عواصم (وكالات) - أكدت الأممالمتحدة الليلة قبل الماضية، أن عدد السوريين الذين اضطروا للفرار من منازلهم جراء النزاع الدامي المتفاقم والذي دخل عامه الرابع، تخطى عتبة 9 ملايين بينهم 2.5 مليون لاجئ وأكثر من 6.5 مليون شخص تشردوا بالداخل، ما يعادل 40% من سكان البلاد، مشكلاً أكبر عملية نزوح في العالم. من جهتها، حذرت ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، من أن سوريا باتت واحدة من أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للأطفال، محذرة من أن الأزمة تزداد سوءاً في سوريا وقد يفقد جيل كامل من الأطفال. في الأثناء، استمرت أعمال العنف المتصاعدة على كافة المناطق المتوترة، حيث تواصلت عمليات القصف والمواجهات العنيفة بتركيز على جبهات يبرود في القلمون بريف دمشق، تزامناً مع اشتباكات في محيط مدينة حماة، حيث سيطر مقاتلو المعارضة على مواقع عدة بعد 3 أسابيع من المواجهات، فيما تعرضت قرى وبلدات ريف حلب لعدة غارات جوية بالبراميل المتفجرة. وفي تطور متصل، انسحب مقاتلو ما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة ب «داعش» من محافظتي إدلب واللاذقية، في اتجاه محافظتي الرقة أبرز معاقلهم، وحلب بحسب ما أفاد المرصد الحقوقي أمس، مبيناً أن «جبهة النصرة» التابعة ل «القاعدة» تسلمت المراكز التي انسحبت منها داعش، مشيراً إلى أن هذه الخطوة نجمت عن أن التنظيم الإرهابي «لم يعد قادراً على حماية مقاتليه» في تلك المناطق، مع تواصل المعارك مع تشكيلات معارضة أخرى. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف أمس الأول، أن النزاع السوري تسبب في أكبر أزمة لاجئين في العالم حيث أنه أجبر 40% من السكان على ترك منازلهم. وشدد رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس بقوله «من غير المقبول أن تحصل كارثة إنسانية بهذا الحجم أمام أعيننا دون أي مؤشر على تقدم من أجل وقف حمام الدم». وقال إن الصراع الذي تعيشه سوريا منذ 3 أعوام، شرد أكثر من 9 ملايين مواطن سوري حتى الآن. وتشرد أكثر من 5ر6 مليون شخص داخل سوريا، بينما توجه 6ر2 مليون شخص إلى دول الجوار، مشيراً إلى أن الدول الغنية لم تستضف الأغلبية الساحقة من اللاجئين، ولكن استضافتهم مصر والعراقوالأردنولبنانوتركيا، مما شكل عبئاً على اقتصادياتها وبنيتها التحتية. وأضاف جوتيريس إن العدد الإجمالي للأشخاص الذين فروا من ديارهم في سوريا يتجاوز الآن 40% من سكان البلاد التي مزقتها الحرب، مؤكداً أن ما لا يقل عن نصف مجموع النازحين هم من الأطفال. وأضاف جوتيريس «يجب عدم ادخار أي جهد من أجل تحقيق السلام وتخفيف معاناة شعب لا ذنب له يحاصره النزاع ويرغمه على الرحيل عن البيت والأهل والعمل والمدرسة». وتابعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن «لبنان يعتبر أصلًا البلد الذي يضم أكبر عدد من اللاجئين في التاريخ الحديث مقارنة بعدد سكانه». وتقدر المفوضية أن اللاجئين السوريين يقتربون من نسبة 20% من سكان لبنان. وأوضحت أن ذلك شبيه بوجود 19 مليون لاجئ في ألمانيا أو 73 مليوناً في الولاياتالمتحدة. كما وصل قرابة 584 ألف لاجئ إلى الأردن، و634 ألفاً إلى تركيا، و226 ألفاً إلى العراق، بحسب الأممالمتحدة. وتابع جوتيريس «تخيلوا العواقب الاقتصادية والاجتماعية الكارثية لمثل هذه الأزمة على لبنان أو الدول الأخرى في المنطقة»، داعياً إلى دعم دولي أكبر للاجئين. وباستثناء تركيا، فإن 4% فقط من اللاجئين السوريين وصلوا إلى أوروبا، بحسب جوتيريس الذي وجه تحذيراً من المخاطر المتزايدة التي يواجهها اللاجئون عند التسلل إلى أوروبا. وقال «ما هذا العالم الذي يخاطر فيه سوريون يهربون من نزاع دام بحياتهم من أجل العثور على الأمان وعندما ينجحون في ذلك يعادون إلى الحدود؟». ودعت المفوضية العليا للاجئين أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا المحيط الهادئ إلى استقبال 30 ألف لاجئ سوري على الأقل هذا العام ومئة ألف آخرين في 2015 و2016. ... المزيد الاتحاد الاماراتية