قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية إن الولايات المتحدة لا تعتبر الحكومة التي يتزعمها إسلاميون في مصر حليفا ولا عدوا. وواضح أن لهذا الموقف المطاط من رئيس الدولة الأعظم في العالم غايات انتخابية، حيث يريد أن يتبرّأ، وهو على أبواب الانتخابات، من أية علاقة بالإخوان، خصوصا وأن بوادر حملة اسرائيلية عليه بدأت توظف عمل واشنطن خلال سنوات حكمه على التمكين للإسلاميين، وهو ما تعده بعض الدوائر الاسرائيلية خطأ استراتيجيا لا يغتفر. وكثيرا ما "اتهم" أوباما ذاته بأنه مسلم في السر.. ما دفعه عديد المرات إلى اثبات مسيحيته ببعض التصريحات والانشطة الدينية. كذلك يتصل موقف أوباما بحادثة قتل السفير الامريكي في بنغازي وخشيته من أن يتهم بأن الحادث نتيجة لتساهله مع حكم الاخوان في العالم العربي. وقال أوباما لتلفزيون تيليموندو وهو شبكة تبث ارسالها باللغة الاسبانية بعد ان هاجم حشد من المتظاهرين الغاضبين بسبب فيلم يعتبرونه مسيئا للاسلام السفارة الامريكية في القاهرة "لا أعتقد اننا سنعتبرهم حليفا لكننا لا نعتبرهم عدوا." وقال ان الحكومة المصرية التي تم تشكيلها حديثا والتي انتخبت ديمقراطيا تحاول ان "تتلمس طريقها". وقال الرئيس الامريكي في المقابلة التي بثت بالكامل الخميس انه إذا اتخذ مسؤولو الحكومة اجراءت تبين "أنهم لا يتحملون المسؤولية" فانه في هذه الحالة "ستكون هناك مشكلة كبيرة". وتزامن الهجوم على السفارة الامريكية في القاهرة مع هجمات على القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي الليبية أسفرت عن قتل أربعة دبلوماسيين امريكيين بينهم السفير الامريكي. وتعكس تصريحات اوباما قلقا امريكيا متزايدا بعد الهجوم على السفارة في القاهرة بشأن الرئيس الاسلامي الجديد في مصر محمد مرسي الذي تولى السلطة في يونيو حزيران بعد اول انتخابات حرة تشهدها البلاد. وكانت الولايات المتحدة حليفا مقربا من مصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وتقدم 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية لمصر بالاضافة الى مساعدات اخرى. وطالب اوباما في نهاية الامر مبارك بالتنحي عندما واجه احتجاجات حاشدة في اوائل عام 2011 . لكن الرئيس الامريكي لقي انتقادات لانه استغرق وقتا اطول مما ينبغي لتأكيد التأثير الامريكي. وقال البيت الابيض الخميس ان اوباما تحدث مع زعيمي مصر وليبيا لبحث العنف ضد مقار البعثات الدبلوماسية الامريكية. واضاف البيت الابيض ان أوباما في مكالمته مع مرسي قال ان مصر "يجب ان تتعاون مع الولايات المتحدة في تأمين الافراد والمنشآت الدبلوماسية الامريكية". * العرب اون لاين