والعقدية". وجاء هذا القرار مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن والمقررة يوم 21 من الشهر الحالي لانتخاب رئيس جديد لليمن في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، في وقت تستمر فيه التحضيرات من قبل اللجنة العليا للانتخابات التي تتكون من القضاة لإنجاز الجوانب الإجرائية والميدانية للتصويت للمرشح التوافقي، المشير عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس والذي سيدير مرحلة انتقالية ثانية تجرى فيها حوار وطني ودستور جديد قبل انتخابات تنافسية رئاسية بعد عامين يتبعها انتخابات برلمانية .