عندما طلب هادي بكل وقاحة العدوان على اليمن وكرر طلب استمرار العدوان في قمة "الأعراب" في شرم الشيخ كان قد أرّخ بالدم خيانته العظمى لبلده الذي خرج شعبه ذات يوم ليختاره مرشحا توافقيا في مهمة ظننا جميعاً أنها تاريخية للرجل كي يشكل طوق الانقاذ المنتظر للبلد من أزمته السياسية التي خنقته منذ الربيع العربي الدامي سيء السمعة ..! .. لم يستح الرجل لا من الله ولا من خلقه .. لم يتردد مخافة لعنات التاريخ التي ستطارده الى ما شاء الله وهو يسجل واقعة طلب رئيس بلد العدوان على شعبه وبلده وهو في ذات الوقت يتبجح بأنه لا زال الرئيس الشرعي واعتبر العدوان وسيلة لإعادة شرعيته .. ! .. هذا الرجل لا يستحي .. لم يستح من فشله خلال أربع سنوات كان كل شيء يدين له وتحت يديه من مؤسسات الدولة من عسكرية وأمنية ومدنية واقتصادية .. كان مدعوما بشعبه الذي خرج يصوت له بأكثر من ستة ملايين نعم ل " هادي " .. ومدعوما بالدول العشر الراعية لعملية الانتقال السلمي .. ومدعوما بالدول الخليجية الراعية للمبادرة نفسها وعلى رأسها الدولة التي تقود العدوان على اليمن منذ 27 يوما .. ! .. الرجل خان وفق اكثر المتخصصين الجيش الذي بني منذ عقود (طوبة- طوبة) بخطوة الهيكلة التي لم تعمل إلا على إضعاف الجيش أكثر وإسقاط هيبته الى المستوى الذي أصبح العشرات من أفراده يذبحون بالسكاكين من عصابات القاعدة من أبينمسقط رأس الرئيس إلى سيئون في قلب حضرموت .. أسس لأقلمة البلد وهو بهذا خان وحدة التراب الذي التأم قبل ربع قرن وأراد تمرير مشروعه للتجزيء من واحد إلى ستة رغماً إداركه الكبير أنه لا يمكن أن يقوم أي شكل من أشكل الدولة الفيدرالي أو غيره بدون مركز قوي جامع مانع لباقي الأجزاء ..! وكان قبل ذلك قد وقع على جرعة سعرية قاتلة ضربت حياة الناس وعيشهم في مقتل ..وكأني بهذا الرجل يعيش في كوكب غير كوكب شعبه الذي يرأسه ..! .. وبعد كل هذا اللغو التاريخي والفجور السياسي ها هو الرجل يبني مدرسة الخيانات من الرياض .. وزير خارجية مكلف رمى بكل مستقبل اليمن وسمعة اليمن السياسية خلال أسابيع في المسالك البولية لكل عاق وفاجر .. وزمرة خونة كانوا أساس إعلام العدوان بكل مقدرات الجيش وإمكانياته وخرائط معسكراته وإحداثيات كل ما بناه هذا الجيش منذ أكثر من ثلاثين عاما تحديدا .. ومع هؤلاء جوقة أخرى من المتسيسين والمحللين والإعلاميين وزعتهم الدول الراعية لهم في قطر ومصر وتركيا ولندن للترويج للعدوان والتبرير له والتقليل من إخطاره وضحاياه من الآمنين والأبرياء وهم أكثر من حصدهم العدوان حتى اللحظة .. هؤلاء كانوا "دواشين" العدوان يكذبون ويكذبون ويكذبون في كل مناسبة والهدف واحد تمرير الخيانة الكبيرة لمن علمهم إياها وقادهم نحوها ..! .. المشهد لم يكتمل بخيانة أولئك فقط فقد كان في الأرض البعض ممن صفق للعدوان وباركه كان على رأس هؤلاء قيادة حزب الإصلاح التي أعلنت مباركتها للعدوان وهو سقوط سياسي لم يسبقه للإصلاح حزب ولا أعتقد أن هناك من سيلحق به .. ثم عصب من المرتزقة الذين قرروا أن يحاربوا أبناء الجيش واللجان الشعبية بالفلوس التي تأتيهم من الخارج في "كراتين "وبالسلاح المتطور الذي يرمى لهم بالمضلات في صناديق في عدنوأبين ولحج ومارب ..! أخيرا : .. هادي تبجح أمس الأول بكلمة شكر فيها دول العدوان على العدوان وكان أكثر بجاحة وهو ينعت العدوان بالمساعدة والوقوف مع اليمنيين والشرعية .. .. وفي كل ذلك طبعا كانت للخيانة صورة واحدة .. وملة واحدة لا انتماء لها حقيقي للبلد .. بل لم يكن البلد بالنسبة لهم إلا غرف نومهم التي استبيحت من خصومهم السياسيين فقرر زمرة الخونة وعلى رأسهم الخائن الكبير أن يستبيح الجيران المجرمين اليمن بكل ما فيه سيادته وترابه وشعبه ودماء أبنائه الزكية التي سفكت وطالت كل أطياف المجتمع وكل مقدرات البلد من شدا إلى المطمة إلى باب المندب ..