قرر عشرات الصحافيين الفلسطينيين عدم تغطية زيارة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، التي لاقت ترحيباً كبيراً من حركة «حماس» وحكومتها، ورفضاً شديداً وانتقادات لاذعة من عدد من الفصائل والهيئات والمثقفين والكتاب والصحافيين والشخصيات الاعتبارية. وجاء قرار الصحافيين في أعقاب اعتداء عدد من رجال الشرطة التابعة للحكومة التي تقودها «حماس» على خمسة من زملائهم وتوقيفهم في مركز للشرطة نحو 45 دقيقة أثناء تغطيتهم وقفة سلمية نظمتها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مساء أول من أمس في مدينة خان يونس جنوب القطاع احتجاجاً على الغارات الاسرائيلية على سورية. وندد صحافيون و «الجبهة الشعبية» ومؤسسات حقوقية واعلامية ب «الاعتداء الهمجي» على المعتصمين والصحافيين . وكان مقرراً تنظيم اعتصام للصحافيين ليل الاربعاء - الخميس، وهو الموعد المقرر لوصول القرضاوي الى غزة في زيارة تعتبر الأولى من نوعها منذ سيطرت «حماس» على القطاع بالقوة، يرافقه خلالها وفد من العلماء. وخلال الزيارة، سيعقد القرضاوي مؤتمراً صحافياً قبل أن يزور بيت الزعيم الروحي لحركة «حماس» الشهيد الشيخ أحمد ياسين، كما سيشارك في مؤتمر نصرة الأقصى والأسرى، ويلتقي الوفد ممثلين عن عائلات الأسرى والشهداء، تعقبه المشاركة في مهرجان جماهيري في ملعب اليرموك. ووصف عضو المكتب السياسي ل«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» رباح مهنا الاعتداء على الصحافيين «بالهمجي»، مستغرباً «هذا السلوك من الشرطة التي كان يجب أن تقوم بحماية المتضامنين وليس الاعتداء عليهم، خصوصاً أنهم يتضامنون مع بلدٍ عربي شقيق تعرض الى عدوان غاشم من العدو الصهيوني». كما نقلت "الحياة" اللندنية عن عضو اللجنة المركزية ل «الشعبية» جميل مزهر قوله إن «المتظاهرين تعرضوا الى الضرب بالعصي، ما أوقع ثلاث إصابات في صفوفهم»، مستنكراً «سياسة القمع وتكميم الأفواه من أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة». وفي بيان ثان، أعلنت «الشعبية» أنها «لن تشارك في استقبال ... القرضاوي بناءً على الدعوة التي وجُهت اليها، تعبيراً عن رفضها المواقف السياسية المعادية لمصالح الشعوب العربية التي أطلقها القرضاوي، وبالذات ما يتعلق بمطالبته بالتدخل الاستعماري الغربي في سورية وليبيا، إضافة إلى مواقفه الفئوية التي من شأنها تعزيز الطائفية في بلداننا العربية».