أبين - احتدمت المواجهات الضارية يوم الخميس بين قوات الجيش المسنودة بمقاتلي اللجان الشعبية، ومسلحي "أنصار الشريعة" الذراع المحلي لتنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوبي اليمن، مع مساعي الأخير لفك طوق الخناق الذي يفرض منذ أيام على بقايا معاقلهم في زنجبار وجعار بالتزامن مع عمليات برية وجوية لتطهيرها منهم. وأفادت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل"الوطن" بمقتل 22 من عناصر القاعدة في مواجهات ضارية استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة بمنطقة باتيس القريبة من مدينة جعار ،ومن جانب مقاتلي اللجان المساندة استشهد 8 على الأقل في تلك المواجهات ،فيما لقي نحو 8 من مسلحي تنظيم القاعدة مصرعهم في غارات جوية نفذها الطيران الحربي على مواقع يتمركزون فيها. ودارت تلك المواجهات يوم الخميس بين قوات الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة وبين عناصر تنظيم القاعدة وما يعرف ب"أنصار الشريعة" من جهة ثانية، عقب قيام الاخيرة بشن هجوم مكثف على منطقة باتيس التي يسيطر عليها مقاتلو القبائل بعد استعادتها قبل أسبوع في معارك خاضها مع الجيش ضد مسلحي التنظيم الاصولي. وأكدت المصادر أن اشتباكات ضارية وقصف متبادل شهدتها المنطقة في أعقاب الهجوم ،مشيرة إلى مصرع 18 من عناصر القاعدة منهم خمسة بالقرب من محل رامي للصرافة ،وخمسة في منطقة حلمة ،و8 في ضواحي منطقة باتيس ، فيما استشهد 8 من مقاتلي اللجان الشعبية. وأضافت أن مقاتلي اللجان الشعبية في باتيس التي تبعد 10 كيلومتر عن جعار معقل التنظيم الرئيسي ، دمروا سيارتين للإرهابيين من نوع " همر " واستولوا على منظومة اتصال وعدد من الدراجات نارية وأسلحة شخصية. وحسب المصادر فقد قامت قوات الجيش بقصف مدفعي مكثف على مناطق تمركز عناصر القاعدة في محيط باتيس،إلا انه لم ترد معلومات عن حجم الخسائر التي وقعت في صفوف عناصر التنظيم الإرهابي جراء القصف المدفعي . وذكرت مصادر عسكرية أن الطيران الحربي نفذ غارة جوية ظهر الخميس بالتزامن استهدفت عناصر القاعدة على طريق الدرجاج شقرة منطقة الكثيب ما أسفر عن مصرع خمسة من مسلحي القاعدة ،فيما لقي ثلاثة مصرعهم في غارة جوية استهدفتهم في منطقة الحصن المقبرة . وقال شهود عيان إن عناصر الإرهاب المهاجمة لمنطقة باتيس عمدوا إلى قصف منازل المواطنين بقذائف " آر بي جي " وهاون, ومنها منزل وكيل محافظة أبين أحمد غالب الرهوي والذي يقع جوار نقطة شرطة باتيس حيث تعرض لقصف عنيف وشوهدت النيران تندلع فيه. ويعد الهجوم الذي شنته عناصر القاعدة يوم الخميس في منطقة باتيس محاولة من مسلحي القاعدة العناصر لفتح جبهة جديدة ولتخفيف الضغط على عناصر التنظيم الإرهابي التي تلقت ضربات موجعة في الأيام الأخيرة في المعارك الدائرة في مختلف جبهات القتال في محافظة أبين ، ومسعى لاحداث اختراق لفك طوق الحصار الذي يفرضه الجيش واللجان على بقايا معاقلهم تمهيدا لتطهيرها. وامس الاربعاء قتل 17 مسلحاً من عناصر ما يعرف ب"أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة في اشتباكات عنيفة دارت في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، حيث يواصل الجيش حملته ضد القاعدة التي استولت على المحافظة نهاية مايو 2011. وكان التنظيم صعد من هجماته الانتحارية وبشكل لافت مؤخرا مع تقدم الجيش نحو بقايا معاقل التنظيم في أبين "زنجبار وجعار" بجانب شقرة الساحلية ، فيما قال أمير تنظيم القاعدة في ولاية أبين حمزة الزنجباري أن أنصار الشريعة يمتلكون زمام المبادرة في الحرب الدائرة بينهم وأعداء «الشريعة من قوات نظام صنعاء وأوليائه الصليبيين في أبين» حسب وصفه في تصريحات نقلتها وسائل إعلام . وأوضح أمير القاعدة أن مقاتلي القاعدة ظاهرون على «عدوهم» ولهم اليد العليا في القتال، مشيرا إلى أن «المجاهدين» ينفذون ضربات نوعية ناجحة ضد قوات نظام صنعاء المدعومة أمريكيا ما أدى إلى عجزها عن التقدم ولو شبرا واحدا في مناطق سيطرة أنصار الشريعة. وكانت وزارة الدفاع اليمنية حضرت حركة السير في كل الطرق الداخلة والخارجة من وإلى محافظة أبين الجنوبية بسبب المعارك الدائرة مع تنظيم القاعدة في عدة محاور والتي انطلقت في 12 مايو الماضي . وقالت المنطقة العسكرية في بيان إنه تم قطع طريق العلم – زنجبار – شقرة التي تربط عدن بمحافظة أبين وطريق العرقوب وطريق أحور وطريق جحين – أمعين وطريق الحرور – جعار التي تربط محافظة لحج بأبين، وطريق جعار زنجبار الداخلية وطريق الخَبر – الوضيع. ودعت المنطقة العسكرية جميع المواطنين الالتزام بالحظر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم وحذرت أنه سيتم استهداف أي سيارة تسلك تلك الطرقات حتى إشعار آخر. وكان الجيش قد بدأ في 12 مايو الماضي عملية عسكرية موسعة لطرد مقاتلي القاعدة من محافظة أبين. ووفقاً لإحصائية حكومية فقد أسفر العمليات العسكرية حتى الآن عن مقتل 416 شخصاً بينهم 308 مسلحين للقاعدة و68 عسكرياً إضافة إلى 18 مدنياً و22 من الميليشيات الموالية للجيش.