تقرير خاص - سجل ارتفاع منسوب المياه في سد مأرب الشهير والتاريخي في اليمن أعلى مستوى قياسي له منذ إعادة بنائه وتدشينه في ثمانينيات القرن الماضي نتيجة استمرار تدفقات سيول الأمطار الغزيرة التي لم تشهد البلاد وعديد من دول الخليج مثيل لها منذ سنوات طويلة. وحتى ظهر أمس الأربعاء بلغت كمية المياه في سد مأرب 124 مليون متر مكعب مع الطمي ، فيما لا تزال سيول الأمطار في تدفق للسد من مساقط المياه في المرتفعات المحاذية للسد من الناحية الشرقية التي تشمل جبال مراد بمأرب، ورداع بالبيضاء، وجبال خولان صنعاء. وتبلغ سعة السد التخزينية 400 مليون متر مكعب، ومساحة بحيرته 30 كيلوا متر مربع.. ويرتفع الحاجز الترابي للسد 40 متراً، وبطول 780 مترا ًعند القمة وعرض 6 أمتار ،ويتبعه سدان تحويليان وقناة رئيسية بطول 50 كم. وبرغم تطمينات رسمية بان مستوى المياه التي بلغها السد حتى الآن، لا تعد مؤشرا خطيرا الا انه نادر الحدوث بهذا المقياس ، غير أن مسئولين على السد المحوا إلى مخاطر حقيقية ، لافتين إلى أن قراءات معدل تدفق السيول اليومي إلى السد من مناطق مساقط الأمطار والسيول على النحو الحاصل ، كبيرة جدا ، وقد ترفع منسوب المياه لمستوى خطر من سعة وارتفاع السد للمرة الأولى في تاريخه الحديث. وقال مدير مكتب الزراعة والري بمحافظة مأرب منصر مجيديع ان كمية المياه التي دخلت منذ القراءة الاولى قبل ظهر الثلاثاء إلى ظهر أمس الاربعاء فقط بلغت 54 مليون متر مكعب ،وهو معدل يمثل ثلاثة أضعاف المعدل المعتاد منذ سنوات والمسجل كميته بارتفاع خمسة أمتار يوميا . وعلى مدى التاريخ الحديث للسد لم يتخطى ارتفاع مياه بحيرته ال50 مليون مترا مكعبا ، وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها المعدل إلى ما يقارب نصف السعة التخزينية ، وسط توقعات دخوله مرحلة الخطر بمؤشرات التدفق اليومي- الغير مسبوق -من السيول الداخلة إليه. وكان سد مأرب قد سجل ارتفاعا في منسوب المياه العام الماضي تحت سقف 50 مليون متر مكعب بما كفي لري نصف موسم زراعي بعد أن كان قد اشرف على الجفاف.