للمرة الأولى، سوف يستطيع العامة الاطلاع على عدد من الوثائق يزيد عددها على 6000 وثيقة، والتي تم الحصول عليها أثناء الغارة التي تم شنها العام الماضي على المجمع السكني الذي كان يقطنه بن لادن. وصرح مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية بأنه سوف يقوم بنشر الوثائق على الإنترنت اليوم الساعة التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وأعلن المركز، وهو مؤسسة أكاديمية في الأكاديمية العسكرية الأميركية بولاية نيويورك، عن نيته نشر النسخ الأصلية باللغة العربية، إلى جانب نشر ترجمات لها باللغة الإنجليزية. وجاء في بيان المركز «سوف يصدر المركز تقريرا قصيرا كدليل إثبات على وجود الوثائق، ولتقديم نظرة عامة على أبرز الأفكار التي تتضمنها». وقتلت القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية قائد تنظيم القاعدة في غارة على مجمعه السكني في أبوت آباد، في باكستان، واستولت على العديد من الوثائق وصفها مسؤولون وباحثون ب«الكنز الدفين». ووقع الحادث التاريخي المؤثر في الساعات الأولى من صباح الثاني من مايو (أيار) بتوقيت باكستان، بينما وقع في وقت متأخر من يوم 1 مايو بتوقيت واشنطن. وقد أنهت تلك الغارة مطاردة استمرت لما يقرب من 10 سنوات للمسلح المراوغ، الذي ترأس الشبكة الإرهابية التي هاجمت الولايات المتحدة الأميركية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2011. ولم يحدد المركز ماهية الوثائق التي سيتم نشرها وعددها. ويقول بيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن الوطني بمحطة «سي إن إن» ومؤلف كتاب «مطاردة الهاربين: البحث لمدة عشر سنوات عن بن لادن منذ 9/11 حتى أبوت آباد»، إنه تفحص بعض الوثائق من أجل البحث الذي يقوم به، وهي عبارة عن مذكرات رفعت عنها السرية، قام بكتابتها بن لادن وأتباعه. وأضاف أول من أمس قائلا «الوثائق التي ستنشر هي فقط الوثائق التي تمكنت من رؤيتها، والحقيقة القاسية أنها تتكون من مئات المئات من الصفحات». وفي عمود صحافي على موقع شبكة «سي إن إن» أول من أمس الثلاثاء، استنادا إلى الكتاب، أطلق بيرغن على بن لادن مسمى «المدقق العنيد». وأضاف أن بن لادن كان واهما عندما اعتقد أن جماعته «قد تستطيع إرغام الولايات المتحدة على تغيير سياستها الخارجية إذا تمكنت من شن غارة كبيرة أخرى». يشار إلى أن بن لادن كان مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي لأكثر الإرهابيين المطلوبين منذ عام 1999، وذلك بعد عام من اتهامه بالمسؤولية عن مقتل أكثر من 200 شخص في هجومين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. ويُنظر إلى بن لادن باعتباره مدبر الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، واستهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل بجانب آلاف الجرحى.( حريدة الشرق الاوسط )