أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، أن النزاع السوري يعتبر أكبر أزمة لاجئين في العالم، إذ أجبر 40% من السكان على ترك منازلهم . وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن الصراع الذي تعيشه سوريا منذ ثلاثة أعوام، شرد أكثر من 9 ملايين سوري حتى يومنا هذا . وفر أكثر من 5 .6 مليون شخص داخل سوريا، بينما فر 6 .2 مليون إلى البلدان المجاورة، وقال غوتيريس "من غير المعقول أن كارثة إنسانية بهذا الحجم تتكشف أمام أعيننا مع عدم وجود تقدم ملموس لوقف سفك الدماء"، وأشار إلى أن الأغلبية الساحقة من اللاجئين لم تستقبلهم الدول الغنية، لكن استقبلتهم، مصر والعراقوالأردنولبنانوتركيا، وهي دول ذات اقتصاد ضعيف، وأضاف "يجب عدم ادخار أي جهد من أجل تحقيق السلام وتخفيف معاناة شعب لا ذنب له يحاصره النزاع ويرغمه على الرحيل عن بيته وأهله وعمله ومدرسته". وفي لبنان، يقارب عدد اللاجئين المليون وقد يصل إلى 1،6 مليون بحلول نهاية العام، وقالت المفوضية إن "لبنان يعتبر أصلا البلد الذي يضم أكبر عدد من اللاجئين في التاريخ الحديث مقارنة بعدد سكانه"، ويقدر أن اللاجئين السوريين يقتربون من نسبة 20% من سكان لبنان. وأضافت أن ذلك شبيه بوجود 19 مليون لاجئ في ألمانيا أو 73 مليوناً في الولاياتالمتحدة، كما وصل قرابة 584 ألف لاجئ إلى الأردن و634 ألفاً إلى تركيا و226 ألفاً إلى العراق . وقال غوتيريس "تخيلوا العواقب الاقتصادية والاجتماعية الكارثية لمثل هذه الأزمة على لبنان أو الدول الأخرى في المنطقة"، داعياً إلى دعم دولي أكبر للاجئين . وباستثناء تركيا، فإن 4% فقط من اللاجئين السوريين وصلوا إلى أوروبا، حسب غوتيريس الذي وجه إنذارا من المخاطر المتزايدة التي لا يواجهها اللاجئون للتسلل إلى أوروبا، وقال "ما هذا العالم الذي يخاطر فيه سوريون يهربون من نزاع دام بحياتهم من أجل العثور على الأمان وعندما ينجحون بذلك يعادون إلى الحدود؟" . ودعت المفوضية أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا المحيط الهادئ إلى استقبال 30 ألف لاجئ سوري على الأقل هذا العام ومئة ألف آخرين في 2015 و2016 . (وكالات)