كشفت مصادر دبلوماسية عن استياء المانحين المشاركين في فعاليات مؤتمر المانحين لليمن والذي بدات فعالياته امس بالعاصمة السعودية الرياض بمشاركة 30 دولة ومنظمة إقليمية ودولية مانحة- استيائهم – من خطاب رئيس حكومة الوفاق في اليمن محمد سالم باسندوة والذي تضمن مااعتبرته مصادر دبلوماسية ابتزازا للمانحين واساءة بالغة لليمنيين واستخدم رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوة، الشعب اليمني كفزاعة لتهديد الدول المانحة، بذات النبرة والخطاب الذي كان يستخدمه الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ونظامه، ولئن كان صالح يهدد بتحول اليمن إلى صومال أخرى، فباسندوة هدد بتحول اليمنيين إلى "قراصنة في البر". ففي نهاية كلمته المكتوبة، التي ألقاها أمس في مؤتمر الرياض، قال باسندوة، مخاطباً مندوبي الدول المانحة، إن "العالم كله سيدفع ثمن فشل اليمن، أنتم تعانون من الصومال وتحولهم إلى قراصنة في البحر،اليمنيون سيتحولون إلى قراصنة في البحر". ونقلت صحيفة (الشارع) الاهلية عن مصدر سياسي رفيع قوله : إن الكلمة المكتوبة لباسندوة لم يكن فيها هذه الفقرة التهديدية، مشيراً إلى أن رئيس حكومة الوفاق بدلاً من أن ينهي كلمته بشكر الحاضرين أرتجل هذه الفقرة التهديدية. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن كلمة باسندوة كتبت له هنا في اليمن،قبل سفره من قبله ومن قبل عدد من مستشاريه، وتمت مراجعتها ولم يكن فيها هذه الفقرة التهديدية، وأفاد المصدر بأن باسندوة زار، قبل يوم من سفره رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، وأطلعه على الكلمة المكتوبة، ولم يكن فيها هذه الفقرة، وهو الأمر الذي أكده للصحيفة في رئاسة الجمهورية، وذكر المصدر الساسي أن الرئيس هادي راجع الكلمة وأضاف عليها بعض التعديلات خلال مقيل القات الذي جمعه بباسندوة. وقال المصدر أن باسندوة التقى، الأحد الماضي، بعدد من سفراء الدول الأوروبية، الذين أبلغوه أن القدرة الاستيعابية لحكومته وقدرتها على الاستفادة من المساعدات الخارجية لم تختلف عن القدرة الاستيعابية للحكومة السابقة، في إشارة واضحة إلى عجز وفشل حكومته، لهذا أبلغوه أن مؤتمر الرياض سيكون مع خبراء من قبل دولهم للنظر في ما إذا كان لحكومته رؤية تنموية واضحة لاستيعاب المساعدات الخارجية، وسيتم تأجيل تقديم المساعدات إلي مؤتمر أصدقاء اليمن المقرر إقامته نهاية الشهر القادم في العاصمة الأمريكية نيويورك. وأوضح المصدر أن الدبلوماسيين الأوروبيين أبلغوا رئيس حكومة الوفاق أن دولهم لن تقدم، خلال الفترة الحالية، مساعدات في الجانب التنموي، بسبب عدم وجود رؤية واضحة من الحكومة في هذا الجانب، وسيكتفون بدعم الجانبين الأمني والعسكري، وعملية هيكلة قوات الجيش والأمن. وذكر المصدر أن باسندوة رد على الدبلوماسيين الأوروبيين بقوله: "الأفضل أن تساعدونا الآن قبل أن تتحول اليمن إلى صومال أخرى، حينها ستدفعون الثمن مضاعفا". وطبقاً للمصدر، فقد رد عليه أحد الدبلوماسيين بما نصه: "هذا الأسلوب من الخطاب لا يختلف كثيراً عن خطاب صالح، الذي كنتم أنتم، عندما كنتم في المعارضة، تعتبرونه ابتزازاً لنا في الدول المانحة، كما كنتم تعتبرونه إساءة لليمنيين أنفسهم". وأكد الدبلوماسي لباسندوة أن التحذير الذي وجهه لهم "غير مناسب". وذكر المصدر أن باسندوة لم يبلغ الرئيس هادي بما جرى بينهم وبين السفراء الأوروبيين، وبدلاً من التخلي عن أسلوب التهديد، عاد إلى تكراره بشكل سافر في مؤتمر الرياض أمس. وطبقا للصحيفة اليمنية في عددها اليوم فإن كل المبالغ التي أعلن تقديمها كمساعدات لليمن، أمس، في مؤتمر الرياض (6 مليارات و 400 مليون دولار) لن يتم تقديمها لليمن إلا في مؤتمر أصدقاء اليمن المقرر عقده في 24 الشهر الجاري في أمريكا بنيويورك باستثناء المبالغ التي تم التوقيع عليها في 3 اتفاقيات مع السعودية. * عن صحيفة الشارع