قتل أكثر من 50 شخصاً في تفجير انتحاري وقع، أمس، بالقرب من مقر حزب البعث في دمشق، بحسب ما ذكر مصدر رسمي سوري، وتلاه بعد أقل من 3 ساعات إطلاق قذيفتي هاون على مبنى الأركان في العاصمة . وقتل 18 شخصاً في غارة من طائرة حربية أصابت مشفى ميدانياً في مدينة درعا جنوبي سوريا، بحسب المرصد . ودوى بعيد العاشرة من صباح أمس انفجار قوي في حي المزرعة في وسط دمشق، تبين أنه ناتج عن تفجير انتحاري بسيارة مفخخة بالقرب من مقر حزب البعث في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان . وأورد الإعلام الرسمي السوري خبر "التفجير الإرهابي الانتحاري"، مشيراً إلى أنه "وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسة"، ما أوقع العديد من القتلى والإصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس وأدى إلى نشوب حريق في عدد كبير من السيارات بالمنطقة . وأوردت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه وصل إلى المشافي العامة والخاصة بدمشق جثث 53 قتيلاً و235 جريحاً جروح بعضهم خطرة نتيجة التفجير . وأضافت أن "العدد قابل للزيادة بسبب الإصابات الحرجة لبعض المصابين" . وأشار المرصد إلى أن بين القتلى "ما لا يقل عن 9 عناصر من القوات النظامية"، موضحاً أن معظم القتلى والمصابين من "المدنيين من سكان المنطقة أو مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة" . وبثت قناة "الإخبارية السورية" صوراً لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارات تحترق ودمار كبير . ولحقت أضرار بالسفارة الروسية نتيجة التفجير . وقال أحد سكان المنطقة للتلفزيون السوري "هذا ليس إجراماً . هذا إرهاب . أهلنا ونساؤنا وأعراضنا هتكوها . هل تسمون هذا إسلاماً؟" . وبعد وقت قصير من التفجير، أفاد المرصد عن انفجار "سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز أمنية في منطقة برزة" في شمال دمشق، تلتهما اشتباكات . وبعد نحو 3 ساعات، ذكرت قناة "الإخبارية" أن "إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون" على مبنى الأركان في دمشق . والمبنى قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 سبتمبر/أيلول . ودان الائتلاف السوري المعارض، في بيان، "التفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق"، مؤكداً أن "أي أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أياً كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها" . وهي المرة الأولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم إلى النظام السوري . وقتل 18 شخصاً في غارة من طائرة حربية أصابت مشفى ميدانياً في درعا، بحسب ما ذكر المرصد الذي قال في بيان إن 18 شخصاً قتلوا في قصف من طائرة حربية على المشفى الميداني الواقع بين حي طريق السد ومخيم النازحين في مدينة درعا . وبين الجرحى 8 مقاتلين معارضين و3 مسعفين من المشفى وطفلة وامرأة . وفي مدينة حلب (شمال)، قتل 5 أشخاص هم رجل و 4 أطفال في قصف بالطيران الحربي على حي الميسر . كما قتلت طفلة في قصف على بلدة حيان في محافظة حلب . ودانت وزارة الخارجية الروسية التفجيرات . وحثت الدول والجهات المؤثرة على "المتطرفين والأصوليين في سوريا" لوقف فوري لهذه الأعمال "الإرهابية" والعنف . كما دانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، القيادة العامة، بشدة التفجير . وقالت إن "هذا الهجوم الإرهابي الرخيص هو وصمة عار في جبين قوى الإرهاب وداعميهم ومموليهم من دول إقليمية ودولية" . إلى ذلك أفادت تقارير عدة أن الجيش الحر استهدف مواقع لحزب الله في الهرمل شرقي لبنان، إلا أن مصدراً أمنياً لبنانياً "نفى نفياً قاطعاً تعرض الأراضي اللبنانية لأي قصف أو سقوط قذائف" . (وكالات)