أفاد تقرير أمس الخميس بأن مواطن سعودي نبه الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة العاصمة السعودية الرياض، لعدم وجود دوريات مرور في (طريق خريص) ما سهل استغلال سائقي شاحنات الغاز والماء والوقود للدخول في جميع الأوقات. ووفقاً لصحيفة "سبق" السعودية، قال المواطن السعودي فهد العنزي في خطاب وجهه إلى الأمير سطام قبل أسبوعين تقريباً إن الأمير وجه بالسماح لشاحنات الغاز والماء والوقود بالدخول من خلال أوقات معينة، إلا أن عدم وجود دوريات المرور جعل السائقين يستغلون الوضع ويدخلون بجميع الشاحنات المصرح لها وغير المصرح. وتناولت صحيفة "سبق" الإلكترونية خطاب "العنزي" بعد أن لقي 23 شخصاً على الأقل حتفهم حين اصطدمت شاحنة وقود بجسر علوي في الرياض صباح أمس الخميس مما أدى إلى انفجار أسفر عن انهيار مبنى صناعي وأشعل النار في عربات قريبة. وقال "العنزي" إنه اتصل أكثر من مرّة على 993 إلا أن الرقم كان دائماً مشغولاً، وبعد محاولات عديدة تم تسجيل بلاغ لديهم. واشتكى من "عدم تطبيق توجيه أمير المنطقة، ما أدى إلى صعوبة توجه الناس لأعمالهم خلال وقت الذروة وأيضاً صعوبة وصول بقية سكان الرياض لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية". وقال إنه كان يتنبأ بوقوع حادثة، وذلك بسبب كثرة الشاحنات في جميع الأوقات خصوصاً أوقات الذروة، حيث يكون بعضها خطراً جداً مثل شاحنات الغاز والوقود، مشيراً إلى أنه من المفروض وجود سيارات المرور لتنظيم حركة السير، كون جميع الشاحنات بأنواعها تدخل مباشرة في الوقت الحالي. وحمد "ربه بأن حادثة الانفجار لم تقع يوم السبت -حسب كلامه- وإلا كان هو أول الضحايا، كونه يذهب يومياً من الطريق الذي وقع فيه الحادثة، مؤكداً أن المنطقة حيوية وفيها مستشفى، وأن مرور الشاحنات دون تنظيم يشكل خطراً على قائدي السيارات أو السكان". وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بالرياض النقيب محمد الحبيل الحمادي إن صباح أمس الخميس وقع "حادث حريق ناقلة غاز على طريق خريص شرقي الرياض بعد أن ارتطمت بإحدى الجسور الممتدة على الطريق اثر مصادفتها حادث مروري على خط سيرها أدى إلى حدوث تسرب للغاز انتقل إلى إحدى معارض المعدات والسيارات المجاورة للموقع مما نتج عنه حوادث مرورية تسببت في وقوع عدد من الوفيات والإصابات". ورغم وقوع الانفجار قرب مقر الحرس الوطني وقرب جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية قال مسؤولون للتلفزيون السعودي إنه حادث. ولم يلحق أي ضرر على ما يبدو بمجمع الحرس الوطني ولا بالجامعة جراء الانفجار الذي سوى بالأرض معرضا للجرارات الزراعية والجرافات وغيرها من المركبات الصناعية وألحق أضرارا بجسر علوي مزدحم. وتعتبر السعودية هدفاً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن إلا أن آخر هجوم ناجح في المملكة وقع في العام 2006. واتخذت الرياض إجراءات صارمة ضد المتشددين الإسلاميين في السنوات العشر الماضية واعتقلت آلاف المشتبه بهم. وقال مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري إن الحريق تحت السيطرة. وألقى باللائمة على سائق الشاحنة في الحادث. وسوي المبنى الصناعي المكون من عدة طوابق بالأرض. وقال شهود إن عدداً من المباني المجاورة تضرر واشتعلت النار في المركبات القريبة من بينها حافلة صغيرة كانت على الجسر العلوي. وقال أحد الناجين وهو باكستاني اسمه كشنو اختار (55 عاما) وقد علقت الأتربة بملابسه وكان ينزف من عدة جروح أصيب بها "كنت داخل المبنى حين وقع الانفجار. وفجأة حدث دوي وانهار المبنى. تطاير الأثاث والمقاعد والخزائن في الغرفة التي كنت بها". وأضاف "أخي مازال داخل المبنى تحت الأنقاض. هناك كثيرون بالداخل". ووقع الانفجار نحو الساعة 7.20 صباحا بالتوقيت المحلي في واحد من أزحم الطرق المرورية في العاصمة السعودية لكن نظراً لعطلة عيد الأضحى كانت حركة المرور أقل من المعتاد. وبعد مرور ساعة على الانفجار، كانت النيران لا تزال مشتعلة في عدد من السيارات والشاحنات القريبة وخيمت على المنطقة سحابة من الدخان. وما زال التلفزيون السعودي يعرض حتى مساء يوم أمس الخميس لقطات لعملية إنقاذ كبيرة في الموقع حيث ينقب العمال وسط أنقاض المبنى المنهار بمساعدة آلات حفر. وأحاطت بموقع الانفجار عشرات المركبات المحترقة. وأظهرت لقطات تلفزيونية وصور نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي جثة بجوار مركبات محترقة وجثتين متفحمتين على الأقل داخل سيارة. وظهرت جثة أخرى غطاها السواد في حطام شاحنة. ويقوم أكثر من مئة من رجال الطوارئ بفحص حطام الجسر والبحث عن ناجين وسط أنقاض المبنى.