تشهد العاصمة صنعاء عودة مزدوجة من انتشار المسلحين التابعين لأبناء الأحمر ، وقوات الفرقة المنشقة بقيادة اللواء على محسن ، مع استحداث نقاط ومتاريس ، بل وتوسع المسلحين إلى مناطق جديدة ، فيما يعده مراقبون إعلان صريح بتعثر اللجنة العسكرية المشكلة لتحقيق الاستقرار والأمن عن انجاز مهامها في إنهاء المظاهر المسلحة بالعاصمة وعديد من المدن كما نصت عليه اتفاقية المبادرة الخليجية واليتها المزمنة لإنهاء الصراع في اليمن. ورصدت "الوطن" يوم الجمعة عودة كبيرة للمتاريس في الشوارع والأحياء الفرعية بشارع هائل باتجاه شارع الزبيري وبامتداد باتجاه الستين والزراعة، وفي الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية لأمانة العاصمة، مع انتشار مسلحي المعارضة والتابعة للفرقة المنشقة على نطاق واسع مصحوبا بالآليات من أطقم ومدرعات في تلك الشوارع والإحياء والتي كانت قد قلت في الشهر الماضي مع بدء عمل اللجنة العسكرية. ولوحظ توسع المسلحين في إحداثيات انتشار جديدة باتجاه منطقة السنينة وجوار وحول منزل نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ، مع استحداث نقاط عسكرية على امتداد الستين وحتى شارع الثلاثين الرابط مع شارع التلفزيون. وأكد شهود عيان إعادة انتشار كبير لميليشيات من الفرقة والتابعة للنفوذ القبلي من آل الأحمر والحزبي من مجاهدي الإخوان بمنطقة الحصبة وشوارعها الفرعية مع بقاء المتاريس الأولي ،واستحداث جديدة وحفر خنادق بالإحياء بمحيط الحصبة كاملا ، يرافقها تحضيرات جديدة بامتداد من شارع مازدا ومدينة صوفان وحتى حي النهضة وجامعة الإيمان المجاور لمعسكر الفرقة . وذكر شهود عيان ل"الوطن" أن تجمع متدفق خلال الأيام القلية الماضية لمسلحين ومليشيا جهادية في حي صوفان والنهضة والمملوكة في اغلب مساكنها لأولاد الأحمر لتسكين المسلحين وتخزين الأسلحة ، في حين تتواصل عمليات تدريب في منطقة ملاصقة لمعسكر الفرقة بهضبته باتجاه الإيمان وحتى مقابل المدينة الليبية. وتشير مصادر وثيقة الاطلاع ل"الوطن"، إلى إن اللجنة العسكرية دخلت في وضع التجميد من قبل عديد من أعضائها نتيجة عملهم وفق إستراتجية المراضاة و المداراة لأطراف صارت تهدد اليمن بمخاطر كبيرة ما أثر على الأداء ميدانياً سواء في مدينة تعز أو بالعاصمة صنعاء في حي الحصبة والجزء الشمالي والشمالي الشرقي والغربي منها ، والتي لم يتم انجاز أي نسبة مشجعة فيها أمام تزايد اعداد المواقع المستحدثة من قبل أولاد الاحمر والفرقة المنشقة خلافاً لاستمرار تدفق المقاتلين إلى الفنادق والمنازل والمباني التي مازالت تحت سيطرة أولاد الاحمر والفرقة وأخرى تم شرائها من السكان بالترهيب وفرض الأمر الواقع وتحويلها لثكنات عسكرية. وأعرب مراقبون للتطورات في البلاد عن خيبة الأمل من عمل اللجنة بابرز امتحان لها في إزالة المظاهر المسلحة بالعاصمة صنعاء باعتبارها من أولويات المهام لحل الأزمة اليمنية وفق اتفاق التسوية، معتبرين صمت اللجنة عن مسببات الإخفاق وأطرافه رغم ما تطلقه من إنذارات ومهل متعددة ، شجع أطراف النفوذ الساعية لتقويض الحل السلمي لمزيد من التمترس بل والتوسع عن ما كان قبل 23 نوفمبر 2011 تاريخ توقيع المبادرة الخليجية واليتها في الرياض من قبل المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه. وحذروا من واقع ما تشهده العاصمة من تصعيد ميداني تسلحي يرافق تكثيف الهجمات على معسكرات الجيش من وحدات الحرس الجمهوري على مشارف العاصمة وبوابتها الشمالية الشرقية ، ويرون في ذلك مؤشرات تحضيرية لإعمال عنف ومخطط انقلابي ينذر بتفجير الأوضاع وإعاقة الحل السلمي الماضي نحو انتخابات رئاسية مبكرة بدأ لها العد التنازلي والمقررة في 21 فبراير الجاري ، واصفين الأيام القلية القادمة بأنها من اخطر المراحل في تاريخ اليمن.