ظهر الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، اليوم الأحد،في القصر الجمهوري بمدينة عدن جنوبي اليمن ممارساً من جديد لمهامه كرئيس انتقالي للبلاد بعد يوم من هروبه من مقر اقامته الجبرية في صنعاء ، وشهر من تقديم استقالته وحكومته في اعقاب سيطرة جماعة انصارالله الحوثية على السلطة والعاصمة صنعاء. وفي أول ظهور اعلامي له منذ افلاته من الاقامة الجبرية في صنعاء ، ترأس هادي في مدينة عدن أجتماعا ضم محافظي "عدنولحجوأبين وسقطرى" الجنوبية بالإضافة إلى اللواء الركن ناصر الطاهري قائد المنطقة العسكرية الرابعة (مقر قيادتها في عدن)، وكذا شقيقه ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات "عدن، لحج، أبين"، وقائد اللجان الشعبية الموالية له. وقالت تقارير إعلامية أن هادي أكد في اجتماعه مع المحافظين على استمراره في مهامه كرئيس للجمهورية اليمنية وشدد على أهمية الحفاظ على الشرعية الدستورية. وأشارت إلى أنه تم تدارس الوضع الأمني والسياسي الذي يمر به اليمن، والتطورات الأخيرة بعد مغادرته إلى عدن من منزله بصنعاء، متحدثا عن اهمية سرعة انعقاد الحكومة المستقيلة في عدن وبمن حضر لادارة مهام الدولة ، ولحين فك الحصار عن رئيس الحكومة خالد بحاح وبعض الوزراء في مقر اقامتهم بصنعاء. وكان هادي قد أعلن تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، في أول بيان صادر عنه عقب مغادرته، صنعاء "متخفيا" إلى عدن، جنوبي البلاد، أمس. ومثل خروجه من صنعاء هزة كبيرة للمشهد السياسي، فبعد شهر تحت الإقامة الجبرية، اتخذ هادي من عدن مقصدا، في خطوة من شأنها خلط الاوراق في البلاد. هادي في بيان، أصدره مساء أمس السبت من عدن، وذيله بتوقيعه "رئيس الجمهورية" اعتبر أن "كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر(تاريخ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء) باطلة ولا شرعية لها". وقال في بيانه،"نظرا للظروف الأمنية التي تعيشها صنعاء وإغلاق معظم السفارات العربية والأجنبية الراعية للمبادرة الخليجية، واحتلال مؤسسات الدولة من قبل المليشيات، ندعو لانعقاد اجتماع للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار في مدينة عدن أو محافظة تعز لحين عودة العاصمة إلى الحاضنة الوطنية كعاصمة آمنة لكل اليمنيين وخروج كافة المليشيات المسلحة منها". ويرى مراقبون في هروب هادي إلى عدن ، خلطا للأوراق وإعادة للأوضاع السياسية في البلد إلى مربعها الأول. وفي المقابل رأى آخرون أن مغادرته لصنعاء جاءت في سياق تسوية سياسية اقتضاها مسار المفاوضات الجارية بين الفرقاء. وأيا تكن الروايات بشأن الكيفية التي خرج بها هادي من صنعاء ومنزله محاصر فإن ما يتفق عليه هو أن الساعات والأيام القادمة في اليمن كفيلة بكشف الكثير من الخفايا. ويترقب الشارع اليمني في كل مرة ما يمكن أن تفرزه تطورات الواقع الدراماتيكية، وفي كل مرة هناك حدث يشد الجميع وربما يباعد فيما بينهم.