أعلنت المملكة العربية السعودية رفضها الدخول في أي مفاوضات أو مساومات مع تنظيم القاعدة للافراج نائب القنصل السعودي في محافظة عدن اليمنية عبدالله الخالدي المختطف لديهم، بينما تعهدت صنعاء بالسعي لتحريره. وجاء رفض السعودية مع تأكيدها بان قنصلها المختطف منذ اسبوعين من مدينة عدن جنوبي اليمن موجود لدى الفئة الضالة "تنظيم القاعدة الإرهابي". وأعلنت المملكة رفضها مثل هذه الأعمال الإرهابية بكل أشكالها وصورها، مطالبة بإخلاء سبيله. وكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في بيان أمس، تفاصيل اتصال أجراه المدرج على قائمة المطلوبين ال 85 مشعل الشدوخي من جعار في أبين، بالسفير السعودي في اليمن علي الحمدان مؤكداً سلامة الخالدي ومطالباً مقابل الإفراج عنه بإخلاء سبيل موقوفين "نساء" في المملكة، ومهدداً بشن هجمات بما فيها تفجير سفارات أو اغتيال أمراء. وأكد مساعد وزير الخارجية السعودي الأمير خالد بن سعود أن الوزارة ستعمل بكل جهودها لإطلاق سراح الديبلوماسي السعودي المختطف في اليمن عبدالله الخالدي، وأن ذلك بناء على توجيهات من خادم الحرمين وولي العهد ومتابعة يومية من وزير الخارجية للتنسيق مع المسؤولين في اليمن للإفراج عن المواطن الخالدي. ونسبت "الحياة" اللندنية يوم الأربعاء ل الأمير خالد بن سعود قوله ان «المملكة لا يمكن لها أن تدخل في مفاوضات أو أي مساومات مع تنظيم القاعدة الجهة الخاطفة». وأضاف: «الآن أثبت تنظيم القاعدة أنه يستهدف المواطن السعودي، واتضح للجميع زيف وادعاء أفراده»، متمنياً أن يعود الخاطفون إلى رشدهم ويدركوا جسامة ما وقعوا فيه». وشدد على انه «لا يمكن أن ندخل في مفاوضات أو أي مساومات، والمملكة لا تقبل الدخول في هذا الأمر، وهذا جندي يخدم أمته والمسؤولية هي مسؤولية الدولة المضيفة، ونحن في ضيافتهم، وأمن ديبلوماسينا مسؤوليتهم، ونحن متأكدون ولدينا ثقة كاملة بأن تتكلل الجهود بالنجاح». وسئل عن انمكان ان ترسل السعودية فريقاً أمنياً الى اليمن، فاجاب: «في الحقيقة لو ذهب فريق أمني إلى اليمن فإنه لا يوجد لديه ما يقوم به حالياً، ولكن لدينا الإمكانات والتوجيهات التي من أجلها نستطيع أن نسخرها لهذه القضية». وعلى ذات السياق أكدت مصادر في وزارة الداخلية اليمنية بدء تحرك عاجل للتثبت من صحة احتجاز الخالدي من قبل مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة في مديرية "جعار" بأبين جنوبي اليمن. ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن المصادر القول أن قضية اختفاء نائب القنصل السعودي عقب اختطافه من قبل مجهولين أحيطت منذ وقت مبكر لحدوثها بملابسات متداخلة، برز خلالها العامل الشخصي كدافع محتمل لجريمة الاختطاف القسري، مشيرة إلى أن السلطات اليمنية حرصت على التعامل بشفافية مع هذه القضية، وأتاحت المجال لفريق تحقيق أمني سعودي للمشاركة في التحريات والتحقيقات الهادفة إلى كشف ملابسات اختفاء الخالدي. ونوهت المصادر إلى أن السلطات الأمنية اليمنية دشنت تحريات مكثفة للتثبت من حقيقة احتجاز الدبلوماسي السعودي من قبل مسلحي تنظيم القاعدة بأبين، وأنها ستبادر بإجراء تحركات عاجلة في حال التثبت من ذلك، وبما يسهم في إنهاء مأساة احتجاز نائب القنصل السعودي في أسرع وقت. من جهتها، رفضت ادارة أمن عدن التعليق على ما تضمنه البيان الصادر عن تنظيم القاعدة في اليمن حول احتجاز التنظيم لنائب القنصل السعودي في عدن. واكتفى مصدر مسؤول بالمديرية بالقول إن القضية ستخضع لتحريات جادة ومكثفة للتثبت أولا من صحة ما تضمنه بيان القاعدة.