عبرت مصادر في حكومة الوفاق عن قلقها من تواجد ما قالت انها "جهات إيرانية وأخرى « تبشيرية» سواءً للنصرانية أو غيرها في إطار مُنظماتٍ إنسانيةٍ وحقوقية في اليمن لتمرير أجنداتها"، كاشفة عن اخطار الحكومة ل59 منظمة حقوقية وأهلية مشبوهة من دول عدة بمغادرة البلاد. وطلب مسؤولٌ يمني رفيع المستوى في حكومة الوفاق الوطني، بعد اجتماعه بمُمثلي تلك المُنظمات والمؤسسات، ضرورة مغادرة الأراضي اليمنية، ومعاودة طلب تراخيص رسمية للعمل في اليمن، عن طريق سفارات صنعاء في الدول التي قدمت منها تلك المنظمات. ونقلت صحيفة "الشرق" السعودية في عددها السبت عن مصدرٌ يمني فضل عدم الكشف عن هويته القول: إن وزير التخطيط الدولي محمد السعدي استدعى عددا من المشرفين على قرابة 59 مُنظمةً من عدة دول، من بينها إيران وطالبهم بضرورة مغادرة اليمن، والتقدّم للسفارات اليمنية في بلدانهم للحصول على تصاريح رسمية تُمكنهم من العمل في اليمن، إن رغبوا بالطبع في ذلك. ومن بين تلك الجهات والمؤسسات التي تعمل في إطارٍ حقوقي وإنساني، بالإضافة إلى المؤسسات الإيرانية، جهات « تبشير» سواءً للنصرانية أو غيرها ، ومؤسساتٌ يهودية، تعمد ترغيب «يهود اليمن» بزيارة إسرائيل، في إشارةٍ إلى احتواء واحتضان المنتمين للديانة اليهودية من اليمنيين-حسب مصدر الصحيفة. وعن المنظمات الإيرانية التي خصّها المصدر في الحديث، قال «بالتأكيد أن عمل المؤسسات والمنظمات الإنسانية غير المرخصة خصوصاً الإيرانية منها ليس في الصالح العام اليمني، وهي تعمل فعلياً على تمويل أنشطة مختلفة تعود بنهاية المطاف لزيادة النفوذ الإيراني على الأراضي اليمنية، وهذا أمر يستدعي مرحلةً مفصلية في مواجهتها حتى لا يتمكن العاملون عليها من بسط النفوذ الإيراني الموجود على الأرض عملياً في عدة مناطق في اليمن». وأقر المصدر بوجود ما وصفه ب « استغلال تلك المؤسسات والمنظمات للمعوزين والمحتاجين»، عبر تقديم الأموال لهم مقابل السير وفق خططهم، وتنفيذ أجنداتهم، لكنه أكد في ذات السياق أن الكثير من شيوخ القبائل على وجه التحديد، لو علموا بمغازي تلك الجهات، لما احتضنوا البعض منها، ونفذوا رغباتها المخفيّة بالتأكيد. وقال في هذا الإطار «هناك للأسف بعض من شيوخ القبائل قد تقاضى مبالغ مالية مقابل توفير الأمن القبلي لأعضاء تلك الجهات بحُسن نية، لكن بالتأكيد لو علموا بأهدافهم لما خضعوا لاستغلال تلك الجهات رغم فقرهم وعوزهم، حيث يُعاني العديد من هؤلاء الفقر وقلة الموارد، ومن هذا الجانب استطاعت بعض الجهات أن تنال ما تسعى له». وبرر المصدر سلوك هؤلاء الشيوخ بعدم حصولهم على التعليم في المرحلة الماضية، كما أن كثيرا منهم لم يأخذ حقه في الحكومات المدنية في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.مشيرا إلى أن عديد من تلك الجهات وغيرها تلعب على وتر الفقر والعوز وضعف البُنية الاقتصادية في اليمن، من أجل تحقيق أهدافها، واستهداف اليمن، لتنفيذ مآرب وأجندة خاصة بدأ الكثير منها يتكشّف بعد رحيل صالح.
