تصاعدة بؤر التوتر والقلاقل الأمنية الممتدة في عدد من المدن الرئيسة في اليمن ، لتضفي المزيد من التعقيدات على المشهد اليمني المضطرب سياسيا واقتصاديا في ظل فراغ للسلطة ، وعلى نحو كارثي. وشهدت عدد من مدن الجنوب يوم الخميس أعمال عنف وهجمات متفرقة ، اتساقا مع مظاهر حالة الانفلات الامني في عديد من محافظات البلاد. واندلعت اشتباكات مسلحة منذ ظهر الخميس بين جنود من الجيش اليمني ومسلحين مجهولين في ساحة الشهداء بالمنصورة بمحافظة عدنجنوبي البلاد. ووقعت الاشتباكات بعد أن شن مسلحين مجهولين هجوما بالأسلحة الرشاشة وقذائف آر بى جى على ساحة الشهداء بالمنصورة حيث تتواجد قوة مشتركة من الجيش والأمن منذ أشهر، ما اسفر عن مقتل وقتل ضابط وجندي، فيما إصيب و3 آخرين في الهجوم ، وقال شهود عيان إن مسلحين بملابس مدنية هاجموا قوات الأمن والجيش واشتبكوا معها وتسببت الاشتباكات بحالة من الذعر في الإحياء المجاورة وفر الأهالي من المنطقة وأغلقت عشرات المحال التجارية أبوابها. وقد فرضت قوات الأمن ووحدات من الجيش حصارا على ساحة المنصورةبعدن وحاصروا بناية لجأ إليها المهاجمون ، حيث لا يزال الامر -مساء الخميس- مرشح لمزيد من التصعيد. وفي محافظة شبوةجنوب شرقي البلاد ، فجر مسلحون مجهولون أنبوب لنقل النفط الخام في منطقة المصلوب مديرية بيحان ، والممتد من حقول جنة هنت في عسيلان ،شبوة ،الى مصافاة صافر في محافظة مأرب شمالي البلاد..ويعد هذا التفجير هو الثاني خلال هذا الاسبوع ، وبعد يومين من اصلاح فرق هندسية لذات الانبوب. وفي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ، تمكن مسلحين ، الخميس، من السطو على مبالغ مالية تابعة لإحدى محطات شركة الغاز،بعدما اعترض المسلحين طريق سيارة تقل نقود الشركة باتجاه فرع البنك المركزي اليمني بالمدينة، ونهبوا ما فيها "مبلغ خمسة مليون ريال". وتأتي هذه التطورات الميدانية بالتزامن مع عموم حالة انفلات أمني والتي عمقهتا ازمة الرئاسة اليمنية بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته الشهر الماضي ودخول البلاد في حالة فراغ سياسي إثر سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على مفاصل الدولة والقصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وسط استمرار خلافات الفرقاء حول حلول توافقية تقود البلاد نحول عملية أشمل لنقل السلطة.