أكدت مصادر سياسية ل"الوطن" أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ، لا يزال يجري مشاورات مع القوى السياسية ورعاة المبادرة الخليجية لإجراء تغيير لحكومة الوفاق الانتقالية بعد تصاعد إخفاقاتها ، وانحدار اليمن نحو انهيار كامل للدولة. وقالت المصادر بأن المشاورات التي يجريها الرئيس هادي منذ يوم أمس لا تزال متعثرة حول إحداث تغيير وزاري يشمل رئيس حكومة الوفاق الانتقالية محمد باسندوة وعدداً من الوزراء محسوبين على الطرفين المشكلين للحكومة الانتقالية بمقتضى التسوية الخليجية، وهما المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وتكتل اللقاء المشترك وشركاؤه ، وبمساعي لإحداث تغيير حقيقي ينعكس آثاره في العملية السياسية وعلى حياة المواطنين بشكل واقعي وملموس. ولم تحدد المصادر توقيت الكشف عن هوية الشخصية التى ستخلف رئيس حكومة الوفاق الحالي في رئاسة الحكومة، ولا الوزراء الذين سيشملهم التغيير المقبل ، لكنها قالت أن الرئيس هادي، يتحرك على حقل ألغام. وكانت مصادر إعلامية تحدثت يوم الأربعاء عن تقديم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة استقالته للرئيس عبدربه منصور هادي ، ولتكتل المشترك الذي يمثله ، حيث أشار باسندوه لرغبته في اعتزال العمل السياسي، بسبب الغضب الشعبي على حكومته الموصوفة بحكومة الفساد و"الإخفاق الوطني" ، وطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي تعيين رئيس وزراء جديد .. لكن هادي تحفظ على البت فيها حتى إكمال المشاورات المتأرجحة بين تشكيل حكومة جديدة ، او تعديل وزاري محدود. وفشل مجلس الوزراء اليمني يوم الأربعاء في انعقاد اجتماعه الدوري برئاسة باسندوة ، حيث تعذر حضور الأخير وعديد من الوزراء على إيقاع انباء التغيير المرتقب للحكومة. وعقد الرئيس عبدربه منصور هادي يوم الاربعاء لقاء مع سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وهم القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية كيرن ساساهارا وسفير جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بيتروفيتش ديدوشكين وسفيرة المملكة المتحدة جان ماريوت وسفير جمهورية فرنسا فرانك جيله وسفير جمهورية الصين الشعبية تشانغ هوا ، بحث مستجدات الأوضاع في اليمن. وطبقا لوكالة سبأ الرسمية فقد أكد الرئيس هادي أن المرحلة القادمة ستكون هامة في مسار عملية التحول في اليمن والتي يتطلب معها دعم ومساندة المجتمع الدولي لتحقيق التطلعات التي يتوق لها أبناء اليمن من خلال التنفيذ الخلاق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي إقرار وثيقتها النهائية يوم أمس. وكان تكتل أحزاب اللقاء المشترك الحاكمة في اليمن ، اقر أمس في بيان وللمرة الاولى بفشل الحكومة الانتقالية بقيادة الإخوان الممسكين بالملف الأمني ، داعيا رئيس الجمهورية لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة تتعلق بتغييرات في قيادة عدد من الاجهزة الامنية وتحديدا الامن القومي والامن السياسي ووزارة الداخلية نظرا للفشل الذريع في أداء مهامها. وكشفت يومية صحيفة الشارع الاهلية في عددها الأربعاء عن " حرب وراء الكواليس" أوقفت قرارات تغيير كان رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، يعتزم مساء الأمس الثلاثاء إصدارها، بينها قرار جمهوري، يقضي بإقالة وزير الداخلية الاخواني اللواء الركن عبدالقادر قحطان، وتعيين بدلا عنه عبدالقادر هلال-أمين العاصمة الحالي، مشيرة وعلى لسان مصدر رئاسي رفيع إلى أن قيادة التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن"، واللواء علي محسن الأحمر-مستشار هادي لشئون الدفاع والأمن ، اعترضوا على ذلك، وأوقفوا عملية صدور القرار، مهددين الرئيس هادي بإسقاطه عبر ما أسموه ثورة تصحيحية إن تم ذلك. وكان الرئيس هادي أعلن لدى حضوره الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار يوم أمس وعلى إيقاع اغتيال الدكتور احمد شرف الدين استاذ القانون بجامعة صنعاء وأحد ممثلي مكون انصار الله –الحوثيين- في مؤتمر الحوار، أعلن عن عزمه اتخاذ قرارات تتعلق بتغييرات واسعة في الأجهزة الأمنية وأنه سيتوجه إلى اللجنة الأمنية العليا عقب ذلك..وأضاف "سأتخذ قرارات قوية خلال الساعات القادمة، وأدعو الجميع إلى الوقوف بجانبي من أجل اليمن". وتحدثت تقارير محلية عن وجود ضغوطات دولية لتغيير حكومة الوفاق الانتقالية الموصفوفة بالفاشلة ، وقالت أن نصائح تركزت حول ضرورة تشكيل حكومة كفاءات جديدة. يذكر أن وثيقة الحوار النهائية المقرة أمس بختام جلسات الحوار اليمني ، خولت في ضمانات التنفيذ للمخرجات ، خولت لرئيس الجمهورية بممارسة صلاحياته الدستورية للتغيير في الحكومة بما يضمن تحقيق الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية ، وكذلك الأجهزة التنفيذية الأخرى على المستوى المركزي والمحافظات لضمان الشراكة الوطنية والكفاءة.