تقرير خاص - بعد ساعات من مغادرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر اليمن أمس فجر مجهولون خط الأنبوب الناقل للغاز المسال الممتد من منطقة صافر إلى ميناء التصدير بمحافظة شبوة، شرقي البلاد، ، فيما عادت معظم المحافظات لتغرق بالظلام بعد اعتداء تخريبي جديد طال خطوط نقل الكهرباء الغازية بمحافظة مأرب. وعبرت مصادر دبلوماسية غربية في تصريح ل"الوطن" عن الأسف لربط بعض الأطراف المتطرفة في حكومة الوفاق والموقعين على التسوية الخليجية مسألة توفير مطالب شخصية وحزبية ضيقة بقالب اجتماعي محرض ، مقابل وقف التخريب وإعادة الكهرباء وإصلاح أنابيب النفط التي فجرت ، وهو ما يشكل عقابا جماعيا للشعب اليمني ولمصالح وحياة جميع أفراد المجتمع وتكريس ممنهج لاعاقة تنفيذ مبادرة الخليج واليتها المزمنة. واضافت "إن السلطات اليمنية طالبت من مجلس الأمن الدولي الذي ينعقد غدا الثلاثاء لقييم الأوضاع باليمن ، فرض عقوبات وملاحقة قانونية ضد زعماء قبليين ومراكز قوى في جبهة المعارضة الحاكمة ثبت تورطهم وتحريضهم على تفجير أنبوب نقل النفط في محافظة مأرب وضرب خطوط نقل الكهرباء من المحافظة إلى العاصمة وبقية المدن". وتعرض خط الأنبوب الناقل للغاز المسال بمحافظة شبوة للتفجير مجددا بعدما كانت شركة الغاز المسال أعلنت عن استئناف العمل في خط نقل الغاز بعد إصلاحه قبل ثلاثة أيام، وهو الناقل للغاز المسال من منطقة صافر بمأرب إلى ميناء التصدير في بلحاف شبوة على ساحل البحر العربي ..فيما لم تعلن الشركة حتى الآن تفاصيل التفجير وأضراره. وفي محافظة مأرب المجاورة تعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية بعد ساعة واحدة من مغادرة مبعوث الامين العام جمال بن صنعاء ظهر أمس الأحد لعمل تخريبي جديد بمنطقة الجدعان، ما أدى إلى خروج المحطة الغازية المنتجة للطاقة الكهربائية عن الخدمة، وانقطاع إمدادات الكهرباء عن مناطق البلاد. وقال مدير عام خطوط النقل ومحطات التحويل بالمؤسسة العامة للكهرباء المهندس محمد الشيباني أن خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب صنعاء 400 كيلو فولت ، تعرضت عند الدائرة الأولى لاعتداء تخريبي جديد بمنطقة الجدعان -مديرية مجزر بمحافظة مأرب بين البرجين 181 و 182. وبين أن الاعتداءات التي طالت خطوط النقل خلال العام الجاري بلغت 54 حادثة اعتداء منها 27 اعتداء على خط مأرب صنعاء و37 اعتداء على الدائرتين من خط بني الحارث جدر. وأشار إلى أن العام الماضي 2011م-المسمى عام الازمة الطاحنة باليمن- شهد 93 حادثة اعتداء على خطوط النقل منها 52 على خط نقل الطاقة الكهربائية مأرب صنعاء 400 كيلو فولت، وان الخسائر الناجمة عن تلك الاعتداءات تقدر بنحو 37 مليار ريال تشمل طاقة منقطعة وقطع غيار وتكاليف إصلاح. ولفت إلى أن تلك الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء ترتب عليها أضرار غير مباشرة على محطات التوليد الاخرى في المنظومة الوطنية، مشيرا إلى أن الاعتداءات التي تطال خطوط النقل تسبب في انخفاض العمر الافتراضي للمعدات والآلات على مستوى المنظومة ونفاذ مخزون قطع الغيار والذي يتم توفيره من الخارج بملايين الدولارات.. وقال :" الاعتداءات تسبب خطورة فنية تهدد المنظومة الوطنية الكهربائية بالكامل واستمرار تلك الاعتداءات سيؤدي إلى أن تكون النتائج كارثية وقد تؤدي إلى انهيار شامل لأجزاء المنظومة". وكان وزير النفط والمعادن في حكومة الوفاق الوطني المهندس هشام شرف عبدالله ندد بعمليات التخريب التي يقوم بها البعض من الخارجين عن النظام والقانون، ضد أنبوب نقل النفط في مأرب وأنبوب نقل الغاز والتي تستهدف مقدرات الشعب اليمني وتحاول النيل من جهود المجتمع الدولي وجهود أبناء اليمن في إنجاح التسوية السياسية وتنفيذ المبادرة الخليجية. وأكد وزير النفط أن اليمن تكبد ما يفوق الملياري دولار نتيجة التخريب المستمر لخط أنبوب نقل النفط بمأرب شمال غربي البلاد إلى ميناء التصدير برأس عيسى على البحر الأحمر منذ بداية الأزمة السياسية العام الماضي. وقال خلال زيارة ميدانية قام بها إلى محافظة مأرب شملت عدد من منشآت صافر البترولية وكذا المجمع الحكومي بعاصمة المحافظة" إن هذه الخسارة ألحقت أضرارا مباشرة بالاقتصاد الوطني وحرمت الشعب من الاستفادة من ثرواته الطبيعية وألحقت سمعة سيئة باليمن في جانب الاستثمار في مجال الصناعة النفطية التي يعول الوطن عليها كثير في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية ". وشدد الوزير هشام شرف على ضرورة العمل بتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية بشأن سرعة إصلاح أنبوب نقل النفط وعودة تصدير النفط من خلاله، مع وضع كل المعالجات الضرورية لحل أي إشكالات حول ما حدث من ضرر سابق في هذا الجانب. محافظ مأرب سلطان العرادة -المعين مؤخرا بقرار رئاسي- من جانبه تطرق والقيادات العسكرية والأمنية إلى تطورات الوضع في مأرب والمتطلبات الخاصة بتنمية المحافظة في عدد من المجالات وكذا ما يتعلق بالجهود التي تبذلها قيادة المحافظة والفعاليات المحلية والقبلية باتجاه حل الإشكالات المتعلقة بأنبوب النفط. وقابله تأكيد الوزير هشام شرف لقيادة محافظة مأرب وأبناء المحافظة بان المطلوب الآن هو إصلاح الأنبوب وضخ النفط، وسيليه برنامج متكامل يتناول احتياجات المحافظة وتطويرها وكذا حل الإشكاليات التي أدت إلى هذا الوضع ورفع أي مظالم مشروعة وتلبية الاحتياجات التنموية لمحافظة مأرب وتفعيل دورها الاقتصادي.