اطلقت سلطات الحكم في العاصمة اليمنيةصنعاء وعودا جديدة بشان حل قضية مرتبات موظفي الدولة المتوقفة منذ ثمانية اشهر كما اوضحت موقفها من أي خطوات جاده لتحريك عملية السلام على اساس شامل وعادل لما فيه وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار الشامل كعقاب جماعي مفروض على الشعب اليمني . واكد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد في كلمة له اليوم الخميس من محافظة ذمار وسط اليمن خلال لقاء موسع لقيادة محافظة ذمار والمجالس المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية والمشائخ والأعيان وممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي والشباب بالمحافظة، أن حكومة الإنقاذ ستعمل على تعويض الموظفين وتوفير القدر المتاح من الراتب قبل شهر رمضان مع مجموعة من الحلول الأخرى وتنفيذ عدة خيارات وبدائل في محاولة لمكافأة الرجال والنساء الصابرون في سبيل أنفة وشموخ وعزة الوطن. وأشار إلى أن أذى العدوان الذي يشنه تحالف السعودية على اليمن منذ اكثر من عامين وصل إلى كل بيت في اليمن كما أن كل بيت له نصيب في مواجهة العدوان فهناك من ضحى بماله وتجارته ومصالحه ومن بذل خيرة ما يملك، وما من بيت إلا وضحى وهو ما يتوجب على الجميع تقدير هذه التضحيات، ومعاناة موظفي الدولة الذين قضوا أكثر من سبعة أشهر وهم ثابتون في جبهاتهم باستمرارهم في أعمالهم رغم حجم المعاناة التي تحملوها نتيجة توقف الراتب الذي لم يكن يكفي قبل أن يتوقف في الظروف العادية. وتابع رئيس المجلس السياسي الأعلى" في هذا الظرف الاستثنائي الحساس نلتقي بإخواننا وأخواتنا في مختلف المحافظات للتعبير عن صوت هذا الشعب والتماسك والتلاحم الذي أذهل قوى العدوان بعد استنفاذهم لكل أوراقهم وآلة البطش والفتك التي يمتلكونها وصولاً إلى الحصار الاقتصادي والبري والبحري والجوي واستهداف البنك المركزي والعملة الوطنية والمساس بقوت كل مواطن يمني وانقطاع الرواتب لأشهر عدة في محاولة للوصول إلى التجويع الكلي للشعب اليمني وتركيعه وهي المحاولة اليائسة للحصول على أي انتصار لم يحققوه عسكرياً " . وأوضح أن العدوان الذي فشل عسكرياً ويفشل حاليا في استخدام الورقة الاقتصادية اتجه إلى إثارة النعرات المناطقية والحزبية وهي الورقة التي ستسقط أمام وعي هذا الشعب العظيم . وأضاف " نقول لكل من يعمل على هذه الورقة سواء شعر أم لم يشعر أن يتق الله ويعي تضحيات هذا الشعب بالغالي والنفيس في سبيل عزته وكرامته ولا يعقل أن يأتي من يتحرك بحسن أو سوء نية ليخدم العدوان وأهدافه وأغراضه وأن يعمل على أن يحقق للعدوان ما لم يحققه في الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية " . وأشار إلى أن أبرز ما نجح فيه المجلس السياسي الأعلى هو الحفاظ على الوحدة الاجتماعية وتماسك الجبهة الداخلية والحفاظ على البلد والمؤسسات من الانهيار ولا يشرف أحد إلا أن يستمر هذا الصمود وهذا الانجاز . وأضاف " لولا تضحيات أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان لكانت تضحياتنا مضاعفة وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وفقدان للعزة والكرامة لأن العدوان لا يملك سوى مشروع الفوضى والدمار والإنفلات الأمني والجميع يعرف أن غايتهم ليست السيطرة على الحكم بل الإتيان بداعش كما فعلوا في عدن وأبين وغيرها وهو المشروع الذي لا يمكن أن ينسجم مع ما يحمله هذا الشعب من عزة وكرامة لذلك نحن أمام خيار وحيد للصمود والثبات وهو ما جعل الجميع على مشارف الإنتصار". كما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن الواقع اليوم يحتم على الجميع الإهتمام بالوحدة الإجتماعية والتكافل والتراحم ورعاية أسر الشهداء والفقراء والمعسرين ومن أصابهم العوز والحاجة وتحصين الجبهة الداخلية وإفشال محاولة اختراقها. وجدد التأكيد على أن الجميع أمام مسؤولية تاريخية لتحقيق الإنتصار وقطع الأمل على العدوان في أن ينفذ من بوابة اختراق المجتمع اليمني بإثارة المشاكل وشراء الولاءات .. مشيرا إلى أن المجتمع صبر وثبت أمام سيل الأموال التي بددها العدوان بالطائرات والمظلات، بل داسها تحت أقدامه لأنه يعرف أنها قيمة عزته وكرامته ودنياه وأخراه لكنه صبر من أجل أن يصل إلى الحرية والإستقلال التي يستحقها . واشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى ما تقوم به قيادة العدوان من التنقيب عن العملاء والمرتزقة بعد أن استنفذت استئجار جيوش ومرتزقة العالم من البلاك ووتر والسودانيين وغيرهم وسقطت كل أوراقهم. ولفت صالح الصماد إلى أن أمريكا تحلب دول الخليج التي تريد من خلال الاستسلام لها أن توصل رسالة بأن أمريكا لازالت معها وتقف خلف ظهورها.. وقال " نحن نقول لهم الله مولانا ولا مولى لكم والنصر حليفنا بإذن الله ". وأضاف " إننا نعتقد أن الزيارات المكوكية لدول العدوان في أرجاء العالم والتي يريدون من خلالها إيصال رسالة للشعب اليمني أنه لازال في أيديهم الكثير من الأوراق في محاولة يائسة لهزيمة اليمنيين نفسياً بعد أن استنفذوا كل أسلحة العالم التي جربوها في اليمن وحولوا اليمن إلى حقل تجارب لمختلف الأسلحة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وإننا على ثقة أنه لم يعد بأيديهم ما يخيفون به هذا الشعب العظيم". وبشأن تحركات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة دائما تأتي عندما يتصاعد السخط والنقد العالمي على قضية اليمن لذر الرماد في العيون ومن أجل أن يكتب تقاريره الدورية وإحاطاته إلى مجلس الأمن لا أكثر مع عجزه المعروف عن حل أي إشكال إنساني كإعادة طائرة الجرحى أو الحصار الجوي أو فتح مطار . وقال " نحن نؤكد أننا دوماً مع السلام ولن نفوت فرصة من أجل الحصول على السلام الذي يستحقه الشعب اليمني، السلام الذي لا يمس حرية وكرامة هذا الشعب وإدراكا لمعاناته التي تجعلنا لا نفوت أي فرصة حقيقية من أجل السلام ورائها نوايا جادة وسنقدم في سبيلها منتهى التفاهمات " . وأضاف" ليفهم الجميع والعالم كله أننا أصحاب السلام ونريد السلام و مع السلام وأن إدراكنا بالعدو الذي لا يريد إلا سحقنا بعد أن قدًمنا كل التفاهمات في مراحل السلام السابقة من جنيف إلى الكويت، فإننا أمام خيار التحدي والصمود حتى يكتب الله لنا النصر ولشعبنا العزة في مواجهة هؤلاء الطغاة " .