- توقعت مصادر متطابقة أن يصدر الرئيس عبدربه منصور هادي في غضون الساعات القليلة القادمة قرارات عسكرية جديدة استكمالاً لخطة إعادة توحيد الجيش المنقسم، وذلك لإشاعة أجواء الثقة بالمؤتمر الوطني للحوار الجاري في اليمن والنتائج التي ستتمخض عنها. وقالت مصادر عليمة أن القرارات المرتقبة للرئيس هادي القائد الاعلى للقوات المسلحة تأتي تكميلية للقرار الخاص بتوحيد الجيش بينها قائمة التعيينات لقيادات المناطق العسكرية السبع المحددة في القرار الرئاسي الخاص بالمكونات الرئيسية لهيكل الجيش، الذي صدر في التاسع عشر من ديسمبر الماضي . وكانت مصادر عسكرية يمنية مطلعة قالت في وقت سابق أن الرئيس عبدربه منصور هادي، رفض ترشيحات تقدم بها القائد العسكري المثير للجدل اللواء علي محسن الأحمر لتعيين قادة للمناطق العسكرية السبع التي تم تحديدها في قرار الرئيس هادي العام الماضي، كما جدد الاحمر رفضه إنفاذ القرارات السابقة لحين اعتماد ترشيحاته المقوية لنفوذه وحزبه "الاخوان" داخل المؤسسة العسكرية وحتى يتم اجتثاث القيادات العسكرية غير الواليه له، وهو ما تسبب في أزمة بين الرجلين، ولا يعرف مدى التوصل لتسوية مرضية للاحمر الذي انشق بقواته عن الجيش النظامي منذ تفجر ازمة الصراع على السلطة مطلع 2011. المصادر اشارت إلى أن القرارات الرئاسية التكميلية لقرار توحيد وانهاء انقسام الجيش وفق المكونات الرئيسة الجديدة لهيكل الجيش أنجزت بشكل نهائي وأصبحت على مكتب الرئيس وسط توقعات بإصدارها خلال الساعات القادمة . وأكدت مصادر عسكرية أن خطة إعادة الهيكلة محددة بمرحلتين تتضمن الأولى البدء بتوزيع القوات العسكرية على المناطق السبع المحددة في القرار الرئاسي الخاص بتوحيد الجيش؛ فيما تقضي المرحلة الثانية بوضع الأطر والمحددات القانونية واللوائح التنظيمية لعمل القوات المسلحة وتحديد مهامها وفق نص دستوري سيتضمنه الدستور الوطني الجديد المزمع إعداده وطرحه للاستفتاء قبل أكتوبر من العام الجاري . والتقى الرئيس هادي يوم أمس بسفراء الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وذلك بعد أيام من زيارة قام بها إلى روسيا الاتحادية ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين . وأكدت مصادر رسمية أن هادي ناقش مع السفراء المستجدات والتطورات الجارية في البلد على المستويات الأمنية والاقتصادية وسير تنفيذ التسوية السياسية وفقاً لمعطيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بخاصة ما يتصل منها بمخرجات الحوار الوطني الشامل، الذي انطلق في الثامن عشر من شهر مارس الماضي، والذي أكد هادي أنه "مثل محطة استراتيجية مهمة في طريق خروج اليمن من الأزمة" . وأشار هادي إلى ان ما تم إنجازه حتى الآن يعتبر شوطاً كبيراً وناجحاً بكل مقاييس وأنه سوف يتم اتخاذ الخطوات والقرارات المطلوبة والتي كان يفترض أن تتم في عام ،2012 في إشارة إلى تأخره في إصدار القرارات العسكرية المكملة لقراره إنهاء التمرد والانقسام بالجيش الذي أصدره في التاسع عشر من شهر ديسمبر من العام الماضي، مبرراً ذلك بأنه "ليس هناك أي طريق آخر" . وأكدت المصادر الرسمية أن اللقاء بين هادي وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية ناقش "المتطلبات والقرارات التي يلزم اتخاذها وكيفية دعم الحوار والترتيبات المطلوبة بكل صورها وأشكالها" . وكانت مجموعة الأزمات الدولية قد طالبت الرئيس هادي بضرورة التحرك لإنهاء الانقسام في الجيش، معتبرة أن كل يوم تأخير يزيد الأوضاع تعقيداً، لاسيما مع حديث التقرير الصادر قبل ايام عن أن القرارات التي اصدرها الرئيس هادي حتى الان ،صبت نحو إضعاف معسكر صالح بالمؤسسة العسكرية ، لكنها قوت نفوذ القيادي العسكري المنشق بقواته عن الجيش علي محسن الاحمر، ما بات يشكل خطرا مضاعف يهدد مؤسسة الجيش بمزيد من التفكك. ونصحته بأن يقوم بتعيين نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح،العميد الركن احمد الذي يقود الحرس الجمهوري ،واللواء الركن علي محسن الأحمر، الذي يقود المنطقة الشمالية الغربية أو يستثنيهما معاً من أية تعيينات، معتبرة أن تعيين أحدهما واستبعاد الآخر ستكون له تداعيات خطيرة على الوضع العام والعسكري على وجه التحديد .