نقلت "رويترز" عن مصادر دبلوماسية أن دولا حليفة للسعودية قامت بضغوط قوية على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد إدراج تحالف الحرب السعودية على اليمن في "القائمة السوداء" الأممية. وأشارت المصادر المقربة من المنظمة، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث لوكالة "رويترز" الأربعاء 8 يونيو/حزيران، إلى أن مكالمات من وزراء خارجية دول خليجية عربية ووزراء من منظمة التعاون الإسلامي انهالت على مكتب بان كي مون بعد إعلانه في الأسبوع الماضي إدراج تحالف الحرب على اليمن الذي تقوده الرياض، على "القائمة السوداء" الأممية بسبب التقارير عن انتهاكات مستمرة لحقوق الأطفال في اليمن من قبل قوات التحالف. وتحدث مسؤول في الأممالمتحدة، حسب رويترز، عن "ضغوط من هنا وهناك" مورست على المنظمة على خلفية هذه الخطوة، مضيفا أن الرياض لوحت بوقف مساعداتها للفلسطينيين ووقف تمويل برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية. وتعليقا على رد الفعل السعودي على إدراج التحالف في "القائمة السوداء" وصف مصدر دبلوماسي آخر ل"رويترز" طلب أيضا عدم نشر اسمه، ما تعرضت له المنظمة الدولية بأنه: "تنمر وتهديدات وضغوط"، مضيفا أن ما حدث "كان ابتزازا بمعنى الكلمة". وذكر المصدر أنه كان هناك تهديد أيضا "باجتماع شيوخ في الرياض لإصدار فتوى ضد الأممالمتحدة تقضي بتصنيفها معادية للإسلام، مما يعني أنه لن تكون هناك اتصالات معها من قبل دول منظمة التعاون الإسلامي، ولا علاقات ولا مساهمات ولا دعم لأي من مشروعات أو برامج الأممالمتحدة". وأشارت مصادر دبلوماسية عديدة إلى أن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط "أونروا"، سوف تتضرر على نحو خاص لو أعيد إدراج التحالف العربي بقيادة السعودية على القائمة السوداء. والسعودية هي رابع أكبر مانح للأونروا بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وقدمت قرابة مئة مليون دولار للوكالة العام الماضي. وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت الأممالمتحدة الاثنين 6 يونيو/حزيران حذف اسم تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية من "القائمة السوداء" التي صدرت عن المنظمة الأسبوع الماضي، وذلك لغاية إجراء مراجعة مشتركة بين المنظمة الدولية والتحالف للمعلومات حول حالات الوفيات والإصابة بين الأطفال أثناء الحرب في اليمن. وأثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من منظمات معنية بحقوق الإنسان، والطفل بشكل خاص، اتهمت بان كي مون بالانصياع لضغط الدول القوية، قائلة إن رئيس المنظمة، الذي يمارس عمله في العام الأخير لولايته الثانية، يجازف بالإضرار بإرثه كأمين عام للأمم المتحدة. وانتقدت منظمتان حقوقيتان بارزتان، هما "هيومان رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، قرار بان كي مون، واصفتين إياه ب"الاستسلام" أمام مطالب الرياض، والذي قد يُفقد الأممالمتحدة مصداقيتها. وعلق المدير المساعد ل"هيومان رايتس ووتش"، فيليب بولوبيون، على هذه الخطوة، قائلا: "بما أن هذه القائمة غدت تخضع للعبة السياسية فإنها تفقد مصداقيتها وتسيء إلى سمعة الأمين العام (للأمم المتحدة) في مجال حقوق الإنسان". من جانبها وصفت "العفو الدولية" تراجع الأممالمتحدة عن موقفها السابق بالخطوة "المشينة". وكان ادراج السعودية وتحالفها في القائمة السوداء لجرائم حرب ارتكبت بحق اطفال اليمن بناءاً على تقرير للأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة صادق عليه بان كي مون الجمعة الماضية . وذكر التقرير أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن مسؤول عن 60 في المئة من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي عبر هجمات جوية، حيث قتل 510 أطفال وأصاب 667 طفلا، كما انه مسئول عن استهداف عشرات المرافق المدنية من مستشفيات ومدارس.